Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/02/2008 G Issue 12929
الخميس 14 صفر 1429   العدد  12929
يختتم مساء اليوم بمركز الأمير فيصل للفنون
المعرض الرابع للتشكيليات تمازج فيه تنوع الأساليب ومنابع الإلهام

تقرير - منيرة المشخص

عاشت الساحة التشكيلية خلال الأسبوعين الماضيين في مختلف مناطق المملكة نشاطا متميزا للتشكيليات على وجه الخصوص، ومنها الرياض العاصمة، حيث حظيت بثلاثة معارض؛ الأول أو الأبرز على مستوى المملكة كما يراه المتابعون للساحة كان معرض التشكيليات الذي أقيم في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض يتبعه معرض النشاط غير المنهجي في معهد المهارات والفنون، أما الثالث فكان معرض نتاج ورشة جمعية الثقافة والفنون التي أقامتها اللجنة النسائية وأقيم معرضها في معهد المهارات أيضاً، المعارض الثلاثة افتتحت على شرف سمو الأميرة أضواء بنت يزيد وحظيت بحضور متميز من قبل سيدات المجمع من متذوقات الفنون الجميلة والمثقفات والتشكيليات.

الصفحة تابعت هذه الأنشطة والمعارض وخرجنا من خلالها بهذا التقرير الذي نبدأه بتصريح الأميرة أضواء حول معرض التشكيليات بعد قصها شريط المعرض إيذاناً بانطلاقته وإتاحة الفرصة للزوار على مدى أسبوعين اختتم مساء اليوم، حيث أخذت جولة شاملة على الأعمال استمعت فيها إلى شرح مفصل من قبل التشكيليات المشاركات التي تنوعت إبداعاتهم وخبراتهم، وفي نهاية الجولة تحدثت الأميرة أضواء عن المعرض قائلة إن المعرض رائع وممتاز ومختلف عن آخر معرض أقيم وأقصد به الثالث؛ إذ نجد فكراً جديداً وأساليب وتقنيات جديدة وأعتقد أنه من المعارض المشجعة التي تبعث فينا استشراف مستقبل مشرق للمعارض القادمة في مستقبل الفن التشكيلي، وتضيف بقولها: لقد كنا نشاهد اعتماد الفنانات على نقل التراث وتكرار نفس الأسلوب، أما الآن فنرى تفاعلاً مع ما نشاهده من أعمال عالمية وثقافات وأساليب أخرى فأصبح لدينا الجرأة لنجرب كل جديد مع احتفاظنا بالهوية فقد كنا سابقاً نخشى التجربة لكي لا نفشل ولكنني أرى أن هناك لوحات متميزة ورائعة لم تنل فرصة الفوز مع أنها كانت تستحق أن تنال جائزة.

وتشير الأميرة أضواء إلى أهمية عدم تكرار مشاركة العمل أكثر من مرة بقولها: ألاحظ في بعض المعارض وجود لوحات سبق أن شاركت في معارض أخرى وأنا لا أؤيد ذلك فهذا سيؤدي إلى حرق الفنان ولا يظهره.

من جانب آخر وفي سؤال حول المعرض الذي أقيم قبل أيام لمنتجات الورش الفنية لحاضنات معهد المهارات والفنون الذي ترأس الأميرة أضواء مجلس إدارته قالت: إن ما قدم في ذلك المعرض هو نتاج 16 أسبوعاً من النشاط اللامنهجي للفصلين الأول والثاني للطالبات في مرحلة الدبلوم تم بشكل مبسط ومدروس، حيث أردنا من خلاله إيصال رسالة للطالبة كيف تبدأ العمل كمجموعة وفي نفس الوقت تبدأ فكرة الموضوع من خيالها ومن ثم على الورق، بعد ذلك يتم تنفيذها وإضافة الأميرة أضواء: أردنا من خلال ما يقدم المزج بين فن الأزياء والفن البصري، كذلك أود أن نؤكد أن لدينا فتيات سعوديات قادرات على ذلك المزج بين الفنين ولكنها تحتاج إلى التوجيه والعطاء بشكل صحيح.

