كريم السفر.. نجم ظهر وتألق في الثمانينيات الهجرية.. تلك الحقبة التي كان يطلق عليها حقبة النجوم.. حقبة قدمت لنا أسماء لامعة ونجوم رنانة أمثال سعيد غراب وعبدالرزاق أبو داود ومبارك الناصر وأحمد عيد وأبناء اللبان.. ونجوم لا يمكن حصرهم في هذه الأسطر..!
- مثل الهلال عام 1384 هـ وساهم في صنع أول إنجازاته الذهبية حين انتزع الأزرق كأس الملك وكأس ولي العهد في ذلك الموسم ثم انتقل للوحدة عام 1385 هـ واستمر في تمثيله حتى عام 1397 هـ حقق مع الفرسان العديد من الإنجازات وأبرزها كأس الملك عام 1386 هـ.
- اختير لتمثيل منتخب الغربية في دورة كأس المصيف آنذاك ثم رشح لتمثيل الأخضر وتولى قيادته في عدد من اللقاءات الحبي والودية.
- أطلق عليه رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل لقب (المايسترو) تقديراً لنجوميته البارعة كلاعب فذا نجح في الجمع ما بين المستوى الفني العالي والخلق الرفيع.. «الجزيرة» تكشف جانباً من حياته الرياضية نتناولها في الأسطر التالية.
البداية بالطائف
علاقته بكرة القدم بدأت في الطائف مع فريق الحي الذي سمي بفريق الهلال بشارع أبو العتاهية ومن فريق الحي انظم لفريق التضامن بالطائف الذي كان يترأسه آنذاك (عبداللطيف دمنهوري) ففي أواخر عقد السبعينات الهجرية من القرن الفائت سجل بفريق التضامن وهو في سن (16 عاماً) بتأثير قوي ومباشر من رئيس النادي (الدمنهوري) الذي كانت تربطه علاقة قوية بشقيقه الأكبر.
- مثل التضامن زمنا ثم اختير لتمثيل منتخب الطائف نظراً لتكوينه البدني وقدراته الفنية وبعد تألقه اختير لتمثيل الفريق الأول رغم صغر سنه آنذاك وكان فريق التضامن يضم عدداً من نجوم الكرة أمثال سالم إسماعيل والذي انتقل للهلال في الثمانينات الهجرية.. ومثيب الجعيد وعبدالرحمن الجعيد.
الانتقال للوسطى
- ففي عام 1383 - 1384 هـ انتقل كريم المسفر للعاصمة الرياض للالتحاق بإحدى الكليات العسكرية بعد تخرجه من الثانوية العامة وإزاء ذلك نجح الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أطال الله عمره) في ضمه للهلال ومثله في خط الوسط حيث لعب للفريق الأزرق موسماً كاملاً وكان ذلك عام 1384 هـ الذي حقق فيه لقب بطل كأس الملك وكأس ولي العهد لأول مرة كأول فريق محلي يضم كأسي الموسم بعد انتقال رعاية الشباب إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أوائل الثمانينات.
- وفي الموسم الذي تلاه (1385 هـ) انتقل لمكة المكرمة للدراسة في جامعة أم القرى نظراً لعدم قبوله في الكلية العسكرية فانضم لفريق الوحدة بدعم قوي من رجال الوحدة حسن نقيضي وعبدالله عريف ونظراً لأن النظام آنذاك كان يسمح بانتقال اللاعب لأي نادٍ يريده إذا انتقل لغرض الدراسة أو العمل ويسمح له بذلك فانظم للوحدة وكان من النجوم البارزة الذين شكلوا قوة بالخارطة الحمراء آنذاك مع بقية الأسماء الذهبية حسن دوش وعبدالرحمن الجعيد وسعيد ولطفي لبان وأسعد ردنة ومحمد لمفو فقادوا فرسان مكة لإحراز لقب بطل كأس الملك لموسم عام 1386 هـ وجاء فوزهم على الاتفاق 2 - 0 في مباراة كان نجمها الأول كريم المسفر.
شهدها ملعب الصائغ بالرياض.
هؤلاء أشرفوا على التدريب
مثل (فرسان مكة) في خط الوسط كان يملك أدوات اللاعب الناجح فضلاً عن أخلاقه العالية وسلوكه الرياضي الحميد ومقومات فقد شكل مع نجم الوسط الوحداوي الكبير حسن دوش ثنائي متفاهم قادا الفريق الأحمر لتحقيق العديد من الإنجازات مع بقية نجوم الذهب.. الجعيد والبصري وأبناء اللبان.. يقول نجم الوحدة المثالي كريم أشرف على تدريبي العديد من المدربين الجيدين أمثال حسن جبارة الله التوم مع الهلال والمدرب ( حسن سلطان) مع الوحدة والحقيقة أعتز كثيراً بهذين المدربين اللذين استفدت منهما ومن قدراتهما الفنية .
مقومات البروز
- تميز كلاعب في خط الوسط بإجادته صناعة اللعب والقراءة الجيدة في الملعب إلى جانب المهارات العالية وقوة التصويب من مسافة بعيدة الأمر الذي منحه لقب المايسترو الذي أطلق عليه رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) كما لقبه الأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب آنذاك باللاعب الفنان كما عليه الصحافة لقب (الجنتلمان) وغيرها من الألقاب التي نالها خلال مشواره الرياضي الطويل حتى امتد لأكثر من 15 عاماً.
إنجازات الفرسان
ارتبط اسم كريم المسفر بالإنجازات التي حققها فرسان مكة في حقبة الثمانينات والتسعينات الهجرية ومنها لقب بطل كأس الملك عام 1386 هـ ووصيف بطل كأس الملك عام 1390 هـ بالإضافة للقب وصيف بطل كأس ولي العهد عام 1390 هـ - و 1393 هـ.
وإزاء ذلك رشح لتمثيل منتخب المنطقة الغربية في دورة كأس الوصيف بالطائف لمنتخبات المناطق في النصف الثاني من عقد الثمانينات كما اختير لتمثيل منتخب المملكة في لقاءات عدة كما كان من أشهر الأسماء التي وقع عليها الاختيار لتمثيل الأخضر في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1390 هـ إلا أن ظروف خاصة لم تمكنه من المشاركة لا سيما وأنه حمل شارة القيادة مع الأخضر في لقاءات حبية وودية وكان من أشهرها لقاء تونس والذي انتهى للأخضر 4 - 0 كما كان ضمن نجوم الأخضر الذين رشحوا للسفر لباكستان للمشاركة في ثلاثة لقاءات حبية في باكستان عام 1386 هـ.
حقبة النجوم
لعب كريم المسفر ضمن نجوم حقبة الثمانينات أمثال الأسطورة سعيد غراب والنور موسى وأحمد عيد وسعيد لبان والكبش وسلطان بن مناحي ومبارك الناصر وناصر بن سيف وأحمد الديني وخليل الزياني ومحمد الفهد وبقية الأسماء الرنانة التي قدمتها حقبة الثمانينات التي كان يطلق عليها حقبة النجوم فقد استعان به فريقا النصر والاتحاد لتمثيلهما في لقاءات حبية وودية.
ظاهرة كروية
لم يكن لاعباً عادياً إنما ظاهرة كروية من الظواهر الفنية التي تجلت في تلك الحقبة بفضل الله ثم ما يمتلكه من مقومات في ميدان المنافسة.. وأمام ذلك تلقى العديد من العروض وأقواها عرض الأهلي عن طريق رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل ورحمه الله وكذلك عرضاً من نادي الاتحاد عن طريق رئيسه الراحل يوسف الطويل (رحمه الله) لكنه فضل البقاء مع ناديه الذي قدمه لساحة النجومية وصنع موهبته.
السلوك أولاً..!!
حظي النجم الكبير كريم المسفر بتقدير كبير من الإدارات التي مرت على تاريخ هذا النادي المخضرم ومنها إدارة الرمز الراحل عبدالله العريض وذلك لعدة اعتبارات منها أخلاقه العالية وكذا انضباطه في الملعب وخارجه فضلاً عن إخلاصه الكبير لشعار الوحدة كقائد للوحدة في لقاءات مختلفة.. يقول النجم الوحداوي الكبير للجزيرة أنه كثيراً ما تستنجد بي إدارة النادي العمل في خلاف بين اللاعبين يقع تحت أي ظرف نظراً لعلاقتي القوية مع جميع اللاعبين هذا فضلاً عن تخصيص التربوي بحكم أنني خريج جامعة أم القرى وأعمل في مهنة التعليم قبل أن أرشح مديرا لثانوية الملك فيصل بمكة.
مواجهات الذهب!
وعن أجمل مباراة لعبها نجم وحدة الثمانينات يقول أنه لقاؤنا الختامي الذي جمع الوحدة مع شقيقه الاتفاق في نهائي كأس الملك عام 1386 هـ وانتهى لصالح فرسان مكة 2 - 0 فقد كانت هذه المواجهة التاريخية ا لتي شهدها ملعب الصائغ بالرياض وبحضور جلالة الملك فيصل (رحمه الله) الأفضل في حياتي الرياضية فقد حزت على إشادة الرياضيين بمختلف الألوان وهذا بلا شك يعتبر مصدر فخر واعتزاز لي.
كما أن نهايته كأس الملك الذي جمع الهلال والاتحاد على 1384 هـ وانتهى هلالياً أيضاً من المواجهات الأجمل في مسيرتي الكروية لأنني عشت أول وأجمل حياتي الرياضية مع الذهب الذي صنعه مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أطال الله عمره).
البعثة كتبت نهايته مع الكرة
استمر في الملاعب حتى عام 1397 هـ حيث قرر التوقف عن الركض وتعليق حذاء النجومية عنوة بعد ابتعاثه للخارج لدراسة الماجستير حيث سافر للولايات المتحدة الأمريكية ومكث هناك سنتين ونصف وبعد عودته أواخر 1399 هـ خاض تجربة جديدة في السلك الإداري حيث رشح عضو مجلس إدارة ومديراً للكرة أربعة أعوام ولا زال قلبه ينبع حباً وعشقاً لهذا الكيان المخضرم رغم ابتعاده جسدياً. لكنه لا يزال يتواصل معه قلباً وقالباً..
ويبقى هذا النجم العملاق علامة بارزة في تاريخ الفرسان كنجم جمع بين المستوى الفني والخلق العالي وغادر الساحة الرياضية وقد ترك اسمه محفوراً في الذاكرة الرياضية.