Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/02/2008 G Issue 12928
الاربعاء 13 صفر 1429   العدد  12928
الكرسي الذي أبكاني!!!
سعود البهيمة دخنة

فقد حي العزيزية بدخنة أحد الفضلاء المخلصين لدينهم ووطنهم وأمتهم وهو الشيخ ربيّع بن حمود القبعي الذي يعمل مؤذناً، حيث كان محافظاً للمسجد في جميع الأوقات وذلك طوال السنين التي عمل بها والتي تقارب الخمسة عشرة سنة، هذا ويعد الشيخ القبعي من الناس الذين قلما نجد مثلهم بإخلاصهم وحرصهم على الوقت؛ حيث إنه يحضر للمسجد قبل وقت لا يقل عن النصف ساعة لأنه يعلم بأن العمل ذمة في رقبته ويجب عليه المحافظة عليه، إنه من الناس الكافين شرهم وأذاهم عن الناس فلا نجد صغيراً أو كبيراً إلا ويثني عليه، وعندما اختاره رب العزة والجلال بكاه كل الحي حيث زرع حبه في نفوسهم من خلال تعامله معهم ومحافظته على عمله في زمن يكثر به التهاون من البعض، لقد تعرض في الفترة الماضية لأمراض لا يعلم بها إلا الخالق، جعلته لا يستطيع المشي سوى بوضع الركوع، كما أنه لا يستطيع الصلاة واقفاً ويستعمل الكرسي لأداء الصلاة والأذان، وبالرغم من تلك الأمراض ظل يقاوم ويقاوم حتى أتته المنية وهو قائم يصلي الساعة الرابعة فجراً رحمه الله، لقد ظل ذلك الكرسي وحيداً كاليتيم في محراب المسجد حيث فقد ذلك الشيخ الذي كون معه رحلة عشق انتهت بفراقه وفراق الدنيا، لقد شاهدت تلك الكرسي وتخيلته جالساً عليه فسابقتني عبراتي لذلك المنظر الذي لم يغب عن سويداء عيني وكأنه أمام ناظري، رحمك الله يا أبا الحميدي الذي فقدناه ونسأل الله أن ينزله منزلة الشهداء وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويثبته عند السراط المستقيم وأن يجمعنا به في مستقر دار كرامته إنه سميع مجيب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد