دبي - (رويترز) - من سايمون ويب
يقترب العراق من اجتذاب مليارات الدولارات اللازمة لتحديث قطاع النفط غير ان شركات النفط الدولية غير مستعدة بعد للالتزام بتقديم المبالغ الضخمة المطلوبة. ويمتلك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم كما يعد الانتاج من المكامن الموجودة به بين الارخص في أي مكان في العالم والبلاد في أمس حاجة للاستثمار بعد سنوات من العقوبات والحرب.
كما ان اغراء العراق يتنامي نظرا لان حقول النفط المربحة في الشرق الاوسط بعيدة المنال بالنسبة للمستثمرين الاجانب في اغلب الاحوال. ويقول مسؤولون امريكيون ان السبب الرئيسي لتجنب شركات النفط الاجنبية العمل في العراق يتمثل في عدم صدور قانون للنفط وليس المخاوف الامنية.
ويقول الكس مونتون المحلل في وود ماكينزي العالمية للاستشارات (مازال الامن وقانون النفط نقطتين مهمتين).
وتابع (ثمة اعتقاد خارجي بان الامور تحسنت من جهة الامن ولكنه لا يزال مثار قلق. واستجابت أكثر من 70 شركة لطلب العراق بالتسجيل بحلول أمس الاول الاثنين من أجل المنافسة في عطاءات خاصة بعقود تنقيب عن النفط وخدمات نفطية تنوي الحكومة طرحها في ابريل نيسان.
وسيعلن العراق اسماء الشركات المؤهلة للمشاركة في العطاءات الشهر المقبل.
ويقول محللون ومسؤولون تنفيذيون في شركات ان من المرجح ان تكون العقود المطروحة مقابل رسم ثابت لعامين أو ثلاثة أعوام بغرض اصلاح وتوسعة منشآت بحقول منتجة بالفعل.
وقال مسؤول تنفيذي باحدى الشركات مشيرا لعملية التسجيل في العطاءات (سنقوم بالاعمال البهلوانية التي تطالبنا بها وزارة النفط).
وتابع (ولكن في النهاية فإن الشركات الكبرى تضم نفس التمويل والمساهمين وبرامج معاش التقاعد والمحللين.
وفي ظل سوء حالة الأمن وعدم وجود اطار قانوني على الاطلاق سيستغرق الأمر وقتاً طويلا لاقناعهم بأن استثمار الشركة خمسة إلى عشرة مليارات في العراق فكرة جيدة.
ويمضي العراق على مسار آخر لاصلاح الحقول المنتجة من خلال حديث عن عقود دعم فني مع شركات اجنبية قدمت لسنوات دراسات للحقول ومساعدة فنية وتدريب للمسؤولين في قطاع النفط في العراق. وقال مونتون ان العقود الجديدة ستمنح شركات النفط دوراً أكبر في إدارة المشروعات في قطاعات الصيانة والتطوير. ولا يتعين طرح هذه العقود من خلال عطاءات لان الشركات ستقوم بدور استشاري ولن تستثمر اية مبالغ. ولم تخف شركات نفط كبرى الحقول التي تفضلها فشركة توتال على دراية كبيرة بحقلي مجنون وبن عمر وتعاونت مع شيفرون سعيا للفوز بعقود عراقية. ودرست شيفرون حقل كركوك الشمالي وبحثت أيضا الفرص في محافظة ميسان في الجنوب مع بي. اتش. بي بيليتون. ودرست بي. بي حقل الرميلة في الجنوب. وتأمل شركة لوك اويل الروسية ان تحيي صفقة حقل نفط غرب القرنة التي أبرمت في عهد الرئيس الراحل صدام حسين وقالت كونوكو انها تريد ان تكون شريكا نشطا. وقال محللون ان شركات روسية وصينية وهندية غالبا ما تسعى لتحقيق أهداف حكوماتها الاستراتيجية وليس التجارية ولديها نزعة أقل لتفادي المخاطر قد تكون أول من يلتزم باستثمار مبالغ ضخمة في العراق.