Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/02/2008 G Issue 12929
الخميس 14 صفر 1429   العدد  12929
شمس علي
سر أنثى

ربما أثرتُ حفيظة البعض ونعتوني بعديمة الكرامة وقتها، لأنني لم أفقد صوابي إثر خيانته الأخيرة، بل على العكس من ذلك أغدقتُ عليه حباً وحناناً، ودللته كطفل صغير..!

وإن بدا أن صدمتهم البارحة بي كانت أشد، قرأتُ ذلك في الأسئلة الطافية فوق أحداقهم، والهمهمات التي تُشعلها شفاههم، فيأتي حضوري الفاتر ليخمدها، لكن أحداً منهم لم يجرؤ على لومي، أو سؤالي، وأحداً منهم لم يهتدِ لفك شفرة طلسمي الجديد الذي اكتشفته ذات وجع، كامناً في ذاتي المطروحة على سرير الآهات، منذ تاه هو في دروب الخيانة، وتهت أنا في محيط الجراحات.

طلسمي،أو كنزي، كما أدعوه، ظل غافياً في أعماقي، ليطفو الآن كسفينة جبارة، نامتْ بحمولتها النفيسة قروناً، لتعانق أخيراً سطح روحي، وتبرئني منه، أنا التي ما كنتُ لأطيق فراقه، رغم ما ألهب به قلبي من سياط خياناته!!

حلَّ أخيراً فجري الذي رفعتُ فيه عيني عن الأرض، لأرتق مزق روحي، وألملم أمتعتي وأرحل، وسط ذهول الجميع، وهو المصعوق الذي باتت كل محاولاته لثنيي بالفشل، بات يهمس خلفي كعاشق متيم، والمفردات تتلاطم فوق شفاهه المرتعشة.

- حبيبتي.. لمَ.. لمَ ترحلين!؟؟

لو كان غيره سائلي.. ربما أجبتْ.. لكن هو؟!! انصرفتُ عنه، أفرز حاجياتي بخفة، ورأسي متخم بمشاريع مؤجلة، سأكمل دراستي، سأطور مهارتي في الرسم، سأتعلم الحاسوب، سا.. دوى صراخه، فاستحال جرما صغيرا، طوحت به زوبعة الظنون، التي أشعلت مآقيه..

- لا تجننيني أكثر، أرجوك.. لم ترحلين بعد أن علقتني من رقبتي في شباكك.. لم اليوم تحديدا وليس الأمس..؟؟!!

لكن حينها، لم يتبق لدي أدنى رغبة في وصل حديث معه، فخيوطنا ذابت حيث مستنقع الخيانة..!! وإن كان ثمة برد سكينة، تسلل ليرطب مسامات روحي، ونشوة مبهمة، سرت لتحملني بعيداً، بعيداً عن مداراته..!!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد