القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طه محمد
دعا سياسيون ومثقفون فلسطينيون ومصريون بإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، في محاولة لتخفيف الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وطالب حضور ندوة (فلسطين في قلب مصر..شهادات العائدين من غزة)، في نقابة الصحفيين المصريين (الاثنين الماضي)، سلطات الأمن المصرية بسرعة الإفراج عن قرابة 1500 فلسطيني، يتم احتجازهم في نزل شباب العريش، في الفترة التي تبعت غلق المعبر، بعد فتحه أيام عدة الشهر الماضي ومع تأكيد خبراء السياسة بإعادة فتح المعبر، فإنهم طالبوا بأن يكون فتحه، وفق إطار موضوعي وقانوني، بحيث يكون إعادة فتحه كغيره من المعابر الجوية والبرية والبحرية بين الحدود المصرية وغيرها من دول العالم.
وخلال الندوة ألقى العائدون من غزة بشهاداتهم حول الحصار (الإسرائيلي) المفروض على غزة، سواء من المصريين الذين زاروا غزة خلال مدة فتح المعبر أو الفلسطينيين المقيمين في مصر, وهي الشهادات التي عكست قدراً كبيراً من خطورة وتداعيات الحصار على الأوضاع المعيشية لسكان غزة.
وشدد الكاتب فهمي هويدي على ضرورة التعامل بمسؤولية مع الهم الوطني، خصوصاً وأننا أمام مستقبل أمة وكرامة شعب، وتأييد أي طرف فلسطيني مقاوم، يسعى لإجهاض المشروع الصهيوني, خصوصاً وأن من يقوم بهذا الدور المقاوم، هم من الوطنيين الشرفاء ووصف هويدي بعض التصرفات الفلسطينية إبان فتح المعبر بقوله: إنها تصرفات فردية، كرفع العلم الفلسطيني فوق العريش، أو عمليات التزوير في الدولارات وغيرها.
مؤكداً أنها تصرفات لا ينبغي أن تكون سبباً في المساعدة على حصار غزة.
ومن جانبه أكد الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق، عدم وجود مبررات قانونية لإغلاق معبر رفح، وأنه من حق الفلسطينيين، أن تكون حدودهم مع مصر مفتوحة، أسوة كغيرهم من العرب، الذين يتمتعون بفتح معابرهم مع مصر، مثل السلوم وغيرها وحذر من خطورة اختزال قضية فلسطين في قضية المعابر وصرف الأنظار عن المقاومة التي وصفها بأنها شرف الأمة , (يجب دعمها بكل السبل).
محذراً أيضاً من خطورة وقوع الإعلام العربي، ومنه المصري، في شرك المصطلحات المغلوطة كالحديث عن وصف الحصار بأنه عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين، وأن وجود حماس على الحدود المصرية تهديد للأمن القومي المصري.
ودعا الأشعل الإعلام العربي إلى القيام بدوره تجاه تعزيز المفاهيم المغلوطة عن القضية الفلسطينية، لتوعية الجيل الحالي بأهميتها في ظل حملات التشويه العالمية بحقها.
معتبراً أن الإعلام العربي يفتقر الثقافة القانونية عن الحقوق العربية والفلسطينية، ما أسهم في تعبئة الإعلام الغربي للرأي العام العالمي, بأن احتلال (إسرائيل) لفلسطين هو واقع مقدس وأن الاحتلال هو الذي يتعرض لاعتداءات من جانب الفلسطينيين، وأن (إسرائيل) هي التي تقوم بحق الدفاع عن النفس كما طالب الأشعل الإعلام المصري بفض الاشتباك بين حديثه عن حماس والربط بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين.
مؤكداً أن حماس حركة مقاومة تقوم بدورها في الدفاع عن أراضيها فضلاً عن ذلك عن كونها قد دخلت مرحلة جديدة من العمل السياسي.
مشدداً على ضرورة عدم الربط بين الحركة والجماعة وانتقد رفض حركة (فتح) وقاداتها للحوار مع حركة (حماس).