بريدة - بندر الرشودي
شهد عام 2007 فوز المملكة ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) بالعديد من الجوائز الدولية التي أكدت على تميُّز الموهوبين والمخترعين السعوديين وقدرتهم على المنافسة في أكبر المعارض الدولية المتخصصة التي تستقطب كل عام العديد من المخترعين من كافة أرجاء المعمورة.
وحققت المملكة نتائج أقل ما تُوصف به أنها متميزة في اثنين من المعارض الدولية التي شاركت فيها موهبة وضمت تجمعاً للموهوبين والمخترعين البارزين الذين ينتمي بعضهم إلى دول لها باع طويل في عالم الاختراع والابتكار.
وشهد معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة (آيسيف) حضوراً لافتاً للمملكة وللموهبة إذ فازت المملكة بجائزتين في هذا الحدث العالمي البارز الذي استضافته مدينة ألبوكيرك بولاية نيومكسيكو الأمريكية خلال الفترة من 13-19 من مايو 2007 وشارك فيه أكثر من مليون طالب يمثلون جنسيات مختلفة.
وحصل الطالب أحمد النعيمي على هاتين الجائزتين عن اختراعه المعروف بالحذاء الذكي الذي يُعد حلاً عملياً لمشكلة تنقل الكفيف وضعيف البصر، كانت الجائزة الأولى فوز الاختراع بجائزة المركز الثالث على مستوى العلوم الاجتماعية والسلوكيات، والثانية فوزه بالمركز الثاني كأفضل عرض في مسابقة أفضل لوحة عرض تلخص أساسيات البحث العلمي من 1211 لوحة عرض لمشروع بحثي شاركت في المعرض.
وبعد هذا الإنجاز وجه رئيس مجلس إدارة شركة إنتل العالمية لتقنية المعلومات كريغ آر باريت خطابين إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام تقدم فيهما بالنيابة عن شركة إنتل بالتهنئة إلى المملكة العربية السعودية، نظير المشاركة الممتازة والإنجاز البارز للفريق السعودي في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة، الذي يُعد أكبر معرض للعلوم والهندسة لمرحلة ما قبل الجامعة في العالم الذي أُقيم أخيراً في مدينة الباكيركي بولاية نيومكسيكو الأمريكية.
وأضاف رئيس مجلس إدارة إنتل: (إنه من المثلج للصدر معرفة أن هذه المشاركة هي نتيجة توقيع مذكرة تفاهم بين شركة إنتل ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2006.
وجاء رد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على خطابي رئيس مجلس إدارة شركة (إنتل) كريغ آر باريت لتؤكد مدى اهتمام ولاة الأمر بمجتمع الموهوبين في المملكة وحرص القيادة الرشيدة على دعم كل جهد يؤدي إلى صقل وتنمية مهارات الموهوبين والموهوبات السعوديين والسعوديات.
وجاء في البرقيتين الجوابيتين من الملك وسمو ولي العهد إلى رئيس إنتل والتي نقلها معالي نائب رئيس المؤسسة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد: (تلقيت مع الشكر خطابكم المتضمن تهنئتنا بالمشاركة المتميزة والإنجاز البارز للفريق السعودي في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة (ISEF)، الذي يُعد أكبر معرض للعلوم والهندسة لمرحلة ما قبل الجامعة في العالم، الذي أُقيم مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية نيومكسيكو.. وحصول الطالب السعودي المبتكر أحمد بن خالد النعيمي، على جائزتين في المعرض نظير اختراعه).
وشكر الملك وولي العهد شركة إنتل على إتاحة هذه الفرصة للشباب السعودي للمشاركة في هذا المعرض وإبراز مقدراتهم الابتكارية والتنافس الشريف مع أقرانهم من دول العالم، مرحبين باستمرار هذا التعاون الهادف لتنمية قدرات أبناء المملكة من الموهوبين والمبتكرين ذكوراً وإناثاً.
ثم جاء استقبال نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بمكتبه بالديوان الملكي بقصر اليمامة يوم السبت 9 من جمادى الأولى 1428 هـ، للطالب أحمد النعيمي ووالده ليكون لفتة أبوية حانية وتكريماً من أعلى قيادات الدولة للموهوبين والمبدعين وأسرهم التي قدمت الكثير من التضحية لدفع أبنائها، استرشاداً بأولي الأمر في هذا الوطن الغالي، الذين لم يتركوا فرصة لدعم وتكريم الموهوبين إلا واقتنصوها رغم مشاغلهم الكثيرة.
وخلال الاستقبال سلم نائب خادم الحرمين الشريفين شهادة تقدير للطالب أحمد النعيمي على ما حققه من مستوى متقدم في معرض (آيسيف) تحفيزاً له لبذل المزيد من الجهد في التحصيل العلمي ومواصلة ابتكاراته واختراعاته، وتسلم سموه نسخة من بحث النعيمي الذي نال عليه جائزة المركز الثالث في معرض إنتل الدولي.
وأبدى الأمير سلطان إعجابه بما حققه الطالب النعيمي مجسداً دعم ولاة الأمر للموهبة والإبداع والابتكار وقال: (إننا نواصل دعمنا لكل اختراع سعودي يحقق خدمة إنسانية لمجتمعنا ونتمنى للطالب النعيمي المزيد من التوفيق والنجاح).
هذا اللفتة وهذا الاستقبال والتكريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وجد صدى لدى الطالب النعيمي، الذي لم يمثل نفسه فقط، وإنما كان ممثلاً لآلاف الموهوبين والمبدعين والمبتكرين السعوديين حين عبر بلسانهم جميعاً عن شكره وتقديره وعرفانه بهذه اللفتة الأبوية الحانية من سمو ولي العهد، وعدَّ استقبال سموه له ولوالده تكريماً لكل الموهوبين والمخترعين وحافزاً له ولغيره من موهوبي ومبدعي المملكة، لتقديم المزيد من الجهد والعرق والاختراعات لخدمة الوطن، معرباً عن شكره لسموه لرعايته واهتمامه بأبنائه الطلبة في جميع المجالات التي يحققون فيها تميُّزاً على مستوى العالم.
وخلال زيارته للمملكة العام الماضي علق نائب رئيس شركة إنتل ويل سووب على الإنجاز السعودي واثنى عليه مؤكداً أن المملكة ومؤسساتها العاملة في مجال الموهبة حققت نجاحاً كبيراً من خلال تحضير الفريق الذي شارك في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة 2007م.
وقال إن حصول أحد الطلاب السعوديين على جائزتين خلال المعرض إنما هو مثال على غنى المملكة بالمواهب الناشئة الواعدة، وما من شك في أن هذا الجيل الواعد من العلماء الصغار سيقدم الكثير في المستقبل للمملكة وللبشرية جمعاء.
وكان معرض جنيف العالمي للمخترعين الذي أقيم خلال الفترة من 1-5 ربيع الآخر 1428 هـ الموافق 18-22 أبريل 2007م، هو الآخر مجالاً لبزوغ المخترعين السعوديين بين نظرائهم من مختلف دول العالم، إذ فاز المخترعون السعوديون الخمسة الذين شاركوا في معرض جنيف بسبع جوائز خمس ميداليات (ذهبيتان وفضيتان وبرونزية) وجائزتين تقديريتين.
وتوجت الدكتورة إيمان الدقس بميدالية ذهبية عن اختراعها في مجال الطب (منتج حيوي للقضاء على البكتيريا العنقودية) كما توج الدكتور حسام خنكار بميدالية ذهبية عن اختراعه في مجال الطاقة (مركز الطاقة الأهليجي المركب) والمهندس وليد اللافي الميدالية الفضية عن اختراعه في مجال المنتجات الاستهلاكية والبيئية (غطاء يتحول إلى كوب) وحصل المهندس خالد الرشيد على الميدالية الفضية عن اختراعه (كبائن تخفيف الفائض من الطعام) في حين حصل الدكتور راشد العثمان على الميدالية البرونزية عن اختراعه في مجال الأجهزة التجارية والصناعية (طريقة جهاز قياس مدى تكسر النخلات الجزئية أثناء الخدمة).
ومنح الاتحاد الدولي لاتحادات المخترعين (إيفا) جائزة أفضل اختراع في المعرض للمهندس خالد الرشيد كما منحت جمعية الاختراعات والتصميم في ماليزيا (MINDS) المهندس وليد اللافي جائزة تقديرية.
كما حقق المخترع محمد بن عبد العزيز الخميس جائزة إقليم الشرق الأوسط التي قدمتها رابطة مهندسي الطاقة أثناء احتفالها بالذكرى الثلاثين لإنشائها والذي عقد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية, وذلك على اختراعه المتمثل في استغلال المرتفعات والأثقال في تخزين الطاقة بكميات كبيرة تمكن من تفعيل دور الطاقة المتجددة, مهدياً للوطن إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازاته المتواصلة في مجال الإبداع والموهبة.
وبهذه المناسبة تحدث الخميس ل(الجزيرة) قائلاً: أهدي هذه الجائزة لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وللشعب السعودي بشكل عام..
ولم تنس المسؤوليات الجسام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس المؤسسة أن يشكر أبناءه المخترعين فبعث برقية جوابية لمعالي نائب رئيس المؤسسة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد ومنسوبيها.. جاء ذلك في برقية جوابية جاء فيها التالي: (شكراً لمعاليكم ولمنسوبي المؤسسة هذه الجهود.. وبارك الله فيكم).
ومثلت هذه المشاركة في معرضي آيسيف وجنيف تنفيذاً لتوجيهات المقام السامي بضرورة بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، لكي يتمكن الموهوبون وبفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن، ومن أجل التعريف بقدرات وإمكانات المواطنين السعوديين الابتكارية، والاستفادة من هذه التجمعات العالمية في عرض المخترعات وتسويقها، ورفع مستوى الثقافة في مجال الاختراعات.
(ابتكار 2008)
وفي عام 2007 صدرت الموافقة السامية على رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رئيس المؤسسة، لمعرض الابتكار السعودي الأول (ابتكار 2008)، تحت شعار (تنمية الابتكار لخدمة التنمية) الذي تنظمه موهبة بمشاركة أرامكو السعودية ويعقد في مارس 2008 في فندق الفورسيزونز، بالرياض.
ويُعد (ابتكار 2008) أحد البرامج المستهدفة لاستقطاب المبتكرين وتنمية قدراتهم، ويمثل نافذة جديدة للمبدعين والمبتكرين والمخترعين السعوديين للتحليق إلى آفاق أوسع، ويجسد جانباً مهماً في دعم منظومة الإبداع والابتكار في المملكة التي تسعى إلى تنمية الاختراعات والابتكارات الوطنية وإبرازها وتقديرها واستثمارها فردياً أو بمشاركة مع الآخرين من القطاعين الخاص والعام.
ومن بين الأحداث التي شهدها العام الماضي وشكَّلت علامة فارقة في مجتمع الإبداع والاختراع السعودي احتفال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بوصول براءات الاختراع المسجلة لديها إلى أكثر من 1000 براءة اختراع ستضع المملكة إن شاء الله وبجهود أبنائها في مصاف الدول التي تعتمد اقتصاد المعرفة واستثمارها.
وتفتح كل هذه الأحداث التي ميزت عام 2007 في مجال الموهبة والابتكار والاختراع الباب واسعاً أمام تحقيق آمال وطموحات الموهوبين والمبتكرين والمخترعين السعوديين لخدمة الوطن ونهضته التنموية.