فئة الصم في منطقة حائل - شفاهم الله وعافاهم - ما زالوا بلا مركز وبلا نادٍ وبلا أي رابط يجمعهم بمن حولهم، ففي معظم المناطق تجد لهم تجمعاً يمارسون هواياتهم، ويؤكدون أهمية وجودهم الإنساني، إلا في منطقة حائل على اتساعها وعراقتها.
فعلى مدى أعوام وفئة الصم والبكم بمنطقة حائل يشيرون بأيديهم بحيرة ودهشة، تلتقط منها أو تقرأ ما يمتلكونه من أوراق يلوحون بها، فيظهر فيها أن لكل منطقة من مناطقنا الرئيسية نادياً للصم عدا منطقة حائل.
فيفترض أن تنهض على عوائق هؤلاء الخيرين وأهل المعروف والساعين للأعمال الإنسانية في كل منطقة أن تنهض مهمة إقامة مثل هذه المراكز في كل منطقة لا يوجد فيها مثل هذه المراكز التي ثبت دورها الإيجابي في خدمة فئة المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وليكن وجود هذه المراكز للصم أسوة بغيرهم واجباً مهماً يقع على عاتق المجتمع.
ففي مقابلة تلفزيونية مع بعض الصم في منطقة حائل قبل أيام، التي استعانوا فيها بمترجم لإشارتهم أعادوا مطالبهم، فلم يرفعوا أصواتهم بالشكوى، إنما تلحظها في حركاتهم، وتلمسها في تعبير وجوههم، وتثق أن ما يريدونه حقيقي وضروري يؤكد أنهم بحاجة إلى مشروع خدمي ينفع هذه الفئة ويزيد من نشاطها ويحقق للمجتمع رؤاه التكافلية وصيغة الاجتماعية النبيلة.
ففئة الصم في منطقة حائل على وجه التحديد يعانون بالفعل من قلة التواصل فيما بينهم، وبين مَنْ هم في مستواهم في المناطق الأخرى، لأن (مشروعهم الحلم)، لايزال للأسف على الورق.
(راشد)، هو واحد من هذه الفئة ظل طوال المقابلة يشير بيديه، ويعبر بشفتيه، وتقاسيم وجهه للمترجم ليبين أن مشروع ناديهم أو مركزهم ليس تحت التأسيس - كما يدعي البعض - إنما هو تحت الورق في عبارة تظهر من يديه وبطرقة واضحة وعفوية، فما كان من السائل في ذلك الحوار إلا أن عاود الكرة ليجعلها بطريقة توفيقية تبعث على مد جسور الفأل:
- تعني أن مشروعكم تحت الإنشاء.
فيرد (راشد) مصراً بإشارة حكيمة وبليغة: - لا.. لا.. تحت الورق.
hrbda2000@hotmail.com