إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم المعلق الرياضي «نبيل نقشبندي» فماذا قال..
السلطة الرابعة
* على الرغم من عملك في المجال الطبي صيدلياً إلا أنك مارست التعليق كهاو ثم احترفته كمهنة، كيف جمعت ثم وازنت بين الأمرين؟
- الحمد لله. لقد أكرمني الله في البداية باقتناع لجنة المعلقين بموهبتي وإعطائي الفرصة في أكثر من مناسبة وكان ذلك أيضاً بمعرفة من مديري المباشر في العمل بشركة الدواء التي أعمل فيها، ولم يكن لديه مانع، بل كان مشجعاً كبيراً لي ويطلب مني تصحيح بعض الأمور في تعليقي.
* ما أول مباراة علقت عليها؟ وما أبرز إنجازاتك الشخصية في مجال التعليق؟
- كانت أول مباراة أعلق عليها في موسم 96 بين فريقي الشباب والاتفاق بالرياض في مسابقة كأس سمو ولي العهد وكسبها الشباب. وأبرز محطاتي التعليقية كانت مشاركتي في كأس العالم 98 بفرنسا و2006 في ألمانيا، وكذلك في الأولمبياد عامي2000 في سيدني و2004 في أثينا. ولعلي أذكر معلومة بخصوص مشواري كمعلق؛ فأنا المعلق السعودي الوحيد الذي علق ب(التشفير) منذ بدياتي قبل 12 عاماً، حيث بدأت مع أوربت في تشفير الدوري السعودي، ثم مع art الآن في النقل الحصري أو المشفر لمسابقات الكرة السعودية.
* تتميز بشخصية مستقلة في التعليق؛ فبمن تأثرت؟ وكيف أصبحت تعزف منفرداً بعيداً عن التقليد كغيرك؟
- تأثرت كثيراً بشخصية علي داوود في التعليق، وببساطة وطريقة وأسلوب زاهد قدسي في الوصف التعليقي، إضافة إلى قوة مفردات وتعابير يوسف سيف، والحمد لله كنت عازماً على تكوين شخصية مستقلة لي في التعليق، وجاءت الفرصة في كأس العالم 98 حيث تمكنت - بعون الله - من فرض شخصيتي كاملة على ثماني مباريات في ذلك المونديال مع مجموعة من أفضل المعلقين في العالم العربي في ذلك الوقت عبر اتحاد إذاعات الدول العربية.
* في أوربت زاملت المخضرم خالد الحربان ويوسف سيف، وفي art زاملت الخبيرين عصام الشوالي ورؤوف خليف فماذا استفدت منهم؟
- جميل أن تتعامل مع النجوم كزميل، وعملي في أوربت وضعني مع الأفضل واستفدت منهم الكثير مثل الالتزام واحترام المنافس والتشجيع المستمر، إنها فترة ذهبية في تاريخي التعليقي. أما في art فخبرتي لمدة 12 سنة في التعليق تساوي الزملاء عصام الشوالي ورؤوف خليف مع عدم التقليل من أنني استفدت منهما جداً في تنوع الثقافة التعليقية واحترام المشاهد والتبادل بيننا في المعلومات والود الموصول دائماً يعطيني الثقة وهم معلقون كبار أتمنى أن أكون من خلال وجودي معهم كأسرة واحدة أن يستفيدوا أيضاً من وجودي في القناة.
* عندما سألت عميد المعلقين السعوديين محمد رمضان عمن يعجبه من المعلقين حالياً، أجابني: رجاء الله السلمي وعبدالله الحربي، فهل يغضبك هذا الرأي ولا سيما أنه صدر عن خبير؟
- هذا رأي لا يغضبني أبداً على الرغم من أن رجاء الله متفرغ للتقديم منذ عامين تقريباً.