وأوضحت خلال حديثها أن المعرض قصد منه بث روح الحماس في الطالبات لمواجهة الناس خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم له فيها ذلك والتعرف على آراء الحضور في أعمالهن. وجعل هناك تنافس بين الهيئة التعليمية والطالبات حيث جعل المدربات الأستراليات يشاركن في المعرض ومن هذا المنطلق اتضحت الرؤية التي من أجلها أقيم المعرض ولعل من أبرزها:

كيف يعملون كمجموعة وكيف أن الإنسان المبدع لا يكتفي بالموهبة، بل يحتاج إلى صقل كما هو الحال مع طالبات المعهد خصوصاً أن شغل الأشياء الصغيرة أصعب من الكبيرة والوقت ليس كافياً فكانوا يعملون بتحد، كذلك كان اهتمامنا بالناحية الأدبية لجمع الأدب بفن الأزياء، حيث قمنا بجعل كل طالبة تكتب خاطرة ترى أنها مناسبة لعملها وقصدنا منها تعليمهن كيف تتم مخاطبة الآخرين من خلال كتاباته الأدبية.

وبمناسبة مرور عام على افتتاح المعهد طرحنا تساؤل عليها ما إذا كان وصل إلى ما توقعته فأجابت أن أي شخص يضع خطة مدروسة، فمن المؤكد أنه سيصل إلى مراده، وأضافت: كنت والجميع نريد أن نكسب التحدي أن المعهد قادر على تخريج دفعة، بل دفعات من فتيات سعوديات قادرات على أن ينخرطن في عالم التصميم والفنون، بل ويصلن إلى مرتبة مدربات دون أن نعتمد على الآخرين دون أن ينظر الناس إلى أنهن فتيات مجتمع مخملي -كما يسميه البعض- فالفتاة السعودية بشكل عام قادرة على الوصول إلى أفضل المستويات متى ما وجدت التشجيع والتحفيز والدعم. هذا وقد شارك بمعرض النشاط غير المنهجي بمعهد المهارات كل من: إيمان العنزي من قسم الفن التشكيلي، نورة كريم من قسم الفنون البصرية، لولوة آل سعود من قسم تصميم الأزياء، شوق أبا الخيل من قسم فنون بصرية (نورة آل الشيخ) مشاعل الفارس من قسم الأزياء، ريم الكنهل، نوف قباني مصممة أزياء.

جولة في المعرض

اشتمل المعرض الرابع للتشكيليات على عدد كبير من الأعمال غطت كامل مساحة القاعة التي تبلغ ستمائة متر مربع ما بين لوحات وأعمال نحت وفنون تطبيقية استطعنا خلال جولة الصفحة أن نلتقي بعدد من التشكيليات؛ حيث تحدثت لنا الفنانة حميدة سنان من المنطقة الشرقية إحدى التشكيليات المعروفات على الساحة المحلية والخليجية التي قالت إن هذه هي المشاركة الثانية لي في هذا المعرض فقد شاركت في المعرض الثاني، وحصلت كذلك على جائزة وبالنسبة إلى هذا العام حصلت على جائزة متقدمة، فبالتأكيد الجائزة أسعدتني جداً فقيمتها المادية لا تعني شيئاً أمام قيمتها المعنوية, كما تحدثت لنا الفنانة تغريد الجدعاني التي قدمت من جدة والفائزة بإحدى الجوائز تقول: أعتبر الجائزة شرفاً لي وإضافة فنية لي وتطوراً, وتشكل لي انتقالة ومنافسة للسنة القادمة لتقديم عمل أفضل وأحسن بإذن الله.

كما التقت الصفحة بالفنانة حياة مغربي عضو بيت الفنانات التشكيلين بجدة التي حصلت على إحدى جوائز قائلة: الحمد لله فجهدي جاء بفائدة ولا تتصورين كم كانت فرحتي وأنا أتلقى التهاني من الآخرين عبر رسائل الجوال, فكونه تم اختيار لوحة لي لتكون ضمن اللوحات الفائزات على مستوى المملكة فأعتبره مفخرة لي، الفنانة إيمان حبيب من محافظة جدة أيضاً، تحدثت لنا قائلة: حصلت على الجائزة للوحة التي قمت برسمها وهي لوحة روحانية (الطواف) تعبر عن الكعبة, حيث مزجت الرمل بالألوان، وأضافت حبيب أن هذه السنة الثالثة على التوالي التي تحصل فيها على جائزة لنفس المناسبة.

مسعودة القربان محاضرة في جامعة الملك سعود قسم التربية الفنية إحدى الفنانات الحائزات على جائزة في هذا المعرض, وحصلت على جائزتين في المعرضين السابقين: شاركت بأشغال الصياغة والميناء، لوحتي استوحيتها من التراث وأضفت عليها الفضة والزجاج وألوان الميناء، وذكرت مسعودة أنها حصلت على عدة جوائز في جميع المعارض التي شاركت فيها.

أما الفنانة عواطف آل صفوان من المنطقة الشرقية حائزة على جائزة اقتناء تقول: شاركت في هذا المعرض وحقيقة لم يدر بخلدي أنني سأفوز أو أن هناك أصلاً جائزة تم رصدها للوحات المشاركات.

الجانب الآخر من المعرض

التقينا بعد ذلك ببعض من الفنانات المشاركات ممن لم يحالفهن الحظ بالفوز؛ حيث تحدثت لنا التشكيلية منيرة الرويشد إحدى المشاركات في المعرض دخلت عالم الفن التشكيلي منذ زمن واعتبرته هواية لها على الرغم من أنها الشقيقة الصغرى للفنانة التشكيلية منال الرويشد, شاركت في هذا المعرض بلوحتين (توهج) ولوحة (خيال).

أما الفنانة ندى صالح الركف فتقول عن عدم فوزها في هذا المعرض: بصراحة شعرت أن سبب عدم فوزي يعود إلى أن القائمين على تحكيم المعرض يريدون فكرا جديدا وخامات ووسائط أكثر لأن هذا ما لاحظته على أغلب اللوحات المشاركة.

الجدير بالذكر أن ندى الركف شاركت في المعرضين الأول والرابع للفنانات التشكيليات.

رأي وأمنية

الفنانة التشكيلية مها بنت عبدالله السنان المشرفة على إعداد المعرض والتنسيق لحفل الافتتاح لها وجهة نظر في المعرض واللوحات الفائزة حيث قالت: أرى أن هناك أعمالاً تستحق الفوز ضمن العشر اللاتي حصلن على جوائز الاقتناء، لكن يظل للجنة التحكيم وجهة نظر حول ذلك، وتضيف أنها تتمنى أن يحصل الوسط التشكيلي على رأي اللجنة في الأسباب التي استبعدت فيها بقية اللوحات وعن المواصفات أو المعايير التي منحت اللوحات الفائزة حق الفوز لسببين؛ الأول: أنها تفيد الفنان الناشئ ما الذي يجب عليه عمله لكي يكون العمل ناجحاً, السبب الثاني يعنينا نحن كمتلقين نعرف لماذا تم اختيار هذا العمل بدلاً من آخر نرى أنه يستحق الفوز، ومع ذلك لم يحدث، فقد يرى البعض أن مجرد حصول الفنان أو الفنانة على عدد من الجوائز كافٍ لمنحه جائزة أو أن اللجنة تتجه إلى أسلوب فني معين كالتجريدية أو المفاهيمية في مقابل عدم اهتمامهم بالواقعية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد