عندما يكون الحديث ونظم الكلام عن شخصية بحجم قيادة وريادة وقامة وإنسانية الأمير نايف بن عبدالعزيز فإن الاعتراف المسبق بقصور الإحاطة بمكونات ومكنونات هذه الشخصية هو أمر وشأن لا يختلف حوله كاتبان مهما علا شأنهما وبرع حبر القلم بين أصابعهما.. لأن سموه شخصية شمولية في مناحي الإبداع والإنجاز كافة.. فإذا سبرنا أغواره الإنسانية فسنجد فيها ما يغني عن مؤلفات المتخصصين في علوم الإنسانيات فقد بكى أبا سعود أبناء الشهداء واحتضن صغيرهم.. وعطف على كبيرهم.. ولم تأخذه آنفة المنصب وموقع المسؤولية إلى التماسك أمام كاميرات التلفاز ووسائل الإعلام لأنه إنسان يحمل مشاعر صادقة وليس فيها تزلف أو تلون.. وإذا أردنا أن نغوص في شخصيته القيادية فإن الحديث حولها ذو شجون فقد استحق أن يكون بيرق القيادة الذي أصر زملاؤه من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الداخلية العرب على اختياره رمزاً شرفياً دائماً لاجتماعاتهم التي تستضيفها الأمانة العامة بتونس.. إضافة إلى أن سموه هو رائد القيادة الأبوية بوزارة الداخلية السعودية حيث كان وما يزال قدوة إبداعات صمود رجالها البواسل وما وصلوا إليه من ناموس العزّ لمواجهة ومكافحة الإرهاب الدخيل على أخلاقيات ونواميس ديننا ومجتمعنا الوسطي المتسامح.. واستحقوا لقاء ذلك تقدير واعتزاز ملك القلوب وسلطان الأفئدة والنفوس وشعبهم المعطاء بالإضافة إلى إعجاب دول العالم كافة.
كما أن نايف هو زيزوم الفقراء والمحتاجين ويستحق لقب شقيق وحبيب الفقراء. كما أن أبا سعود قد ساهم بعد توفيق الله ثم بدعم القيادة الرائدة في إثراء البحث العلمي والشرعي والاجتماعي والإنساني من خلال رعايته لحفظة كتاب الله.. ودعاة الوسطية المتزنة وترؤسه لمجالس إدارات علمية وبحثية تعنى بالسيرة المباركة وكذلك متابعته ودعمه لعدد من الكراسي العلمية في أرقى الجامعات المحلية والعربية والإسلامية والعالمية.
كما أن شخصية التفرد الإعلامي لهذه القامة الشامخة هو محل تقدير واعتزاز حملة الأقلام وميكرفونات قنوات الفضاء لكون ما يقوله أو يتحدث عنه وحوله لا يحتاج إلى تعديل أو تأويل.. وقد أوفى الإعلامي والصحافي المصري الأستاذ إبراهيم نافع الأمير نايف بن عبدالعزيز في هذا الشأن حين قال بأن سموه هو وحده بين أقرانه من الوزراء حتى وزراء الثقافة والإعلام الذي ينشر حديثه بمخارجه وحروفه دون زيادة أو نقصان.
وإذا استطرق وتطرق الحديث إلى شهامة وأبوة الأمير نايف فإن مثال ذلك هو ما بذله من جهد وتعب وعمل دؤوب بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين لعودة أبناء وطننا الذين أطاحت بهم جهالة الظلاميين المتشددين وأوصلتهم إلى أتون السجون غرباً وشرقاً دون أن ينسى بأن يكون المطمئن والودود لأسرهم القلقة والمتلهفة واستضافتهم واستقبالهم ومجالستهم حال عودة ذويهم المساجين إلى أرض المحبة والسلام كما لا يمكن أن ينسى أوفياء الوطن وانقيائية قسم أبا سعود الذي عاهد الله بأن يكون هو الأب والأخ والشقيق لأبناء وأسر شهداء الوطن وأبطاله وأفذاذه.. ولم تعقه مسؤولياته الجسام إلى زيارتهم في القرى والأرياف وكذلك الحال مع المصابين الأبطال أثناء تأدية الواجب ووضعهم وصنفهم في مقام أبنائه سعود ومحمد ونواف.
