الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمة الأمن والأمان، وذلك بفضله تعالى ثم حرص قيادتنا الأصيلة، ورجال أمننا الميامين هؤلاء الذين ثقلت أعبائهم وازداد حملهم نظراً لحجم المسؤولية العظيمة الملقاة على كاهلهم، وهم يثبتون في كل يوم أنهم أهل للثقة، ومنبع للاطمئنان.
في كل بلاد العالم يتميز رجال الأمن بمعاملة خاصة في المجتمع، ويكون لهم الحق في التقدم على غيرهم في المعاملة إلى درجة أن رجل الأمن أو العسكري حين يدخل المطاعم والمرافق العامة بلباسه الرسمي يعامل معاملة خاصة، حتى أنه لا يقبل منه أن يسدد ثمن فاتورة طعامه في المطاعم، وهذا ليس قانونياً ولكن نظرة المجتمع إلى من يحميه تقف وسط المعادلة، فتكون هذه المعاملة بمثابة مكافأة تقديرية عفوية.
ومثل رجال الأمن والجيش القضاة الذين هم عناوين العدل في مجتمعاتهم، ومواقع اتخاذ القرار المؤدي إلى الاستقرار والعدالة.
هؤلاء القضاة لا يحتاجون إلى مراجعة الدوائر لإنهاء معاملاتهم، ولا إلى كتابة العرائض لتعديل أوضاعهم سواء كان ذلك سكناً أو عملاً، وتقوم الدولة بتعيين من يكفيهم مثل هذا العناء، على ألا يحتاجوا إلى الوقوع تحت تأثير المصالح مع أي كان، مخافة أن يؤثر ذلك على قراراتهم في قضايا المجتمع المختلفة.
لا يعني هذا أن يبقوا في أبراج خاصة منعزلين عن الناس في حياتهم الاجتماعية، لكن العزلة هنا تعني عزلة الحاجة إلى الناس في المصالح الخاصة.
أقول هذا وبين يدي عدد من الحالات لعدد من نساء يعمل أزواجهن في الأمن والقضاء، ومنذ مدة يرغبن في النقل من أماكن بعيدة وغير منسجمة مع أماكن عمل أزواجهن، وأكثر من هذا أن إحداهن قد تعرضت لحادث مروري أصيبت فيه إصابات بليغة أقعدتها فترة طويلة وجعلتها غير قادرة على مراجعة المستشفى في أوقات النهار لأن مكان عملها بعيداً عن المستشفى.
كل ما ترغب فيه هؤلاء النساء أن يتم نقلهن إلى أماكن عمل تسهل على أزواجهن عملية إيصالهن من وإلى عملهن.
ولأنني واثقة من حكمة وتبصر القائمين على أمر صنع القرار في هذا النقل، فإنني أتوجه إليهم لأخذ هذا الواقع، وهذه الوقائع بعين الاعتبار وتفهم أكثر عند النظر في مثل هذه القضايا، مع تأكيدي بأن ذلك لا يسمى استثناءً في جميع أنظمة العالم من حولنا.
لا أريد أن يفهم أحد بأنني أطلب محسوبية لأحد، وأن كلماتي هذه موظفة واسعة لأحد لكنني وجدت في قرارة نفسي أنه لابد لنا من التعاطف مع من يحمي أمننا، ويصون قضايانا العادلة، حتى لو كان ثمن ذلك تعديل بعض الأنظمة أو القفز عليها.. وتاليتها؟!!