حظي رالي حائل والفعاليات المصاحبة له بمتابعة عدد كبير من المهتمين بهذه الرياضة من داخل المملكة وخارجها منذ أقيم لأول مرة تحت مسمى (تحدي النفود الكبير) في عام 2006م، وذلك في منطقة حائل خلال عطلة الربيع عام 1427هـ. وتعد إقامة الرالي فكرة جريئة ورائدة، وهي الأول من نوعها في المملكة العربية السعودية، وهي فكرة تبناها ونفذها فريق سعودي مؤهل من الهيئة العليا لتطوير حائل والهيئة العليا للسياحة، ويعمل تحت توجيهات أميرين شابين ملأهما حب الوطن والحماس للسياحة في هذا البلد المعطاء، وهما: صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة. ولا أدل على النجاح المنقطع النظير لهذا الرالي من تكرار إقامته سنة بعد أخرى. لقد وضع هذا الرالي منطقة حائل والسياحة السعودية على خارطة العالم.
وليس غريباً أن تختار حائل مقراً لهذا الرالي وما يصاحبه من مهرجان سياحي، فهي تتمتع بكل المقومات الجغرافية الطبيعية البشرية الجاذبة للسياحة. والرالي بحد ذاته فكرة ذكية وعملية هيئة المَواطن والمَكامن الطبيعية في تنشيط الحركة السياحية في المنطقة. ويمكن اعتبار الرالي إسهاماً جوهرياً في تنمية السياحة في منطقة حائل، والسياحة المحلية في المملكة، وهذا بدوره تجسيد لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة الذي يؤكد دائماً على أهمية النظر للمناطق على أنها أهم الركائز لنمو السياحة في المملكة، ومنها تنطلق السياحة وإليها تعود فائدتها.ومع أن فعالية رالي حائل فعالية رياضية بالدرجة الأولى، إلا أنها فتحت مجالات عديدة لتنمية المنطقة، وحققت - بفضل الله - نتائج إيجابية عديدة منها ما يلي:
* أبرزت أهمية منطقة حائل سياحياً، وأسهمت في التعريف بأماكنها الأثرية.
* أظهرت للسياح جمال طبيعة المنطقة الخلابة المتمثلة في مناخها، وتضاريسها وجبالها، ووديانها وصحرائها، ونباتاتها الطبيعية ومحمياتها، لا سيما جبلي أجا وسلمى المشهورين.
* أسهمت في البروز الإعلامي للمنطقة مما أدى - وسوف يؤدي مستقبلاً - إلى جذب الأنظار إليها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهذا بدوره يؤهلها لتصبح من المناطق الواعدة في مجالات سياحية أخرى.
* عاد الرالي بآثار اقتصادية ملموسة على المنطقة، حيث أظهرت إحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية بالهيئة العليا للسياحة (ماس) أهمية الرالي في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، وتوفير فرص عمل مؤقتة وزيادة الطلب على الخدمات بأنواعها كأماكن الإيواء (الفنادق، والشقق المفروشة) والمطاعم، والأسواق وغيرها.
وأخيراً وليس آخر.. كم تمنيت المشاركة بمهرجان الرالي الذي أبهرني نجاحه والذي تناقلته الصحف المحلية. هذه الأمنية تحققت هذا العام بفضل الله ثم بفضل جامعة حائل للبنات التي اختارتني لأشارك بجزء بسيط في تفعيل هذا الحدث والنشاط السياحي المهم.
وأتطلع لمشاركة أيضاً في العام القادم إن شاء الله، مع تمنياتي بأن تفعل نشاطات أخرى مساندة للرالي أسوة بفعاليات الجنادرية، أي أن يكون حدث الرالي حدثاً على مستوى المملكة، وأن تتعاون جميع القطاعات فيه لكي يكون حدثاً وطنياً وعالمياً في ذات الوقت، ويسجل نقطة تحول إيجابي لمنطقة حائل.
شاكرة ومقدرة اختيار جامعة حائل لي وأخص بالشكر مديرة الجامعة سعادة الدكتورة خلود الشمري، ورئيسة قسم الجغرافيا الدكتورة مزنة الشمري والأستاذة المحاضرة هيفاء بنت حمود الشمري التي أتمنى لها مستقبلاً باهراً في مجال السياحة في بلدها حائل.
والله الموفق،،