بوينس ايرس - الوكالات

أكد وزراء خارجية الدول العربية ونظراؤهم وزراء خارجية دول أمريكا الجنوبية خلال اجتماعهم التحضيري في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس على أهمية الحوار بين الحضارات بهدف إزالة الارهاب والتوتر بين الشرق والغرب.

ودعا العديد من الوزراء خلال كلماتهم في الاجتماع التحضيري تمهيداً لانعقاد قمة رؤساء الدول وحكومات العالم العربي وأمريكا الجنوبية المقرر عقدها في المغرب العام الجاري دعوا الى إيجاد حل للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وهو في صلب كل المشكلات وفق تعبير وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم. وفي ما يتجاوز هذا النزاع طالب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإجراء حوار بين الحضارات والالتفات الى الفقر والاحباط لدى الشعوب لوضع حد للارهاب.

وقال سمو وزير الخارجية خلال كلمته في الاجتماع التحضريري الذي جاء إثر قمة في برازيليا العام 2005 هدفت الى تعزيز الحوار بين اميركا اللاتينية والدول العربية، إن (عودة التوتر بين الغرب والشرق يثير قلقنا). كما أكد على أهمية تجنب الفكر المتطرف.. وقال (الأديان لا علاقة لها بهذا الفكر برغم انحراف الأقلية عن جادة الصواب)، وأضاف (نأمل في أن نتمكن من التعاون لتجنب الحروب ومن أجل التوصل لحلول سلمية للنزاع في منطقة الشرق الأوسط).

وقال الفيصل: إنه (من غير المعقول إلقاء اللوم دائما على الطرف الضعيف من المعادلة المتمثل في الشعب الفلسطيني متغاضين عما تقوم به إسرائيل من تعذيب للشعب الفلسطيني)، كما أعرب الفيصل عن قلقه إزاء الوضع في لبنان التي تعاني من فراغ منصب الرئيس وشلل البرلمان.

وفي هذا الصدد طالب الفيصل الدول العربية بتحمل المسئولية لإنقاذ لبنان من حرب أهلية وشيكة، كما وجه سموه نداء الى كل الأطراف المؤثرين ليسهلوا تطبيق المبادرة العربية بهدف إيجاد حل للأزمة السياسية في لبنان، وقال سموه: (أوجه نداء الى جميع الأطراف المؤثرين لتسهيل نجاح المبادرة العربية) في لبنان، وأضاف أن المبادرات السابقة للجامعة العربية لم تحقق النجاح المرجو بسبب المتطرفين الذين وضعوا لبنان (على شفير الحرب الأهلية).

وخلال مشاركته في الاجتماع أدان أموريم احتلال الأراضي الفلسطينية والوضع الانساني الخطير الذي يقاسيه قطاع غزة. وأكد قائلا يكمن الحل النهائي لمشكلات الشرق الأوسط في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، واتفق أموريم مع سمو الأمير سعود الفيصل فيما يتعلق بأن الفقر هو البيئة التي ينبت فيها الإرهاب، وأضاف إذا لم تتوافر لدينا مصادر التمويل اللازمة لمحاربة الفقر فسنعتمد على التعاون المشترك بيننا. وحث موسى دول وحكومات العالم العربي وأمريكا الجنوبية - القارة الجنوبية على دعم المبادرة العربية للسلام داخل الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل جذري للقضية الفلسطينية.. مشيداً في الوقت مطالبا بمزيد من الدعم للقضية أمام المحافل الدولية والأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على التراجع حتى حدود الرابع من حزيران - يونيو 1967 وإزالة المستوطنات المقامة على الأراضي العربية المحتلة، وأضاف موسى العالم العربي يمد يده لإسرائيل من أجل التوصل لحل للصراع.. ولكن إسرائيل ترفض جميع المبادرات. وشدد موسى على أن مفتاح حل الصراع يمكن في الشروع في مفاوضات جادة، وليس بصورة سطحية كما يجري الآن، واعتبر موسى ان تحريك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية كما تقرر في مؤتمر انابوليس (الولايات المتحدة) في تشرين الثاني - نوفمبر 2007، مهدد بالانهيار.

وقال موسى: إن مفتاح وضع حد للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يكمن في مفاوضات جدية واسعة، وشارك في أعمال الاجتماع التحضيري ممثلون من 34 دولة لتحديد أجندة القمة المقبلة، وتعقد الجلسات في قصر سان مارتين - مقر الخارجية الأرجنتينية - بمشاركة ممثلين من 34 دولة لتحديد أجندة القمة المقبلة، ويختتم الاجتماع الوزاري بإصدار إعلان بوينس آيرس.