ولا يمكن أن أدعي بأن ساعات خاطفة قد عرفتني على منطقة الجوف الغنية برجالاتها وتاريخها، أو أنه أمكنني بأن أقف خلال هذا الوقت القصير الذي أمضيته هناك على ما تم إنجازه في منطقة الجوف ضمن برنامج التنمية الشامل والممتد إلى كل مناطق المملكة، بينما كانت إقامتي محدودة ومحصورة في جزء من مدينة سكاكا، ونظرة عن بعد في ليل بهيم إلى معالم مدينة دومة الجندل.
***
ولولا بعض من معلومات سريعة استمعنا إليها ممن جمعتنا بهم المناسبة من إخواننا هناك، لما قدر لي مع زميلي (هاشم وجميل) أن نخرج بهذا الانطباع الجميل عن منطقة مهمة من مناطق شمال المملكة، ولولا بعض الكتيبات التي زودتنا بها مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، لما كان بمقدورنا أن نقول شيئاً بعد زيارة عابرة لم تكمل يومها، وإن كان (د. هاشم) هو الأكثر والأوفر حظاً لأنه تأخر في المغادرة، فمكنه ذلك من أن يرى ما لم نره.
***
قصدت من كل هذا أن أقول: إن منطقة الجوف باتساعها وتعدد محافظاتها ومدنها، تستحق أن تزار وأن يقرأ تاريخها، وأن يقال عنها ما يليق بهذا التاريخ البهي، وأن تقصيراً إن كان قد حدث من الإعلاميين والمثقفين ومن وسائل الإعلام فيجب أن يعالج ويصحح وأن لا يستمر حتى لا يظن أن هذا منوالنا الذي لا يجوز تغييره.
***
في هذه الزيارة، وقد كان الغرض منها أن يتحدث - هاشم وجميل وخالد - عن (صحافة الأقاليم) في منطقة يمني أهلها أنفسهم منذ زمن بعيد بمجيء ذلك اليوم الذي تولد فيه على أرضهم صحيفة تنصفهم وتعطيهم حقهم، صحيفة تنقل أصواتهم وتعبر عن همومهم، ما لا يمكن أن تعوض عنها الصحافة غير الإقليمية، إلا أنه كان موضوعاً جدلياً فيما لو صمم المشروع وفق دلالات ومعاني ذلك العنوان، لكن الفكرة بعمومها كانت جذابة ومشوقة ولاقت الهوى والقبول من المشاركين في الندوة ومن جميع الحضور فيما لو خرجت من عباءة الإقليمية كما هي اقتناعاتي.
***
سأترك الحديث من موضوع الندوة، فقد نشر عنها ما يكفي لإظهار الكثير مما ينبغي أن يقال عنها، وقد يكون من المناسب أن يوظف ما قيل من وجهات نظر متباينة لصالح هذه الفكرة ليصبح ذلك مدخلاً للتفكير الجدي نحو وضع التصور المناسب لاستصدار موافقة لإصدار صحف لمن يرغب في كل مناطقنا، وبخاصة حين يتأكد لأصحاب القرار أنها لن تنحى منحى الصحافة الإقليمية.
«يتبع»