* كنت مديراً مسؤولاً في أوربت إلى جانب ممارستك التعليق، ثم تحولت إلى art كمعلق بعيداً عن المسؤولية، فما الفرق بين إدارتك وإدارتهم الحالية من حيث التقنية والمهنية؟
- في البداية وجودي في art كمعلق فقط كان بطلب مني، ولا أنظر إلى أي مسؤوليات أخرى غير التعليق، فأنا أود التركيز على تعليقي وأدائي لأنه هو رأس مالي في الإعلام الرياضي. أما عن الفرق بين الإدارتين فمن الصعب المقارنة فهناك عدد كبير من المباريات في art وعقد الحصرية نفسه مختلف عن الأوربت وart ولكن لأنك مصرّ على الناحيتين التقنية والمهنية، فالفنية في art أكثر بخمسة أضعاف من الأوربت وذلك بعدد عربات النقل وعدد العاملين وعدد البرامج مهما كان تقييمها؛ لأن ذلك أمر آخر. ومن الناحية المهنية فقد قدمت - ولله الحمد - في العقد السابق للدوري بشهادة الجميع بمهنية كبيرة وناجحة - بتوفيق الله -، وكان الجميع في حالة رضا تام عما يحدث في الإدارة والمباريات. في المقابل فإن العقد الحالي به عدد يفوق ما تم نقله في العقد السابق على الأقل أربعة أضعاف للموسم الواحد؛ لذلك فالمقارنة تعد صعبة في المهنية. وعموماً على الصعيد الشخصي كل الأمور قابلة للتفاهم والمناقشة وهي تسير بشكل ممتاز.
* نلحظ في art غيابك أو تغيّبك عن أهم المباريات التنافسية والجماهيرية مثل ديربي الهلال والنصر، إلى جانب عدم ظهورك في إعلانات القناة الرياضية للشبكة، فهل أصبحت تعاني تهميشاً أم تجاهلاً أم ظلماً أم كل هذه الثلاثة؟
- بالنسبة إلى توزيع المباريات في art له مواصفات معينة وطريقة خاصة معمول بها من الإنتاج للكرة السعودية، وهناك طريقة أخرى معمول بها من إنتاج المسابقات الأخرى من إدارة دبي، وأنا أعمل هنا وهناك؛ وبالتالي قد يفوتني بعض الأحداث المهمة في السعودية وكذلك المباريات الأخرى في البطولات الأخرى. وحول سؤالك إذا أصبحت أعاني التهميش أم التجاهل فأنا أعتقد أن هذا السؤال يجب توجيهه إلى إدارة القناة المسؤولة عن التوزيع، فأنا أستمتع بكل مباراة أقوم بالتعليق عليها؛ لأنني نجم المباراة، ولأنني أعطيها حقها من الاهتمام والتحضير، وخبرتي - ولله الحمد - تكفي لتسيير أي مباراة مع تعلمي من مباراة إلى مباراة، والله لن يخذلني عند اجتهادي. أما مسألة الظلم فهو شيء عظيم ويعتمد على نية الإنسان. وعموما كلمتي الدائمة هي: حسبنا الله ونعم الوكيل، والله يعطي كل شخص على قدر نيته.
وباختصار رداً على الشطر الأخير من سؤالك فالحمد لله أنني في هذا العمر أعرف تماماً مكانتي في العالم العربي حتى قبل قدومي إلى أوربت أو art والخبرات في كل مكان مختلفة ومفيدة، وإن شاء الله تاريخي لن تؤثر فيه مباراة أو اثنتان من المباريات الكبرى؛ فالمهم هو الإحساس بأداء الواجب والعمل بأمانة إرضاءً لله - عزَّ وجلَّ - أولاً قبل كل شيء؛ وبالتالي لن يكون إحساسي تهميشاً أو تجاهلاً أو ظلماً على مدى أو على انفراد.
* تحول المعلقون للعمل تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالقناة الرياضية، عقب مرحلة لجنة المعلقين بالإعلام والنشر، كيف ترى هذا التحول؟ وهل جاء في وقته المناسب أم أنه تأخر كثيراً؟
- أولاً لجنة المعلقين يجب - في رأيي - أن يرأسها معلق رياضي، ولكن بعد وفاة الأستاذ زاهد قدسي - رحمه الله - لم يكن هناك من يرأس اللجنة. وعموماً أرى أنه لم يكن هناك داع إلى التحول من الرئاسة إلى وزارة الثقافة والإعلام؛ فالمطلوب هو فقط التطوير وإجراء الدورات المتتالية للمعلق وتقييم المعلقين وتصنيفهم وغير ذلك، ولكن إذا ما تم هذا من وزارة الثقافة والإعلام فأهلاً وسهلاً بذلك.
* يطالب المعلق ناصر الأحمد بتقليص عدد المعلقين إلى الثلث، بينما يؤكد المعلق محمد البكر أن كثرة عدد المعلقين أضرت بمستوى وتطور التعليق السعودي.. فما رأيك؟
- أنا من رأيي أولاً تقييم المعلقين وتصنيفهم ثم تقليص من لا يستطيع التطوير والاستمرار على وتيرة التقدم.
* يقول المعلق الإماراتي عامر عبدالله: (رغم تطور وإنجازات الكرة السعودية إلا أنها لم تنجب معلقين بنفس مستواها المتألق).. ما تعليقك؟
- أنا تعرفت على عامر عبدالله عن طريق الإعلام السعودي وهذا الكلام إذا صرح به عامر فهو مردود عليه؛ فالمعلقون السعوديون أكثر وأشهر من الإماراتيين ولكن الدعم الإعلامي السعودي - للأسف - لا يطرب المعلق السعودي الذي فيه من نفتخر بهم وبعدد أكبر حتى من معلقي أكثر من دولة.
* يقول الكاتب أحمد الرشيد إن مشكلة معلقينا أنهم يعتمدون الصراخ أسلوباً لهم أكثر من تقديمهم المعلومة المفيدة.. فما تعليقك؟
- التعميم مرفوض في هذه المقولة؛ فعدد من المعلقين لدينا من أنصار مدرسة المعلومات والسرد التاريخي وهي عبارة عن مدارس متعددة ومعلقونا ينتمون إلى جميع المدارس التعليقية.
* تجربة أن يعلق على مباراة واحدة أكثر من معلق هل تفيد المتلقي أم أنها تحد من شعبية ومتابعي المعلق؟
- للمعلومية فأنا أول من قام بهذه الفكرة ونفذها في السعودية، وكان ذلك في موسم 2003 في نهائي كأس سمو ولي العهد بين الهلال والأهلي حيث قمت أيضاً بالتعليق عليها بوجود الكابتن يوسف سيف كمحلل في المباراة وناصر الأحمد المعلق الآخر. هي تجربة ممتازة وفريدة من نوعها وتفيد المتلقي؛ لأنها توافق كل الأذواق.
* ماذا تقول لهؤلاء:
* محيي الدين صالح كامل:
- الله يعطيك العافية ونبغاك تعطينا انتباهاً أكثر في قنوات الرياضة على الرغم من مشاغلك المتعددة.
* غازي صدقة:
- ابنك محمد يسير على خطاك.
* بلال العطار:
- أنت شخص متجدد وتستحق أن تدير جميع المهام المنوطة بك.
* عبدالله العضيبي:
- خبرة كمذيع ميداني ومحترف حقيقي.
* عبدالله الحربي:
- أنت معلق متميز واصل، وتمنياتي لك بالتوفيق.
* كلمة أخيرة؟
- مع الشكر والتقدير ل(الجزيرة) ولك يا سامي، وصدقني لن أنسى أنك عشت معي لحظات أصعب موقف في حياتي يوم وفاة والدي رحمه الله.
بطاقة الضيف
- نبيل خالد نقشبندي.
- 37 عاماً.
- متزوج ولديّ من الأبناء ثلاثة: ولد وبنتان.
- بكالوريوس صيدلة من جامعة الملك سعود.