Al Jazirah NewsPaper Friday  22/02/2008 G Issue 12930
الجمعة 15 صفر 1429   العدد  12930
نواز شريف يسعى لاقتلاع النظام السابق من جذوره
الائتلاف المرتقب في باكستان مناهض لتطلعات أمريكا بشأن مشرف

اسلام اباد - من سايمون كاميرون مور - رويترز

التقى زعماء الحزبين اللذين فازا في الانتخابات الباكستانية أمس الخميس لبحث تشكيل حكومة ائتلافية قد تضع نهاية لحكم الرئيس برويز مشرف.

ومشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري عام 1999 في هذه الدولة النووية المسلحة هو من أكبر حلفاء واشنطن في حربها ضد تنظيم القاعدة لكن وضعه هش في مواجهة برلمان معارض بعد ان تلقى أنصاره هزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت يوم الاثنين التي مني فيها حزب الرابطة الإسلامية - جناح القائد العظيم المؤيد لمشرف بخسائر فادحة.

وفاز حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة.

ويدخل نواز شريف رئيس الوزراء الذي أطاح به مشرف في انقلاب عام 1999 الذي جاء حزبه في المرتبة الثانية بعد حزب الشعب الباكستاني بفارق ضئيل في محادثات لتشكيل حكومة ائتلافية بعد أن أوضح رغبته في تنحية الرئيس الباكستاني.

وجعل شريف من إزاحة مشرف من السلطة مهمته الأساسية.

لكن مشرف أعلن في حديث مع صحيفة وول ستريت جورنال أنه غير مستعد للاستقالة وقال (علينا أن نتحرك قدماً بطريقة تجيء معها حكومة ديمقراطية مستقرة في باكستان).

ورحبت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بالانتخابات ووصفتها بأنها خطوة نحو الديمقراطية الكاملة وعبرت عن أملها في أن تعمل الحكومة الجديدة مع مشرف الذي تعتبره حصناً ضد تنظيم القاعدة في (الحرب على الإرهاب) وتقول إن واشنطن تحتاج الى باكستان كحليف في الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد المتشددين الإسلاميين في دولة أفغانستان المجاورة.

وقال بوش للصحفيين في غانا التي يزورها ضمن جولة إفريقية (نريد باكستان حليفاً مهماً. لدينا مصالح مشتركة. لدينا مصالح في (طريقة) التعامل مع المتطرفين الذين قتلوا بينظير بوتو).

وتابع قائلاً (لدينا مصالح في المساعدة على ضمان عدم وجود ملاذ آمن يمكن للناس من خلاله أن يتآمروا ويشنوا هجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان).

ويقول منتقدو الرئيس الباكستاني إن محاولاته للتمسك بالسلطة هي عنصر عدم استقرار في البلاد التي تتصدى لهجمات على أراضيها تشنها القاعدة ومتشددون آخرون.

وتخشى دول الجوار وحلفاء من أن باكستان أصبحت أقل استقراراً.

وساعدت موجة من التعاطف حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه الآن آصف علي زرداري زوج الزعيمة الراحلة على الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية.

لكن حزب الشعب الباكستاني يحتاج الى شركاء في التحالف ويعول معسكر الرئيس مشرف على اقناع الحزب بدعوة حزب الرابطة الإسلامية المؤيد لمشرف للمشاركة في الائتلاف لإنقاذ قيادته.

لكن زوج بوتو الذي تولى زعامة الحزب بعد اغتيالها في ديسمبر كانون الأول الماضي قضى على هذا الأمل عندما أعلن أن حزبه لن يدعو أي عضو في حزب الرابطة الإسلامية المؤيد لمشرف للانضمام الى ائتلاف ذي قاعدة عريضة يعتزم تشكيله.

ويريد حزب الشعب الباكستاني أن ينضم الى الائتلاف حزب شريف مع حزب قومي بشتوني علماني طرد الأحزاب الإسلامية من السلطة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الذي ينشط فيه متشددون.

وبدأ حزب الشعب الباكستاني الفائز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات محادثات مع حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف. وقال زرداري عن اجتماعه مع شريف (سنجد حلولاً لمشاكل باكستان).

وقال للصحفيين (البرلمان سيقرر أي رئيس يمكنه العمل معه وأي رئيس لا يمكنه العمل معه).

وتدهورت شعبية مشرف بدرجة كبيرة خلال العام المنصرم وخاصة بعد أن فرض حالة الطوارئ في نوفمبر تشرين الثاني وقام بعملية تطهير في الهيئة القضائية وفرض قيوداً على وسائل الإعلام.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد