الوضع في لبنان لا يمكن أن يستمر كما هو، فإما حل الأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الرئاسي والإغلاق النيابي والتعطيل الحكومي، أو أن الأمور ستسير إلى أسوأ مما هي عليه الآن، ولا يمكن لدولة أن تظل بلا رئيس دون أن يكون لذلك تبعات أمنية خطيرة.
ومع الأسف الشديد فإن بعض القادة السياسيين في لبنان يفوتون الفرصة تلو الأخرى لإيجاد مخرج من الأزمة، في حين أن الشارع يغلي، وقد ينفجر في أية لحظة. وقد أثبتت الأيام الماضية أن الاحتقان السياسي قد يتحول في أية لحظة إلى انفجار أمني خطير، بدليل أن الاشتباكات المسلحة بين أنصار الموالاة والمعارضة باتت شبه مألوفة في انتظار ما هو أسوأ.
حتى أن صحفاً لبنانية شبهت هذه المواجهات ببدايات الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 حتى 1990م.
لبنان ينتظر الشرارة الأولى لإشعال فتيل النزاع المسلح، وها هي الأنباء تتوارد عن عسكرة الأهالي، واستحضار الأسلحة استعداداً للمواجهة المحتملة التي قد تجهز على كل ما تم إنجازه في السنوات التي أعقبت الحرب الأهلية السابقة.
ولن يخرج من هذه الحرب منتصر، فاللبنانيون جميعهم سيخسرون، ولا أحد يستطيع أن يقول إن أحداً خرج منتصراً من الحرب الأهلية الماضية، بل إن لبنان تطلب ملايين الدولارات من أجل إعادة الإعمار، بعد أن هلك الآلاف وتشرَّد أضعافهم.
لبنان الذي يقع على فوهة بركان متأجج ليس بحاجة إلى حرب مفتوحة مع أحد، لا مع إسرائيل ولا مع غيرها، وجر اللبنانيين إلى حرب جديدة، تحول الأنظار عن الداخل اللبناني، وتدخل اللبنانيين في متاهات ودهاليز، تضيع فيها الاستحقاقات، وتتبعثر في زواياها الملفات، جريمة في حق اللبنانيين التواقين إلى السلام والأمن والاستقرار.
بقي أيام قليلة على موعد الانتخابات الرئاسية الذي تأجل مرات ومرات، وقبلها بيومين سيقوم أمين الجامعة العربية بزيارة لبيروت للمرة الثالثة من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، وثمة مخاوف من أن يصل موسى إلى طريق مسدود هذه المرة، بعد أن وصل في الزيارة الماضية -حسب وصفه- إلى باب مسدود يمكن فتحه.
وعندها لا أحد يعلم سوى الله كيف ستسير الأمور، وإلى أين تتجه. وهنا دعوة للفرقاء بأن يغلبوا مصلحة لبنان على أية مصالح أخرى، وأن ينقذوا لبنان من هاوية لا يمكن التنبؤ بعمقها.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244