القدس - بلال أبو دقة
وجهت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في فلسطين نداءً للحاضرين الإسلامي والعربي لنصرة وإنقاذ المسجد الأقصى قائلة: (أنقذوا القدس قبل الضياع وأنقذوا المسجد الأقصى قبل أن يهدم).. في وقت أكد فيه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين (أن المخططات الإسرائيلية للاستيلاء على القدس وتهويدها تسير بوتيرة متسارعة من خلال مجموعة من المخططات التي صادقت عليها السلطات الإسرائيلية مؤخراً)، حيث شهد الشهر الماضي فقط 80 محاولة اقتحام نفذها المتطرفون تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
هذا وكشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، صباح الأربعاء (13-2)، وبالصور الفوتوغرافية قيام المؤسسة الإسرائيلية بحفر نفق جديد ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى يمتد إلى مسافة 200 متر، يبدأ من أيسر ساحة البراق متجهاً إلى داخل البلدة القديمة ماراً تحت البيوت المقدسية، مؤكدة أن هذا النفق والحفريات الإسرائيلية تشكل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى وتهدد عشرات بيوت أهل القدس في البلدة القديمة بالتهدم والانهيار.
وجاء كشف مؤسسة الأقصى الموثق بالصور بعد رصد متواصل وتوثيق لما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية من حفريات في محيط المسجد الأقصى القريب، مشيرة إلى أن هذا النفق عبارة عن أنفاق عدة متشابكة تحت الأرض، وبعضها يعتبر فراغات أرضية لأبنية إسلامية من العهود الإسلامية المتعاقبة، ويبدأ أحد الأنفاق أيسر ساحة البراق ملاصقاً للجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وبحسب بيان صادر عن مؤسسة الأقصى (حصلت عليه الجزيرة) تتم عملية الحفر بشكل سريع يرافقها إخراج كميات كبيرة من الأتربة، ويتجه هذا النفق باتجاه الشمال إلى داخل البلدة القديمة ويمر من تحت عشرات البيوت المقدسية ويصل إلى منطقة شارع الواد (حي حمام العين)، حيث توجد منطقة حفرية كشفت عنها المؤسسة قبل أكثر من عام تحت منطقة حمام العين، إذ تقوم المؤسسة الإسرائيلية ببناء كنيس يهودي على بعد50 متراً عن الأقصى.
وجاء في بيان مؤسسة الأقصى الجديد في هذا الموضوع هو تعميق الحفريات وتوجيهها نحو باب السلسلة، خصوصاً وأنه ترددت أنباء عن وصول هذه الحفريات إلى ما تحت المدرسة الشرعية داخل حدود المسجد الأقصى بالقرب من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، حيث تتجه الحفريات عكسياً من منطقة (حمام العين) جنوباً نحو ساحة (البراق) لربط طرفي النفق وإيصال ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة بالكنيس اليهودي عند حمام العين.
وأكد شهود عيان لمؤسسة الأقصى خلال زياراتها المتكررة إلى منطقة البراق وشارع الوادي في منطقة حمام العين أن الحفريات تجري بشكل متسارع يتم خلالها إخراج كميات كبيرة من الأتربة، وتحاول المؤسسة الإسرائيلية التستر على هذه الحفريات.
واعتبرت مؤسسة الأقصى في بيانها أن هذه الحفريات تشكل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى من حيث قربها وعمقها وملاصقتها للمسجد الأقصى، ناهيك عن أن هناك أبواباً مغلقة وسواتر تحجب رؤية حفريات إضافية تقوم المؤسسة الإسرائيلية بتنفيذها ويتعذر حتى الآن الكشف عنها.
وأكدت مؤسسة الأقصى أن هذه الحفريات تهدد عشرات بيوت المقدسيين بالتهدم والانهيار، حيث اشتكى العشرات من أهل القدس من تصدعات شديدة في بيوتهم، مشيرة إلى أن حفر هذا النفق الجديد لا يقل خطورة عن نفق البراق أو ما اصطلح على تسميته نفق الجدار الغربي والذي افتتحه رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو عام 1996م.