يا أبا سعود لا تلم البحارة إذا رفعوا صورتك فوق إعلام الصواري التي تمخر عباب البحر فبدون الأمن لا يمكن لهم أن يستخرجوا اللؤلؤ والمرجان أو يصطادوا السمك من البحر أو خليج الأمان.
يا أبا سعود لا تعتب على راعي شمالي أو نجدي أو جنوبي إذا شدا باسمك في قصائد سمره وسهره فنغمات الناي والربابة لا يمكن أن تطرب السمار وشبابة النار إلا أن يكونوا في حضرة الأمن والأمان وعلوم الرجال.
يا أبا سعود لا تعتب على هضبة نجد إذا اعتبرتك تاج قمتها وزيزوم قوتها فلا عزة لبلاد إذا لم يكن الأمان رأس مالها واقتصادها وناموس أهلها.
يا أبا سعود لا تلم جبال أجا وسلمى إذا ما قالت لك.. يا بعد حيّ ولا ولا تعتب على جبال السروات ووديان تهامة إذا أعطتك صولجان شموخها فلا عزة لوطن إذا لم يؤدب فيه دعاة الفكر الضال والمريض من الإرهابيين والمتخلفين.
يا أبا سعود لا تعتب على قرنفل جازان إذا أثمر لطلتك ورداً وزهراً.. ولا تلم ورد الطائف إذا تفتح ليعلق ويقلد عنقك بالمدائح.. فلا رائحة لورد أو زهر في حضرة رائحة البارود ورصاصات وقنابل غدر من أغوتهم فتاوي شيوخ الأقبية وظلام الخرائب.
يا أبا سعود لا تلم جنودك البواسل إذا أحبوك ووضعوك فوق الهامات والرؤوس فقد زرت مريضهم.. ووقفت بأبوة مع أسر شهيدهم وذرفت دموع الرحمة والأبوة رحمة بصغيرهم وكبيرهم ولم تنس الواجب تجاههم حتى في مواسم الحج وعمرة رمضان حيث قدمت العيدية الأبوية كعادته سنوية يا أبا سعود من يلوم رجالك إذا قالوا أنت سندنا فالدخول إلى بيتك ومكتبك أسهل إليهم وعليهم من الدخول إلى مكتب رتبة (ملازم) لا زال في مرحلة التدريب والتقييم.
يا أبا سعود قالت العرب في أمثالها (من يعرف الصقر يشويه.. فمن لا يعرفك وأنت الصقر الذي لم نعتد منه إلا قول الفصل والحديث دوماً تحت سحائب العليا.. فالقمة للصقور وأنت صقرها المحبوب.
يا أبا سعود إذا كانت معلقات شعراء العرب سبعاً.. فأنت بأفعالك ومروءتك قصيدتهم الثامنة.. وإذا كان سوق عكاظ هو رمز الشاعرية فأنت ضياؤه ومعجب عشاقه وشعرائه.
يا أبا سعود لا تعتب على البارق الشرفي إذا لمع في السماء.. وكتب حروف اسمك بالضياء.. فأنت بصدقك وفعلك محبوب الفقراء قبل الأغنياء.. ولا تعرف سجيتك النقية الخديعة أو الالتواء.
يا أبا سعود لا تعتب على جبال طويق وتهامة والسراة إذا ما جعلتك قمة الصيف والشتاء.. ولا تعتب على نجم سهيل إذا ما اختارك أن تكون وهجة وسناء برقه.. فأنت وما قدمت للوطن تستحق أن تنال وهج الحب وسناء الاعتزاز.
يا أبا سعود قالت العرب في أمثالها (اعط القوس باريها) وأنت رميت بقوس الحق والعقيدة عقول الطائشين والمتوهمين.. وجعلهم إلى الصواب أقرب من الوقوع في شراك المتربصين.
يا أبا سعود أقسم بالله.. إنني لم أكتب ما كتبت إلا عن قناعة محب ومعجب لشخصية فذة.. ورائدة.. وودودة.. وحنونة.. وإنسانية ولا عاش من لا يحب أو يعجب برواد الوفاء والعطاء.. ولتنكسر أقلام من لا يكتبون أو يشيدون بأهل القلوب الودودة والمحبة والشامخة.
أسأل الله بأن يمدك بعونه وتوفيقه لما فيه الخير لخدمة هذا الوطن في ظل رعاية ملك القلوب.. وسلطان الأفئدة والنفوس.