ما زال الكثيرون يعانون من مشكلات العمالة الوافدة وسوء التنظيم والتلاعب من بعض مكاتب الاستقدام، وفي ظل الحاجة الماسة الملحة، وعدم وجود جهات نظامية تؤجر العمالة على المواطنين بطريقة مدروسة ومناسبة، تظل الأسرة السعودية تعاني الأمرين من العمالة الأجنبية ومخالفتها لشروط صاحب العمل (الكفيل) وسلبياتها وسوء سلوك بعضهم، أضف إلى ذلك هروبهم المتكرر دون مبرر في أغلب الحالات إما جشعاً وطمعاً فيما قد تدره عليهم الأعمال غير النظامية أو غير الأخلاقية من ترويج للفواحش وتصنيع للخمور وخلافه من الأمور المحرمة، دون مراعاة لأنظمة البلد المستضيف وخصوصيته.
فالعاقل يدرك أن الأجير يطيع رب العمل الذي يعمل عنده وهو سبب رزقه إذا لم يظلمه، لكن الحاصل في ظل (الدلع المفرط) الذي تتلقاه العمالة خاصة المنزلية من الأسر السعودية في الغالب خوفاً من هروبهم فجأة وقد خسروا عليهم أموالاً طائلة ولن يعوضهم أحد أو خوفاً من إيذائهم بما يقوم به كثير منهم من أفعال سحرية شيطانية وشعوذة آذت وآلمت كثيراً من الأسر كفانا الله والمسلمين كل شر وغيرها، أضف إلى ذلك الحاجة الماسة التي تضطر الناس إلى طأطأة رؤوسهم والرضوخ لمطالبهم حتى لو كانت مبالغاً فيها مع أنهم يغرقونهم بكرم حاتمي وهدايا وعلاوات لنيل رضاهم والامتنان في بقائهم لديهم محفولين مكفولين مرفهين يتقلبون في نعيم لم يروه من قبل وبعد أن انتعش اقتصادهم على مستوى المجتمع والمليارات تحول إلى بلادهم من الأراضي السعودية ومن العمل عند المواطنين والمقيمين في السعودية وبدل أن يقابل الإحسان بالإحسان، وتدرس وتعالج سلبيات عمالتهم مع جهود الدولة السعودية الموفقة حفظها الله في رعاية مواطنيهم والمحافظة على حقوقهم إن تعرضوا لظلم أو إساءة، إلا أننا لا نراهم يقابلون ذلك بمثله بل يعرضون الشروط تلو الشروط دون مراعاة لذلك كله كما فعلت إحدى الدول دون مراعاة لخصوصيتنا ثم تكرموا وتنازلوا عن شرط صورة الكفيل وزوجته لأنهم أيقنوا أن المواطن السعودي لن يقبل بهذا الشرط وسيكون سبباً لإيقاف الاستقدام من عندنا لا من عندهم لكنهم أصروا على شرط زيادة الراتب ليبلغ 1500 ريال يعني أكثر من نصف راتب بعض الموظفين عندنا.
ورغم مطالبات أ. سعد البداح رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام أن كفوا عن الاستقدام من هذه الدولة وكل دولة تفرض شروطاً غير لائقة وغير مناسبة لكثير من المواطنين مؤقتاً، وسيعودون إلى ما هو مناسب وما هو لائق دون مبالغة ومع الوقت إن شاء الله سيعود كل شيء كما كان وأفضل، وقدم حلولاً باستبدال التأشيرات التي أصدروها من هذه الدولة المتشرطة إلى دول أخرى لا تفرض مثل هذه الشروط.
لكن لن يتم ذلك إلا بتعاون المواطنين والجهات المسؤولة لإيقاف إصدار تأشيرات من كل دولة تفرض شروطاً لا تتناسب مع المواطن السعودي وتتجاهل ما يفعله مواطنوها في الكفيل السعودي الصابر على بلواه!!
ولا نملك إلا أن نقول: صبراً جميلاً يا سعودي لحفظ حقك ولا تفكر في حالك اليوم فقط بل اجعل نظرتك بعيدة لما فيه خير لك وللمجتمع كافة، وقد تستطيع دفع 1500 ريال شهرياً لكن غيرك لا يستطيع، والعبرة ليست في زيادة الراتب فقط فكثير من السعوديين يقومون بزيادة رواتب العمالة المنزلية لديهم إذا أثبتوا جدارتهم وحرصهم على العمل وتفانيهم حتى وأن لم يعلنوا ذلك، أما أن يعاملونا بتلك الطريقة ويهددوا بإيقاف الاستقدام من عندهم وكأن (المنَّة لهم) فهذا لا يقبله مواطن (وما على كريم تشرط).
* haya.d.2007@Gmail.com