Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/02/2008 G Issue 12929
الخميس 14 صفر 1429   العدد  12929
خلال رئاسته اجتماع مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه.. في سنغافورة
الأمير خالد بن سلطان: لا حرية لجائع ولا لعاطش

سنغافورة - واس

ترأس صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه اجتماع الجلسة الثالثة في الدورة الثالثة لمجلس الجائزة بجمهورية سنغافورة مساء أمس الأربعاء.

وفي بداية الاجتماع ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان كلمة افتتاحية رحب فيها بالأعضاء قائلا (الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد أبدأ بحمد الله الذي وفقنا أن نخدم الجائزة بطريقة صحيحة ليس الانتفاع فيها للمملكة العربية السعودية والعالم العربي بل العالم ومن هذا المنطلق والإشراف المباشر من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حققت هذه الجائزة مضمونها وأعدها شخصياً من أهم الجوائز في العالم وبما نحصل عليه من توجيهات من سمو سيدي ولي العهد الذي يجعلنا نتطلع إلى أكبر ليكون فيه إبداع لرفع مستوى الجائزة، كما قال سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا نستغرب الإبداع فيها وأنتم أعضاء مجلس إدارة الجائزة والشكر لكم).

إثر ذلك أجاب سموه على أسئلة الصحفيين، فرداً على سؤال عن أهمية الجائزة ودورها، قال سموه (النقص في المياه حاصل في العالم وليس في المملكة فقط لهذا نحن نعمل على تعديل الجائزة إلى أربع جوائز لتشجيع الناس على العمل والبحث ولدينا حالياً اجتماعان في السنة وكل اجتماع نختار الدولة الثانية لعقد الاجتماع ولذا اخترنا سنغافورة لتكون مقر هذا الاجتماع لما لها من أهمية في شأن المياه).

وعن قيمة الجائزة واختصاصها بدراسة معينة ووقت منحها بين سموه أن قيمه الجائزة تبلغ (133) مائة وثلاثة وثلاثين ألف دولار وتعد جائزة الإبداع لها أهمية لدى مجلس إدارة الجائزة ونحن مستمرون في التعامل المستمر مع المختصين في مجال المياه، مشيراً إلى أن الجائزة سبق أن منحت مرتين وستمنح في هذه السنة لأنها جائزة سنوية.

وجواباً على سؤال عن تطلع سموه للجائزة، قال سموه (يعتمد الناس على الماء وما له من أهمية وإننا نعمل مع عدد من العلماء والبارزين في مجال المياه في العالم وبالتنسيق مع جامعة الملك سعود ونتطلع إلى تحقيق الأفضل لما فيه خدمة الناس في هذا المجال على مستوى العالم) مبيناً سموه أن البحوث المقدمة للجائزة بلغت ( 199) بحثاً ومن المتوقع أن تكون ذات فائدة مهمة وعن الأسباب التي دعت لاختيار سنغافورة مقراً لهذا الاجتماع أوضح سموه (إنها دولة صديقة ومهمة في مجال المياه وجاء اختيارها لما تمتلكه من مقومات ومعلومات وعلوم في هذا المجال).

بعد ذلك شرف رئيس الوزراء في جمهورية سنغافورة لي سين لونغ حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة، وكان في استقباله عند وصوله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية.

كلمة الأمير خالد بن سلطان

وألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود خلال حفل العشاء كلمة بهذه المناسبة، قال فيها:

أيها الحفل الكريم..

