يعتبر الشباب هم مستقبل البلاد وصنّاع حضارتها، والمصدر الرئيس لنهضة الأمة ومعقد آمالها، والمرآة الصادقة التي تعكس تقدمها، ورصيدها الثمين للنهوض بها، وعليهم تعتمد البلاد في بناء مستقبل أفضل، معتمدة على عقولهم وفكرهم ومهاراتهم وحسن انتمائهم. لذا فإن الاهتمام بهم والحرص على تربيتهم وتثقيفهم وتعليمهم أصبح من أولويات خطط الدول التنموية الشاملة، لكي يتمكنوا من المشاركة الفاعلة في النهوض بمجتمعاتهم والحفاظ على كيان دولتهم. وبقدر ما تقدّمه الدولة من رعاية سليمة لشبابها بقدر ما تدخر للمستقبل من طاقات منتجة قادرة على تحقيق الأهداف والآمال الكبيرة للدولة ومرحلة الشباب هي الفترة العمرية التي تتميز بالقابلية للنمو العقلي والجسدي والنفسي والاجتماعي، لذا أولت الدول رعاية الشباب اهتماماً كبيراً.
وانطلاقاً من هذا قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكي تقوم بأداء رسالتها السامية في خدمة ورعاية شباب هذا الوطن الغالي في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، للمساهمة في بناء المواطن الصالح النافع من خلال رعايتها للشباب عن طريق الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية ومراكز بيوت الشباب.
وتعد الأندية أهم الطرق والوسائل لتحقيق الرئاسة العامة لرعاية الشباب أهدافها المأمولة، وتعرّف لوائح وأنظمة الأندية الرياضية السعودية النادي بأنه مؤسسة تربوية رياضية ثقافية اجتماعية، ذات شخصية اعتبارية ترعاها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتهدف إلى المساهمة في إعداد المواطن الصالح من خلال النشاطات والبرامج المناسبة بما يتلاءم مع العقيدة الإسلامية والأهداف العامة للدولة. وحددت اللوائح والأنظمة أهداف الأندية، ومنها: المساهمة في إعداد المواطن الصالح، ودعم القيم الروحية والأخلاقية والروح الرياضية، ومنها: المساهمة في المناسبات العامة من خلال إعداد برامج ونشاطات مناسبة.
وبناءً على المفهوم العلمي لرعاية الشباب، وبناءً على لوائح وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة العربية السعودية فإن مفهوم رعاية الشباب ليس الاهتمام بالجوانب والأنشطة الرياضية والترويحية فقط، بل إن رعاية الشباب تتعدى هذا المفهوم الضيق إلى مفهوم أوسع وأرحب يتناسب مع قيم وتقاليد مجتمعنا السعودي، ويشتمل على العديد من الجوانب، ومن ذلك:
1 - غرس مبادئ القيم الإسلامية والإنسانية والأخلاقية، والتي تعتبر أساساً متيناً لشخصية الشباب.
2 - الكشف عن مواهب الشباب وتهذيبها وتنميتها، بقصد إعداد المواطن الصالح النافع الذي يخدم أمته ووطنه.
3 - تنمية إحساس الشباب بالمسؤولية تجاه مجتمعهم ووطنهم الذي يعيشون فيه.
4 - إتاحة الفرص المناسبة للشباب لكي يسهموا في برامج الخدمة العامة وفق طاقاتهم وقدراتهم.
5 - تشجيع الشباب على العمل الثقافي والاجتماعي والرياضي التطوعي، وعلى التحمل والصبر واحترام النظام والاعتماد على النفس.
6 - الاهتمام بالجانب الصحي والبدني، ورفع المستوى الرياضي والفني لدى الشباب.
لذا فإن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تضطلع بمسؤوليات جسام ومهام عظام تجاه شبابنا السعودي، إذ ليس دورها الاهتمام بالجانب الرياضي فقط، بل إن عليها أن تهتم كذلك بالجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية للشباب، من خلال تكثيف برامجها الثقافية والاجتماعية في الأندية الرياضية وبيوت الشباب طوال العام، لكي تحقق الرئاسة المفهوم الشامل لرعاية الشباب.
أخيراً: إن رعاية الشباب تعتمد بالدرجة الأولى على مدى رعايته وتربيته التربية الشاملة والصالحة، وهؤلاء الشباب إذا لم يجدوا الرعاية المناسبة والتربية الصالحة والتوجيه القويم فقد ينقلبون إلى عوامل هدم واضطراب.
حمد بن عبدالله القميزي
نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشرق