يبدو أن علم التاريخ سيتحول إلى علم تجريبي، ولم يعد إشارات ورموزاً وشخوصاً سادت ثم بادت.
** بات بالإمكان تجاوز التجريد في دراسة الحروب الصليبية، وعدم الاكتفاء بالسرد في سقوط المشروعات النهضوية، وأصبح أولادنا قادرين على تخيل هولاكو وجنكيز وابن العلقمي وأبي لؤلؤة المجوسي، ولم تصبح فارس والروم والتتر والمغول حكايات تروى بل وقائع تشاهد.
** قدر الأجيال العربية الحالية أن تعيش كل الأزمنة، وتسافر في جميع الأمكنة، وترى رايات النصر على ضفافٍ لا تملكها، وتعاقر الانكسار والحصار، ويصفق بعضها لكسرى وبعضُها لقيصر.
** وقدر الأجيال التي لم تعش حروب الردة، ومرحلة الفتنة، وظهور الخوارج، وثورات الزنج والقرامطة، ومحنة الخلق، وتجذر الفرق، واغتصاب فلسطين، أن تعايشها في اليقظة وفي المنام، ولم تعد بحاجة إلى استعادة (ابن هشام والطبري وابن الأثير والبغدادي والجبرتي) ومن جاء خلفاً لهم، فلا شيء يعيد نفسه إلا الإنسان غير السوي والتأريخ العربي.
** وقدر الأجيال أن تفقد رؤيتها بعدما أبصرت هزيمتها، وكانت تتكئ على الحلم فأضحت غارقة في الوهم، وتطلعت إلى التحررّ فإذا هي تستنسخ التقهقر.
** وقدر الأجيال أن تجد قضاياها مشخصنةً في نزاعات أفراد ومذاهب وتيارات تتخاصمُ حول الكراسي حتى تؤمن أن لا شأن لها إن تصالح الأعداء وتحارب الأصدقاء.
* النسخة أرادأ من الأصل..!
ibrturkia@hotmail.com