أستهل كلمتي بتوجيه الشكر العميق إلى حكومة جمهورية سنغافورة وشعبها الكريم على حسن الوفادة وكرم الضيافة، ولن ننسى وقوفها إلى جانبنا جانب الحق والعدل جانب المبادئ والقيم واشتراكها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991م مصممة على رد العدوان وردعه لها مواقف واضحة أعلنتها منذ اللحظة الأولى للغزو, إن تفوقكم في مجالات عدة مبعث احترام العالم لقدراتكم وحسن تخطيطكم وتصميمكم على التميز والتفوق. وأضاف سموه: إن ما حققتموه في المجال الاقتصادي في زمن قصير من تقدم ورخاء وارتفاع الدخل الوطني الذي أمسى معادلا للدخل الوطني في كل من الدول الأربع الكبرى في الاتحاد الأوروبي وجهودكم الرامية إلى جعل بلدكم المركز المالي والتقني المتقدم في منطقة جنوب شرق آسيا لهو خير شاهد على ذلك, ولا أنسى مقولة الوزير الناصح القدير- لي كوان يو- في ختام (كتابه من العالم الثالث إلى الأول) إن خط التقسيم الجديد للعالم سيكون بين الذين يملكون المعرفة وبين المحرومين منها، قول سديد أثبتته الأيام, فمن يمتلك المعرفة امتلك القوة، لقد حققتم بناء مجتمع رقمي في زمن قياسي وها أنتم في سبيلكم إلى تحقيق رؤيتكم الثاقبة في بناء أمة ذكية في نهاية خطتكم, الخمسية فهنيئاً لكم ثمرة جهدكم ومثابرتكم وعزمكم على تحقيق أهدافكم.

الإخوة والأخوات:

لقد عزت قطرة الماء الصالحة للشرب أو الري حتى أصبحت صعبة المنال ولو حصلنا عليها لواجهتنا مشكلة الصرف الصحي الآمن وإن تغلبنا عليها لاقينا الجفاف الذي يعتري مناطق عدة ولم يسعنا التصدي للاحتباس الحراري الذي يسبب سرعة ذوبان الأنهار والجبال الجليدية ما يؤدي إلى النقص الحاد في موارد المياه العذبة وسوء الإدارة لمواردها هو أساس الحياة، بل منه جعل كل شيء حي دائرة مفرغة يدور فيها الجنس البشري عمداً أو جهلاً. والأمر لا يحتاج إلى اجتهاد بل إلى وعي كامل وعزيمة صادقة وجهد دؤوب من علم وبحث وإبداع لنقي الإنسان من الاقتتال على نقطة ماء؛ إذ هي الحياة ومنها الحياة.. نعم إن الأمر يحتاج إلى منظومة متكاملة تتشارك فيها الدول جميعاً فقيرها وغنيها والمجتمعات كافة كبيرها وصغيرها والمؤسسات قاطبة العامة منها والخاصة والناس كلهم أجمعون فالمركب واحد إما النجاة وإما الهلاك وتظل هذه المنظمة إدارة واعية وحازمة تخطط وترشد وتراقب وتنفذ وتشجع المبدعين وتحث الباحثين وكل ذلك للحيلولة دون أن تصبح الموارد المائية مصدراً للصراعات وهي التي ينبغي أن تكون حافزاً لتعاون المجتمعات فلا اكتفاء زراعي من دون المياه ولا تقدم صناعي بعيداً منها ولا سبق تقني يستغني عنها والمثل يقول (لا حرية لجائع وأزيد ولا لعاطش). لقد بتنا نسمع مصطلحات تتفطر منها القلوب من الإجهاد المائي الناجم عن زيادة معدل الاستخدام على معدل التغذية إلى مصطلح الأمن المائي وهو جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني والإرهاب المائي الذي نخشى أن يطاول مصادر المياه إلى الأزمة المائية المتتالية من عجز الموارد عن تلبية المتطلبات, مصطلحات تدل عليها إحصائيات تقشعر لها الأبدان ولما كان الأمر لا يتحمل تأخيراً ولا تسويفاً فقد أحسنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) صنعاً إذ أعلنت العام الدولي لكوكب الأرض تحت شعار (علوم الأرض في خدمة المجتمع سعياً) إلى مجتمعات أكثر أمناً وصحة ورخاء مركزة في قضايا مصيرية مثل النمو السكاني والتغير المناخي ومصادر الأرض والأخطار البيئية والجيولوجية، هذه المبادئ تستعين بالعلماء والمبدعين للعمل على عشرة محاور تتعلق بالمجتمع يهمني منها المياه الأرضية والمحيطات والمصادر المائية وهي محاور استهدفتها جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه.

