الشعر الشعبي باللسان الدارج هو من صميم تاريخ القبائل وتاريخ هذه البلاد الكريمة منذ مئات السنين وكان يؤرخ لمراحل مهمة وأحداث جسام كثيرة عبر الصحراء القاحلة التي أصبحت بفضل الله ثم بجهود قادة هذه البلاد (قرية واحدة) رغم بعد المسافة، وقادة الدولة السعودية الأولى والثانية قرنوا الأفعال بالأقوال عندما نظموا قصائد خلدها التاريخ كقصيدة الإمام تركي والإمام فيصل بن تركي وغيرها.
والملك عبد العزيز - رحمه الله - رافقه الشعر أثناء فتوحاته وبطولاته وسجل بعضا من هذه البطولات في أحديات الخيل وقصائد العرضة والكل سمع بقصة شاعره الحماسي عندما مرض فأمر أن يؤتي به محمولاً ليشجع الفرسان على مواصلة المسير بقصائده الحماسية وكذلك الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعاً - كان للشعر الدور الكبير في مجالسهم وفي الإشادة بإنجازاتهم.
وفي هذا العهد الزاهر للملك عبد الله وولي عهده الأمين وإخوانهم الكرام ازداد ازدهار ودور الشعر المعبر مما دعا الكثير لخوض غماره (مكرهاً أخاك لا بطل) من أجل الحصول على المادة والشهرة ولكن المتذوقين للشعر وأهله وهم كثير يميزون ويعرفون الغث من السمين.
وأول هؤلاء المتذوقين والمميزين للشعر هم الملك عبد الله وإخوانه الكرام وأقول ذلك عن تجربة حقيقية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن عندما كنت في الحرس الوطني وكثيراً ما أحضر واستمع لشعراء يلقون قصائد أمام (أبو متعب) سواء في قصره العامر أو في رئاسة الحرس الوطني فقد كان يشده كثيراً ويعجبه البيت المميز أو كما قيل (بيت القصيد) ويظهر ذلك جلياً في تعابير ملامحه الكريمة أو في نظراته وهو - رعاه الله - وإخوانه الكرام هم المنبع للفخر والشعر ومن هذا المنطلق يطمح الكثير من الشعراء في إيجاد هيئة أو آلية تنظمه وترعى شؤونه والاهتمام بتدوين قديمه بعبقه التاريخي وتشجيع جديده بإبعاد الغث منه وتشجيع السمين منه والمعبر.