صليَ بالأمس على الوالد الشيخ المكافح عبدالله العثمان السليمان رحمه الله - في تشييع مهيب امتلأت منه ساحات المقبرة بالمعزين جزاهم الله خير الجزاء.. هذا الإنسان الذي ربى أبناء وبنات تربية صالحة كريمة على الرغم من أن الشيخ العفيف النفس كان أبكم الحديث.. لكنه أرق عذوبة من المتحدثين.. فقلبه يتكلم وحسه وجوارحه.
استطاع من خلال توفيق الله أن يعمل بجد ومثابرة ويكدح ويخلص في عمله في إدارة التربية والتعليم للبنين.. كان رحمه الله يتميز بالذكاء والفطانة.. يعرف كل شيء في هذه الحياة..
الشيخ رحمه الله من أسرة عريقة تتسم بالخلق والهدوء.. وله من الإخوة: إبراهيم ومحمد وعبدالرحمن وفهد وعبدالإله وجلهم من الأساتذة الخلوقين، وقد عرفوا بالصلاح والتعامل مع الناس بخلق قويم.
أخوهم الشيخ عبدالله رحمه الله أديت عليه الصلاة بعد معاناة من المرض الطويل.. وجد البر من أبنائه وبناته وحرمه التي تسهر ليل نهار..
أم عبدالعزيز صابرة مؤمنة بقضاء الله وقدره.. فقد روي لي أنها عند وفاته أبلغت الابن عثمان وهو غارق في نوم عميق أصابه الهلع.. في وقت أن والدته حفظها الله تتحلى بالصبر والثبات.. هكذا يكون الإيمان من أمهات عرفن بالصبر على المحن.
عبدالله السليمان -رحمه الله- عاش بنظرة أمل وتفاؤل.. تزوج وهو صغير السن.. كافح في هذه الحياة حتى تحقق له البيت السعيد.. أبناء وبنات شقوا الطريق من أوسع أبوابه.. وكلما تذكرت تاريخ أبيهم تشدني فيه رحمه الله الثبات والعزيمة..
الوالد الشيخ ألهمه الله حسن التربية لأبنائه.. ولم تعقه نطق الكلم.. بل استطاع أن يتفوق على مجامع الكلم التي يحتويها الناس.
عزائي لإخوانه ولأم عبدالعزيز التي أتمنى أن تثبت وتتحمل فراق زوجها والعزاء لأبنائه عبدالعزيز وأحمد وخالد وعثمان وأخواتهم الكريمات.. هذه العائلة التي وفد إليها من الرجال والنساء مرتحلين مئات الكيلو مترات لواجب العزاء إخلاصاً ووفاء لأبنائه وبناته.
رسالتي إلى ابنه الصديق خالد الابن البار بأبيه وإخوته البررة أن يحسنوا ذكر أبيهم في الدنيا.. فما من خير يقدم له إلا كتب في ميزان حسناتكم.. هذا الأب يستحق منكم مسجداً أو عمل خير يدر عليه الحسنات بإذن الله وهذا لن يغيب عنكم أبداً، ولكن فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. ثقتي فيكم كبيرة وفي أخواتكم الكريمات.. فيكم من الأمل ما يحسن الظن فيكم.. ولكم في أهل المجمعة محبة وتقدير.. رحم الله الوالد وأسكنه فسيح جناته.. ولوالدتنا أم عبدالعزيز الصبر والسلوان.