في رثاء الطالب عبدالعزيز بن ناصر الذروي - رحمه الله -. |
يا هذه الدنيا لِمَ الحرمان؟ |
ولِمَ المنية سهمها يقظان؟ |
ما بين أيام نرى في بعضها |
أنساً، ويشكو حزنها أقران |
درب السعادة كالسراب رأيته |
تفنى الحياة.. وما ارتوى الظمآن |
فإذا ارتدى ثوب المسرة موطن |
فلقد تدثرت الأسى أوطان |
ومراكب الأحزان تبحر في الضحى |
ودموعنا تُمسي لها شطآن |
ما هذه الدنيا؟! وسالت أدمعي |
خطت بها في وجنتي أشجان |
وبداخلي الآهات جمر لاهب |
يا ويلتي ما هذه النيران؟ |
أحقيقة ما قيل إنك راحل؟ |
عبدالعزيز وجُهزت أكفان؟ |
ورأيت والدك العجوز قد اكتسى |
بالحزن حتى أسبلت أجفان |
وسمعت صوتاً من أخيك محمدٍ |
وبطيبكم قد تمتم الإخوان |
وصدى نحيب الأم يسجع نائحاً |
رباه ابني.. والشجى ألوان |
عبدالعزيز ودمعة رقراقة |
تروي الضريح.. فيُورق البستان |
عبدالعزيز وكنت تجلس ها هنا |
وهنا وقوفك والربا تزدان |
وهناك حقلك أذبلت أزهاره |
بنسيمه ما ترقص الأغصان |
وأنين مقعدك الذي ودعته |
كأنين طفل فاته التحنان |
وحنين ماصتك التي أورثتها |
كحنين مشتاق له أزمان |
وهناك كراس وجدت سطوره |
وحروفه تبكيك لما يُقرأ العنوان |
وإذا المعلم قد أتانا حصة |
بنداء اسمك تُوقظ الأذهان |
والبدر يشكو من فراق صديقه |
وهناك يبكي خله سلطان |
ورأيت بعضاً من رفاقك أقبلوا |
والدمع ملء عيونهم طوفان |
فرفعت صوتي بالدعاء وأمنوا |
عبدالعزيز أتاك يا رحمن |
فارحمه يا رباه رحمة واهب |
وامنن عليه فإنك المنان |
والصبر ألهم والديه فإنما |
بالصبر تُجلى عنهما الأحزانُ |
|