هناك كتابة على مرآة السائق بسيارتي لم أكن أدقق بها أو أقرأها جيداً؛ إلا أنني وأثناء ذهابي في الطريق إلى الجريدة دققت النظر فيها فوجدتها تقول (الصورة في المرآة غير حقيقية) فانطبقت تلك الجملة على ما كان يدور بذهني هذه الأيام من أن الصورة التي قدم بها برنامج (شاعر المليون) هي غير حقيقية وليست خدمة للشعر والتراث، وجميع من يمسك بحبال ذلك البرنامج من ممول وصاحب فكرة أو مديرة ولجنة وجمهور شبابي هم بعيدون كل البعد عن الشعر، وليسوا من أصحابه الحقيقين ولا يملكون التجربة الكافية التي تعادل هذه الهالة أو ربما (الفقَّاعة) كما هي حال الأسهم التي سوف تثمر قليلاً من الزبدة بعد اكتشاف حجمها الحقيقي والهدف من ذلك البرنامج هو كهدف القنوات الفضائية من الحصول على مشاهدين ورسائل ذات جدوى ومردود جيد من الذين تنطلي عليهم تلك الخدع وهم كثر. |
وربما كانت تلك الرسائل ومهما زاد عددها لا تعطي نسبة مهمة للشاعر من قبل اللجنة وربما إيماءة من ممول البرنامج بشفاعة أو همسة من مديرته تعادل ملايين الرسائل لمن يحظى بودهم. |
وأخيراً.. أتساءل كما يتساءل غيري: لماذا أغلب المشاركين من الشعراء والجمهور سعوديون؟ وهل هم متطفلون على موائد الجيران، ولماذا لا يتم احتضانهم و إلهائهم ولو ببرامج مماثلة؟ |
لأن هذه البلاد هي منبع الأدب والشعر. |
نعم، هل الشعراء المشاركون في العام الماضي وهذا العام هم شعراء مناطقهم أو قبائلهم الوحيدون؟ |
والجواب معروف للجميع.. وهو أن جميع تلك القبائل لديها شعراء وأدباء ومؤلفون ومؤرخون عمر تجاربهم يزيد كثيراً عن أعمار هؤلاء الشعراء. |
|
شعر كما اللي ناضج مال بعذوق |
لو طال وقته ما ذكر به خياسه |
الذ واحلا من لبن شمخ النوق |
تحت الحليب وفوق رغوه بطاسه |
من شاعر ما جمع الشعر مسروق |
قوافي عبر بها من احساسه |
|