لست من هواة المشاركة في المسيرات الكروية، ولكني وجدت نفسي - رغماً عني - في مسيرة رياضية حافلة بمناسبة فوز منتخب مصر الشقيقة بكأس الأمم الأفريقية على الكاميرون بهدف (أبو تريكة) وجرت الاحتفالية في شارع الخليج العربي في العاصمة الكويت بمشاركة سيارات خليجية متنوعة أعادت إلى ذهني فكرة الوحدة العربية، فالرياضة أضحت الأمل الوحيد بعد أن تسربت أحلام كثيرة.

المهم أنني بعد أن وجدت نفسي عالقاً في المسيرة الاحتفالية لحوالي الثلاث ساعات قلت لنفسي لا بأس من المشاركة فالمصريون يستاهلون الريادة الرياضية، وليس من صالح العروبة أن تتراجع مصر عن مواقع الريادة التي اعتاد عليها أبناء الفراعنة طويلاً، ولأني أحب النجم محمد أبو تركية لكثرة ما سمعت عن أعماله الخيرية من أبناء حيِّه في القاهرة فقد أعجبتني رسالته المناصرة للفلسطينيين (تعاطفاً مع غزة)، التي كتبها على قميصه الداخلي فكانت رسالة عكست أخلاق اللاعب العالية ودوره المتضامن مع قضايا أمته، أمر آخر أشار إليه خبر نشرته رياضة الجزيرة بعنوان: (لاعبو منتخب مصر يتبرعون لبناء مسجد في كوماسي الغانية) وعلى ذمة الخبر فإن (أبو تريكة) أيضاً كان وراء إقناع زملائه بهذه الخطوة الرائعة، وكلنا يعرف موجات التغريب التي تجتاح أفريقيا، وهذه فعلاً هي الرسالة الحقيقية للرياضة عموماً، فليست المسألة ركل كرة فقط وبطولات إنما القضية إنسانية في المقام الأول، فلاعب الكرة إن كان نجماً، فإن تأثيره يتنامى لخدمة المجتمعات الإنسانية عامة، لذلك على اللاعبين عموماً والنجوم خصوصاً أن يعوا هذا الدور الذي تحتمه عليهم ديانتهم ومبادئهم، ويجب أيضاً أن يكون لهم إسهاماتهم الخيرية كما فعل أبطال القارة الأفريقية.

أما رسالتي الأخيرة فهي للمصريين: أقول لهم لقد شرفتم الكرة العربية فعلاً فشكراً لنجومكم الذين شرفتهم الأمة العربية والإسلامية بمبادئ خالدة لم يغفل عنها أبناء الفراعنة.