حين يفتح باب المشكلات العامة فإن لا أحد يستطيع أن يغلقه...
فحديث عن موضوع واحد يستدعي قائمة الموضوعات العديدة...
أمامي إلى جانب موضوع الفئات الخاصة ومعاناتها مع جهات المسؤولية في شأنها، وموضوع البطالة وتيه الشباب وحاجة الأفراد إلى ما يسد حاجات معاشهم من فرص العمل ليضطلع كل فرد بمواجهة أمور حياته ومعاشه, وموضوع تسلط القوَّامين على نسائهم.., والتفلت الأخلاقي في سلوك النشء من الجنسين وظواهره المتفشية في المظهر والتفكير والممارسات اليومية... هناك موضوعات ليست حديثة ولا جديدة ولا طارئة لكنها ذات استمرارية تدعو القراء للمطالبة ببعثها والكتابة عنها في وضح النور منها: مشكلات المناهج التعليمية إذ مع كل ما يبذل في شأن تحديثها وتطويرها لا تزال تعج بما لا يتناسب مع النمو الطردي في خبرات الدارسين ولا توافق حاجاتهم بل لا تغطي جوانب من شأنها أن تقابل حججهم لا سيما في محتوى بعض المقررات كمواد الخط ومضامين الموضوعات المختارة لها أو التوحيد والفقه أو الجغرافيا أو التاريخ... ولا يقف الأمر عند المحتوى بل يتعدى إلى تفاوت الفروق بين من يقومون بتنفيذ هذا المحتوى من المعلمين إذ تخضع أهداف التدريس لتنفيذهم فليكن النظر إلى كيفية تمام ذلك وما الأساليب التي يوصلون بها الخبرات وينفذون بها الأهداف...؟
وتأتي موضوعات أخرى ملحة من بعض القراء كموضوع فرص الترقية وأساليب المدراء في منحها وتمريرها لمن يشاؤون من تحت الطاولات مع ادعاء العدالة وأمانة المعايير وصدق الإشراف..., وهناك موضوعات تلح بعض القارئات العزيزات على الكتابة عنها وهي ما يتعلق بتسلط الرجال في أسرهم على مرتباتهن أو أملاكهن...
وثمة من تطالب بالكتابة عن الهدر من الوقت الذي هجم بسيله على نظام الحياة اليومية لإنسان هذا المجتمع بعد الانفتاح على فضاء الإعلام والفضاء الإلكتروني وما صاحب ذلك من تبدل وتغير في كثير من قناعات الناس ومفاهيمهم عن عديد من قيم الجمال والحرية والصواب والخطأ والمسموح والممنوع...
كما هناك عشرات الموضوعات الملحة...
قبل قليل فرغت من مراجعة جملة كبيرة من رسائل الأعزاء وخرجت بهذه الحصيلة...
هاجسني خاطر ماذا لو تبنت الجريدة فكرة إيجاد فريق عمل يتصدى لهذه الموضوعات بالبحث والاستشارات والغوص في عصب المجتمع وأخذ آراء النماذج ومن ثم حلول ذوي الآراء أو المسؤولين أو المختصين وخلص لنا هذا الفريق بقائمة عمل تزود بها جهات الاختصاص لتتولى القيام بمواجهة المشكلة ومن ثم معالجتها في جهتها؟
لعل أبا بشار يخطو نحو تفعيل الدور الوظيفي لمفهوم المشكلة الاجتماعية وعلاقة الصحيفة الفاعل في مواجهتها.
فالمشكلات التي لا يتصدى لها الإعلام تبقى إما حبيسة السطور أو الصدور أو أرفف المكتبات البحثية أو أدراج المؤسسات المختلفة أو داخل أسوار البيوت وجدران الحجرات فيها...
أما الكتَّاب حين يتناولونها فيبقى الأمر محدوداً في مقال... فمن ذا الذي واصل الكتَّاب بخبر يطمئنهم إلى نتائج إيجابية لما يقولون...؟