إن الجائزة تدعو الباحثين والعلماء إلى بذل الجهد في الدراسة والتحليل والابتكار والإبداع والإثراء بأفكار بناءة وحلول غير تقليدية عسى أن تسهم في حل ما يعانيه كوكبنا من ندرة وتلوث وتصحر وجفاف وسخونة متزايدة في المناخ وتآكل شواطئ وانحسار مدن ساحلية وفقر مائي في دول عديدة.إن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه مفتوحة للباحثين والعلماء في أفرعها الأربعة التي تختص بدراسات وبحوث في المياه السطحية وتلك الجوفية والموارد المائية البديلة غير التقليدية وإدارة الموارد المائية وحمايتها فضلاً عن جائزة الإبداع التي ستمنح لكل عمل أصيل يتعدى المألوف في مجالات المياه المختلفة ويتصف بجدواه الاقتصادية وقابليته وملاءمته للبيئة، ولعل ما يبشر بالخير أن عدد الأعمال المرشحة للجائزة في دورتها الثالثة ناهز المائتين منها سبعة وسبعون تخص جائزة الإبداع اشتركت فيها ثلاث وخمسون دولة من قارات العالم كافة وصدرت عن جامعات ومؤسسات علمية بارزة وعلماء متميزين تفخر الجائزة بطموحهم إليها.

الإخوة والأخوات:

نشكر لكم حضوركم ومشاركتكم في يوم الجائزة الذي يسعدنا عقده في سنغافورة حيث يشهد التعاون المشترك بين بلدينا نمواً ملحوظاً في الآونة الأخيرة في عدة مجالات ولا سيما تلك المتعلقة بالمياه كما أدعوكم للمشاركة الفاعلة في دعم الرسالة الإنسانية للجائزة من خلال ترشيح أبحاثكم لنيلها في الدورات المقبلة إضافة إلى مشاركتكم في المؤتمر الدولي الثالث للموارد المائية البيئية الجافة والمنتدى العربي الأول للمياه الذي سيواكب انعقاده حفلة تسليم الجائزة للدورة الثالثة في نوفمبر 2008م.

أتمنى لكم التوفيق والازدهار والسلام عليكم ورحمه الله.

كلمة آل الشيخ

بعد ذلك ألقى أمين عام الجائزة عبدالملك آل الشيخ كلمة تحدث فيها عن الجائزة والدور الذي تقوم به وما تلقاه من اهتمام ورعاية مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واهتمام سموه بقضية المياه على مستوى المملكة والعالم ودعمها في مجال البحث والإبداع، منوهاً بالجهود والمتابعة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وأعضاء مجلس الإدارة لإنجاز الأعمال التي تقوم بها الجائزة وتحقيق التطلعات والآمال المعقودة، مبيناً ما حققته الجائزة من أهمية على مستوى العالم سواء من قبل المنظمات العالمية أو الدول المهتمة بهذا الشأن وما يلقاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من تقدير وجوائز على مستوى العالم للدور الذي يقوم به سموه في هذا المجال.

وفي الختام قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية هدية تذكارية بهذه المناسبة لرئيس الوزراء بجمهورية سنغافورة لى هايسن لونغ.

حضر حفل العشاء وزير العمل نائب وزير الدفاع السنغافوري نيج انج هين وزير الدولة للشؤون الخارجية زين العابدين رشيد وصاحب السمو الفريق الركن عبدالرحمن الفهد الفيصل قائد القوات الجوية الملكية السعودية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سنغافورة محمد أمين كردي وسفير جمهورية مصر محمد الزركاني وسفير دولة الكويت عبدالعزيز العدواني وسفير دولة قطر راشد علي الخاطر والقائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بسنغافوره عاصم مرزا الرحمة وأعضاء مجلس إدارة جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وأعضاء السلك الدبلوماسي السعودي والخليجي والعربي الممثلون لدولهم بسنغافورة والوفد المرافق لسموه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد