يعيش كثير من الشباب حالة من الضياع والشتات في شتى مجالات الحياة سواء كانت الأسرية أو الاجتماعية أو العملية وما إلى ذلك..
والسبب قد يخفى على كثير منهم، وليس معنى ذلك أن هذا السبب كامن في شرفات الغيب لا نستطيع أن ندركه أو نكتشفه، بل هو على العكس تماماً؛ فهذا السبب واضح جداً كرابعة الشمس في كبد السماء، ولكن عدم حُسن استخدام آلية الوصول إلى هذا السبب هو الذي جعل بيننا وبين معالجة هذا الخلل بصورة حقيقة حاجزاً منيعاً..
وهذه المشكلة لا تنطبق فقط على الشباب، بل هناك الكثير من المؤسسات الاجتماعية والشركات التجارية وبعض المشاريع التنموية تعاني من نفس المعضلة، ويصيبها أحياناً حالة من التيه والغيبوبة وعدم النظر بعين البصيرة الواقعية لما يدور حولها وماهية متطلباتها الأساسية.
هذا السبب هو في الواقع ضياع الهدف الذي من خلاله نستطيع أن نضع استراتيجية بعيدة المدى بشكل علمي ومنظم، وهذه الاستراتيجية تساعدنا في تحقيق ما نصبو إليه دون أن نتعثر أو نقف في منتصف الطريق..
قد يتساءل الكثير من الشباب عن كيفية صياغة الأهداف في حياتهم، وما هي ثقافة التخطيط التي ينبغي عليهم أن يتعلموها حتى يشقوا طريقهم بخطى واثقة نحو الهدف المنشود والغاية التي يسعون من أجلها..
وفيما يلي عدد من الأسئلة، تساعد المرء على تحديد أهدافه، ذكرها الدكتور أحمد البراء الأميري في كتابه القيم (اللياقات الست):
1- اذكر خمسة أشياء تعدّها أهمّ ما تريد الحصول عليه، وتكون مستعداً للبذل من أجلها.
2- في ثلاثين ثانية اكتب أهم ثلاثة أهداف تريد الحصول عليها في الوقت الحاضر.
وقد أعطينا مدة قصيرة جداً؛ لأن ما تكتبه دون روية وتفكير يكون هدفاً حقيقياً بعيداً عن تزيين الخيال وتجميله.
3- لو أُعطيت مبلغاً كبيراً من المال، ما أول شيء تفعله؟ وما ثاني شيء؟
4- لو علمت أنك ستعيش ستة أشهر فقط ماذا تفعل؟
5- اذكر هدفاً تحن إليه لكنك تخاف وتتراجع عن السعي له.
إن خوفك هذا قد لا يكون له رصيد من الواقع، لكنه خوف يقترن عادة بالنجاح.
وفي الختام لا ننسى جميعاً بأن أعظم وأجلّ هدف نسعى لتحقيقه هو رضا الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة.