باريس - (أ.ف.ب)
الاستماع إلى الموسيقى يومياً قد يسهم في التعافي بشكل أفضل بعد الاصابة بجلطة في الدماغ على ما اظهرت دراسة فنلندية نشرت في مجلة (براين) المتخصصة.
ويقول باحثون فنلنديون: إن الأشخاص المصابين بجلطة دماغية الذين يستمعون إلى الموسيقى لساعة أو ساعتين يومياً يتعافون بشكل أفضل ان على صعيد استعادة القدرة على الكلام أو القدرة على التركيز. ويكون المريض في هذه الحالة في وضع نفسي أكثر إيجابية وأقل احباطاً مقارنة بالمريض الذي لا يستمع إلى أي شيء أو تسجيلات صوتية لكتب.. ومحاسن الموسيقى في حالات الحصر النفسي والاحباط والألم معروفة وتشير دراسات اخرى إلى آثارها الإيجابية على انفصام الشخصية والخرف وحتى التوحد.
لكن أحد واضعي هذه الدراسة تيبو ساركامو من مركز هلسنكي لأبحاث الدماغ يشدد على انها (المرة الاولى) التي يتم فيها اثبات منافع الموسيقى لدى الانسان بعد الاصابة بجلطة في الدماغ. وقد تسهم الموسيقى في تحفيز المرضى في مرحلة حاسمة يسعى خلالها الدماغ إلى التكيف مع الاضرار (مشاكل في الكلام والتركيز والحركة تبعاً للحالة) التي الحقتها الجلطة.
ويقول واضعو الدراسة: إن هذه الوسيلة (غير مكلفة وسهلة) ويمكن أن تكمل علاجات أخرى وخصوصا أن المرضى يبقون لأسابيع وحتى أشهر من دون حراك في غالب الاحيان في غرفهم.
وشملت الدراسة 54 مريضاً اصيبوا بجلطة في النصف الأيسر أو الأيمن من الدماغ.
ووزع المرضى الذي اختيروا بين مارس 2004 ومايو 2006 على ثلاث مجموعات اختارت احداها الموسيقى التي تريد الاستماع إليها (جاز أو بوب أو كلاسيكية) وتلقت المجموعة الثانية اشرطة لكتب مسجلة والمجموعة الاخيرة كانت مجموعة (المقارنة) ولم تحصل على أي موسيقى أو كتب مسجلة.
وحصل افراد المجموعات الثلاثة على العلاج العادي المعتمد في حالاتهم.
وبعد ثلاثة اشهر على الاصابة بالجلطة تحسنت الذاكرة الكلامية لدى 60% من الذين استمعوا إلى الموسيقى ولدى 18% من الذين استمعوا إلى الكتب المسجلة ولدى 29% من المجموعة الثالثة على ما يقول ساركامو.
وبعد ستة اشهر على الاصابة بقيت هذه الفروقات نفسها.
ويوضح ساركامو (من المهم البدء بالاستماع إلى الموسيقى في اسرع وقت ممكن بعد دخول المريض إلى المستشفى اذ إن الدماغ يمكن أن يخضع لتغيرات هائلة خلال الاسابيع أو الاشهر الاولى).