Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/02/2008 G Issue 12929
الخميس 14 صفر 1429   العدد  12929
بعثرة
عبير حمد

حزينة اليوم بما يكفي!!

الكتابة وحدها من تسد رمقي

وتمنعني من اقتراف بكائية قد تطول

لتنتهي بشهقات متقطعة وجروح غائرة في منتصف القلب..!

لذلك سأكتبني الآن..

اخترت أن أبحث في الزوايا

عن قطرة ماء كتلك التي تسكن ريشتي..

على أمل أن أتعفر بها فأتخلص من أثر حرقةٍ لا تغفو!!

قررت تلك القطرة السفر عبر رمشي

تحينت لحظة نزوحها

وحين فعلت وصلتني..

هتاناً رقيقاً تعمد أن يشغلني بياضة..

فلا أرى نوراً سواه!

تلك القطرة

تمددت.. تحورت حتى صارت بحراً من طهر

أو حرفاً ثائراً على الاعتيادية

ينقر بِرقةٍ على نوافذ هروبي مني..

ليعيدني إليَ..

هو شيء لم أتمكن من التقاط تفاصيله

المهم أنه هو الآخر يشبهني..!!

منه تعلمت

كيف يمكنني أن أنفض عني وجعي

فلا أتركني حتى ألفظ آخر هم..!!

وكيف يمكنني رسم ابتسامات عريضة..

رغم أن دمي يتنفس بقية خريفٍ عاجزٍ

عن لملمة أشلائه المقطعة في عينيَ..

مثلك أنا..

أتحين مرور غيمةٍ واحدة واعدة بالأمل!!

معها ستتعلم طيورك كيف ترف بجنحانها..

وستتخلص سمائي من حزنها السامي..

سنبحث سوية عن جنَّات لم تدنسها قروح الحزانى..

وسنبني ذاك الجسر المسافر من عين إلى أخرى..

حاملاً معه في كل مرة خصلاً من أشعة الشمس..

وبقية مما ترك القمر..

وسيكون في الفائض من العمر متسع لربيعٍ قادم..

وكثيرٌ من مطر

وشيء من بريق قلوب صغار غمسوا أطراف أصابعهم

في علبة ألواني/نك..

فرسموا لنا الحياة بقعاً ممردة بحبري/رك

في مرآتي صورة تبحث عن الاكتمال

ولن يكون لها ذلك.. إلا بسفرٍ وزاد..

وماءٍ يروي عطش المسافات..

ويذيب السكر المتواري في حبة الحلوى..

المترفة بنكهة رغبتنا في سكينة وظل..

سأتقمص دور اليمام لأرتفع فأوازي الشرفات..

ولأتعلم من هديلها سر العذوبة..

فأسابقها الغناء..

حزينة اليوم بما يكفي..

للبحث عني في تلك المحارة المنسية في قاع البحر

أو تحت جناح حرفك..

سأجدني فرحة خَدِره..

وانتظاراً يرتجي بزوغ ملامح يوم لا وجل فيه!!!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد