Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/02/2008 G Issue 12929
الخميس 14 صفر 1429   العدد  12929

شعر
مركب الأحزان
عبد المحسن سيد

 

في رثاء الطالب عبدالعزيز بن ناصر الذروي - رحمه الله -.

يا هذه الدنيا لِمَ الحرمان؟

ولِمَ المنية سهمها يقظان؟

ما بين أيام نرى في بعضها

أنساً، ويشكو حزنها أقران

درب السعادة كالسراب رأيته

تفنى الحياة.. وما ارتوى الظمآن

فإذا ارتدى ثوب المسرة موطن

فلقد تدثرت الأسى أوطان

ومراكب الأحزان تبحر في الضحى

ودموعنا تُمسي لها شطآن

ما هذه الدنيا؟! وسالت أدمعي

خطت بها في وجنتي أشجان

وبداخلي الآهات جمر لاهب

يا ويلتي ما هذه النيران؟

أحقيقة ما قيل إنك راحل؟

عبدالعزيز وجُهزت أكفان؟

ورأيت والدك العجوز قد اكتسى

بالحزن حتى أسبلت أجفان

وسمعت صوتاً من أخيك محمدٍ

وبطيبكم قد تمتم الإخوان

وصدى نحيب الأم يسجع نائحاً

رباه ابني.. والشجى ألوان

عبدالعزيز ودمعة رقراقة

تروي الضريح.. فيُورق البستان

عبدالعزيز وكنت تجلس ها هنا

وهنا وقوفك والربا تزدان

وهناك حقلك أذبلت أزهاره

بنسيمه ما ترقص الأغصان

وأنين مقعدك الذي ودعته

كأنين طفل فاته التحنان

وحنين ماصتك التي أورثتها

كحنين مشتاق له أزمان

وهناك كراس وجدت سطوره

وحروفه تبكيك لما يُقرأ العنوان

وإذا المعلم قد أتانا حصة

بنداء اسمك تُوقظ الأذهان

والبدر يشكو من فراق صديقه

وهناك يبكي خله سلطان

ورأيت بعضاً من رفاقك أقبلوا

والدمع ملء عيونهم طوفان

فرفعت صوتي بالدعاء وأمنوا

عبدالعزيز أتاك يا رحمن

فارحمه يا رباه رحمة واهب

وامنن عليه فإنك المنان

والصبر ألهم والديه فإنما

بالصبر تُجلى عنهما الأحزانُ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد