هذه القصيدة قالها نومان السريحي البجيدي العنزي بعد أن أصابه مرض الجدري وأشرف على الهلاك، فقال يوصي أخاه ويذكر زوال الدنيا: |
يالله يا رحمن يا خالق البشر |
يا عالم بالغيب يا ستّار |
يارب يا معبود يا مجزل العطا |
تلطف بعبدك حاير ومحتار |
لابد ما تجرى الجواري على الفتى |
ويصبر لحكم الوالي الجبار |
يقول نومان السريحي مثايل |
يشدن لنوار الزهر يأذار |
أن كان جن من بسرة القلب وأوكبن |
سيل تحدّر من ركية غار |
وخلاف ذا يا راكب فوق هوجا |
ما لافتت خلف الضعن لحوار |
عوصا هميمه من هجاجيج ضمّر |
عن الهجن مسيرها مشوار |
ان جن حفايا من بعيد المناحي |
وشافوا لهم بيت سوات الطار |
يلفن لقرم ناقل هم أهلهن |
عشير ضيفه منوت الخطار |
أول ما يبدي لهم زين النبا |
وفنجال بن مروك ببهار |
ومن بعده من ميسور زاده يحط لهم |
مع التهلي يبدي الأعذار |
ياخوي أبي أوصيك واحفظ وصاتي |
خلك لضيفك خادم وميمار |
الضيف اليمنه لفالك ذمي |
واليامشى من حسبت الشعار |
ولا خير باللي ما يحشم خويه |
ولا خير باللي ما يعز الجار |
والكل منهم ضارب له نيه |
ولابد ايسولف ما جرى وما صار |
ولا تعاشر الهلاق قليل القدا |
أما يدمح بك ولا تكسب عار |
ولا ترافق المثبور ردى الشوفه |
بالوجه مراه وبالقفا عقّار |
ولا ترافق البخيل قليل الصخا |
ترى ما ينفع لو زمانك جار |
ولا تطلب الصخي والبخيل عندك |
يحكي لنفسه وأنت مالك كار |
أن كان جده دون جدك خطوه |
يحدك عنه حد الجمل بهجار |
هبيت يا رجل تقر وتنكر |
لو تدعي بالفهم ترك حمار |
الياعاد عدو الكذب عند المقابل |
كانه حصل بالصافتين أنكار |
يا قانص بالبوم تراك خاسر |
عليك بالحريا تايه الأبصار |
البوم بوم ويأرث البوم مثله |
والحر حر ويجذبه حرار |
يا شمعة الصبيان لا تأمن القدر |
ولا عامر إلا يقتفيه دمار |
دنياك ما دامت لحي يمشي |
لو هرفت لك حبلها جرار |
كم واحد ضحكت له ثم خانته |
وعقب الطرب تجرى عليه أمرار |
دنيا كفانا الله من شر جورها |
شفنا بها من الخير والاشرار |
كنت أعفا من شردّ الصيد بالفلا |
واليوم جسمي بالمرض منهار |
اقفوا وخلوني خلاوي بصيره |
وحطوا هميد الرمث تقل أجدار |
جودي وزهابي وثنوا رحولي |
وأرجي الكريم الواحد القهار |
والحمد لله يوم ربي فزع لي |
الكيف طاب وزالت الأخطار |
وصلوا على خير البرايا محمد |
أعداد ما هلّت حقوق أمطار |
مشعل الجبوري |
|