بين الفينة والفينة نطالع أخبار تبرعات رجال البر والإحسان وخصوصا ما تنقله لنا صفحات (الجزيرة) المتجددة، أنهار في بلدنا المعطاء رجال أوفياء لمجتمعهم ووطنهم وهم من يحملون حسا وهما لهذا الوطن وأهله، وهم من يعيشون هاجسا مستمرا لهذا الواجب، وهو أمر نفسي يلاحقهم، ومنهم نهر من الإنفاق المتدفق ابن جلاجل البار الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر (حفظه الله وشفاه وعافاه) أشهر من نار على علم ومن لا يعرف أبا زكي والشمس لا تخفى، خدم بلاده وأدى دوره الوطني خدم وطنه بكل محبة وإخلاص دون كلل أو ملل، دعوني أبحر بكم قليلا في بحر ذكره الطيب وسيرته العطرة وأعماله الخيرة التي يرجو بها وجه الله وأجره ومثوبته يحمل جميل الصفات والأثر الحميد، جم الخلق، حسن السمت، بشوش الوجه، كثير التواضع وما يردده كل عارفيه من جميل الصفات ويختمون حديثهم بالدعوات الصادقة والصادرة من القلب - متعه الله بالصحة والعافية وأمد في عمره وحفظه من كل سوء ومكروه - كثيرا ما نرى شكرا له بين الصفحات، يدعم المشاريع الخيرية على مستوى المملكة منها برنامج الغسيل لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين وجمعية (إنسان) وجمعية الأطفال المعوقين وغيرها كثير لا يحضرني، يتجول في كل مدينة وقرية ويدعم مشروعا ويتبنى آخر ويقيم بملايين الريالات المشروعات الخيرية والصحية وكذلك البلدية والرياضية والاجتماعية ويعطي كل محتاج دون حدود، لا يفرق بين بلد وآخر فكلها جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الغالي، رافقته في إحدى هذه الزيارات وكانت لمدينة حرمة وكان في استقبالنا رئيس مركز حرمة الأستاذ عبدالله الماضي وعضو مجلس المحافظة وممثل مدينة حرمة بالمجلس الأستاذ محمد الجماز وجمع كبير من أهالي حرمة فلم يتوانَ في دعم مناشط المدينة واللجان الأهلية والاجتماعية والنادي الفيصلي بحرمة فهذه الزيارة كانت راسخة في ذهني لما شاهدت من روح التواضع وحب الناس له فأدركت أنه محبوب من الجميع وليس من يعرفه فقط. إنها حقا أعمال فذة امتطى صهوتها هذا الرجل وأمثاله كثر في بلادنا سبقني بالثناء عليه وأمثاله نبراسنا باني عز الرياض ومجدها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عندما قال: (أنا راض عن رجال الأعمال، فهم يسهمون في كل عمل خيري واجتماعي، ونحمد الله على ذلك). اخترت الشيخ عبدالعزيز لأنه يشكل نهرا يجري طوال العام بالعطاء والبذل. كثيرا ما يؤكد أن ما يقوم به هو لوجه الله.. مستشعرا بذلك دوره الاجتماعي نحو مجتمعه وأبناء وطنه، ويحق لجلاجل وغيرها أن تفخر بهؤلاء الرجال، جزاه الله عنا خير الجزاء، وبارك له فيما أنفق وما أبقى، وتحية له من كل أطياف مجتمعه، إذ سيبقى في ضمير مجتمعه علامة مضيئة يتذكرها، وسيبقى اسمه محفوراً في تاريخه. وعربوناً للوفاء وتقديرا لمكانته، كم كنت أتمنى إطلاق اسم الشيخ الفاضل عبدالعزيز الشويعر على مركز صحي جلاجل الذي بني على نفقته تقديرا لجهوده وتحقيقا وتلبية لرغبة أهالي مدينة جلاجل ووفاء بحق هذا الرجل.