إن التحولات التكنولوجية وثورة المعلومات التي نعيشها اليوم هي مجموعة من المواد الإعلامية والأخبار والحقائق، والدور الذي تقوم به الصحافة منذ القدم هو أنها - حقيقة- قناة اتصال ومعلومات، فتلك المعلومة تأتي من قبل (أسرة التحرير) من الصحيفة الصادرة والمتقصية للمعلومات.
والدور الذي تلعبه صحافتنا في الوقت الراهن يختلف كثيراً عن السابق؛ فلو نظرنا إلى التقدم التكنولوجي في الوقت الحالي لوجدناه يختلف كثيراً عن سنين عديدة مضت، نجد الاجتهاد واضحاً وملموساً من قبل أعضاء أسرة التحرير، ورشة عمل تعمل ليلا ونهاراً.
قبل فترة ليست قصيرة كنت في زيارة إلى أحد الزملاء في صحيفتنا الغراء الجزيرة، بموقعها الحالي ب(حي الصحافة) لا حظت الجهد المبذول من قبل الزميل فهو يمارس عمله وما زال، يعمل ويجتهد، كل هذه السمات في هذا الرجل تتعلق بتوصيل الفكرة الإخبارية والصحفية للمتلقين، والآن بعد مرور سنين من انتقال الصحيفة للمقر الحالي لم تضعف قدرات واجتهادات الزملاء بل إنهم مازالوا يواصلون المواكبة الحضارية للصحيفة ومعالجة الأخطاء السابقة لكي تخرج الصحيفة على الوجه المطلوب، والمجتمع بصفة عامة يوجد به من يوافقك الرأي ومن يخالفك أيضا، وليس كل ما يكتب يجد صدى لدى المتلقي؛ فهناك عقول (لا تتسم بمفهوم الصحافة وما تريد أن تصل إليه) وهناك عقول تعرف ما يكتب ولديها قناعة تامة بما طرح من قضايا عامة وخاصة إذا كانت متداولة بين المجتمع، وهناك ينطبق مصطلح (رضاء الناس غاية لا تدرك) على الصحافة، وهي حقيقة ثابتة، فهناك اختلافات بين أفراد المجتمع، تتركز تلك الاختلافات بعقول، وقد تكون تلك العقول غير مدركة وغير معنية بما يدور، فنعلم أن هناك لكل صحيفة (كتَّاباً صحفيين) يمارسون مهنتهم الصحفية، والبعض الآخر يمارسونها كمتعاونين أو هواة للكتابة الصحفية، تلك الأقلام والتي تسطر بشكل شبه يومي أو أسبوعي بطرح عدة قضايا تهم المجتمع برمته؛ فعلى سبيل المثال قضايا الغلاء والأسهم والشباب والفتاة والمرأة ومعالجة القضايا تجد قبولاً ملموساً من المعنيين والمتقصين بالقراءة اليومية، وخير دليل على ذلك صفحة (عزيزتي الجزيرة) التي تطرح ردوداً، تلك الردود إما أن تكون موافقة لما يُطرح أو العكس، بالحوار الهادف، أو تصحيح بحوار هادف أيضا.. لكي نبتعد عن العنجهية التي تلازم البعض..
قضايا عدة تناقش بهذه الصفحة، وهي التي يعيشها المواطن.. فعن غلاء الأسعار سطروا، وعن الأسهم كذلك وغيرها من القضايا كتبوا، كلها أحاسيس نابعة من قلب كل كاتب مشارك لمعاناة المواطن والتضرر الحاصل، من حق كل قارئ أن يقبل أو يرفض ما يكتب، ولكن ليس من حق أي قارئ أن يحاول أن يمس بكاتب معين، فالكاتب لديه وجهة نظر يريد أن يقدمها للقراء بغض النظر ما هي الفكرة (الموجودة بمخيلة الكاتب) فلسنا بصدد محاسبة الكاتب ولسنا في محكمة!!
فكرة موجودة لديه وبإمكانك أن تتمعن بما يكتب، ومن حقك أن تخالف ما يكتب، فلسنا وكلاء على الآخرين! لديك وجهة نظر قدمها للصفحة المذكورة إن الصحافة من أسباب نجاحها الأمانة الصحفية، والسبق الصحفي يدل على متابعة الصحيفة وجهدها المبذول ممثلة برئيس التحرير وبقية العاملين بها، هي منظومة مركبة (همزة وصل) للقارئ، بين المجتمع وعلاقته بالآخر، بين فئات من الناس المختلفة آراؤهم وأفكارهم، ومن الصعب جداً أن ترضي كل قارئ، وليس كل ما يكتب ينشر، فالصحافة على وتيرة واحدة، تسدد وتقارب، الاقتصاد، السياسة، الرياضة، المحليات، المجتمع، كلٌّ في شأنه، متابعين ومواصلين لمعان بريقهم، وضخ كل ما يهم القارئ.. أسئلة عدة وكثيرة يتفوه بها القارئ، ومع اختلاطنا بكثير من العقول (المختلفة) منهم من يؤيد لما يطرح ومنهم من يعارض، لماذا يكتبون كذا؟ و لماذا كتبوا العكس؟ أسئلة.. ما المراد منها؟ وماذا يريدون أن يصلوا إليه؟
فإذا كانت لديك ملحوظة حول موضوع معين أو وجهة نظر أو تعقيب على كاتب معين، ما عليك سوى أن تسطر بما لديك ويرسل إلى المسؤول في الصحيفة وسوف تنشر إذا كانت ملائمة ومواكبة للموضوع، هنا يأتي دور مخاطبة القارئ.. ومخاطبة القارئ للصحيفة مسألة مد وجزر.. ولكن أن نجد تلك الكتابات عبر شبكة الإنترنت وتكوين حلقات للردود حول موضوع معين فهي لن تقدم ولن تؤخر.. الرد فقط عن طريق الصحيفة وليس طرق الأبواب والدخول من نافذة أخرى!
الصحافة وسيلة، ونحن نعلم بما يدور فيها من أمور كثيرة، ولكن أن تجلس بالمنزل وتعاتب؛ فهنا يأتي دور فقدان الرأي والرأي الآخر!
s.aq1972@gmail.com