الرياض - عبدالله الحصان
طالب عددٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة القطاعين الحكومي والخاص بضرورة تلبية حاجاتهم ومساعدتهم على تجاوز ما وصفوه بالأزمة التي أفرزتها الأوضاع الاقتصادية التي حلَّت بالعالم وانعكست على الوضع الداخلي مما أدى إلى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار. وكشفوا عبر (الجزيرة) عن معاناتهم من التغيّرات الجديدة التي طرأت على الأسعار في كل الاتجاهات، مشيرين إلى أنهم باتوا عاجزين أمام الفواتير الضخمة لمتطلباتهم كونها أصبحت تفوق حجم دخولهم بكثير.
وقال المعاق سعد السرحاني إن أبرز القضايا التي نطالب بها الآن مساعدتنا في توفير السكن وصرف الاحتياجات الضرورية ومستلزماتنا الطبية الضرورية. وشدَّد السرحاني في حديثة ل(الجزيرة) على ضرورة تفعيل دور المجلس الأعلى لرعاية المعاق وتسهيل منح الأراضي والقروض ومنح مكافآت شهرية لمن يقل راتبه عن 2500 ريال ليتمكّن المعاق من العيش حياة كريمة بعيداً عن نظرة الاستعطاف التي بتنا نراها في كل مكان نذهب إليه.
وأضاف: نطالب كذلك بتضافر جهود القطاعين العام والخاص لتلبية احتياجاتنا الوظيفية، حيث إن العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة يحملون مؤهلات عالية ولا يجدون مقابلها أي وظيفة بحجة عدم تمكنهم من إنجاز عملهم بأكمل وجه، على الرغم من أن المعاقين يمتلكون من الإصرار والتحدي قل أن تجده عند بعض الأسوياء.
من جانب آخر أشارت غلا القحطاني وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مشاكل أخرى قالت إنها تواجهها أثناء مراجعاتها للدوائر الحكومية أو القطاع الخاص وتتمثّل في عدم توفر أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت غلا أنها عملت كمدرسة لمدة تجاوزت 5 سنوات براتب لا يتجاوز 2300 ريال شهرياً وتم الاستغناء عن خدماتها على الرغم من حاجتها الماسة للراتب اليسير الذي كانت تقبضه. وطالبت بضرورة التفاتة الأجهزة الحكومية المعنية وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والصحة والشؤون البلدية والقروية للأخذ في الاعتبار خدمة هذه الفئة وعدم التعامل معها من المنظور الإنساني فقط ولكن من منظور حقوقي.
واعترف عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين بندر الصالح بوجود مشاكل يواجهها المعاق في الحصول على وظيفة تناسب إمكانياته لينضم إلى سلك العمل مع الأسوياء، مشيراً إلى أن قضية ذوي الاحتياجات الخاصة ليست بالقضية السهلة.
ونوَّه الصالح عبر حديثة ل(الجزيرة) بالدور الذي يحمله الأمير سلطان بن سلمان في هذه القضية، مشيراً إلى تسميته لهذه الفئة بأنهم من (ذوي القدرات الخاصة، لا الاحتياجات الخاصة)، وأكد أن هناك قصوراً من بعض الجهات المعنية مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم مطالباً بضرورة عملها كمنظومة واحدة لتظهر المعاق للمجتمع بالشكل السليم ومن ناحية تعاون القطاع الخاص مع المعاق قال الصالح إن رجل الأعمال دوماً ما يفكر في مصلحته فيعتقد أن المعاق لا يستطيع تقديم شيء ونحن نقول له من الناحية الاجتماعية والإنسانية شاركوا في توفير الوظيفة للمعاق كرد للجميل الذي قدّمه الوطن لكم.
وأضاف أن الجمعية قامت بخطى حثيثة للمساعدة في تيسير شؤون المعاق لتوظيفه وجعله ينخرط في العمل، حيث ناقشت القضية مع عدد من الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة وكانت تلك الاجتماعات تندرج تحت مسمى (يوم التوظيف) وتم من خلالها توظيف أكثر من 60 معاقاً في يوم واحد ونحن نسعى لجعل هذه الاجتماعات بصفة مستمرة لجعل المعاق وذا الاحتياجات الخاصة قادراً على إدارة شؤونه بنفسه دون الاعتماد على أحد من خلال ما تدره عليه وظيفته.