في حقبة من أيام الأزمنة السحيقة، نسج الخيال الإنساني قصة أحد الولاة، والتي دارت تفاصيلها حول رحلة مقناص، كان لها ما بعدها من أحداث وتداعيات. المقناص كان لصيد الأرانب، وربما الحبارى!! وكان برفقة الوالي عدد كبير من أخويائه وأعيان ولايته، وكان الجميع متمتعين بأجواء المطر ( وربيع الحيا) التي سادت الرحلة. |
يقول الرواة إن رحلة المقناص استمرت شهوراً عديدة، وفي أحد أيامها، وبينما الوالي يمارس القنص والمطاردة، إذا به يتعرض لسهم كان في طريقه إلى حشا طريدة من الريم، فإذا به يضل طريقه وينغرس في منتصف أصبع الوالي. |
المصيبة أن السهم الطائش كان قد أنطلق من أحد أخوياء الوالي، وقبل أن يستدرك القوم تفاصيل ما جرى، اكتشف الجميع أن السهم قد بتر الأصبع، فاستشاط الوالي الجريح غضباً من الحادثة، وبات الجميع ليلتهم وسط همسات تشير إلى أن فدية الأصبع ستكون رأس الخوي صاحب الحظ التعيس!. |
عندما جاء الصباح، أمر الوالي الذي لم ينم ليلته من الألم بترحيل الخوي، حيث وجه بسجن الرجل في عاصمة الولاية حتى انتهاء المقناص، وبالفعل تم ترحيل الرجل وسجنه سجناً انفرادياً في العاصمة، لينتظر مصيره الذي سيتحدد بشكل نهائي عقب عودة الوالي من رحلة القنص. |
مرت عدة أسابيع على الحادثة، وشفي الوالي من الجرح، فقرر العودة مع مرافقيه إلى حاضرتهم، والنظر في أمر الخوي الذي طاش سهمه. |
تقول القصة إن مفاجأة كانت في انتظار الوالي وهو في طريق العودة من المقناص، حيث فاجأته قافلة من قاطعي الطريق المزودين بمختلف أنواع الأسلحة، وكان هؤلاء المارقون من معتنقي ديانات الضلال والشرك، فقرروا - وقد أسروا الوالي ورجاله- أن يقدموا الوالي قرباناً لآلهتهم المزعومة، وأن يطلقوا سراح البقية وبالفعل تم تحديد يوم لتقديم القربان، وجاء الناس لمشاهدة الحدث الكبير في ذلك اليوم المشهود. |
وقف الوالي في المنصة المخصصة لذبح القرابين، وبينما كان الجلاد يستعد لقطع رأسه، إذا بأحد الرهبان يصيح منادياً بإيقاف التنفيذ. |
المفاجأة كانت كبيرة، وارتبك الناس من الأمر المفاجئ، والتفتوا جميعاً إلى ما يقول الراهب الذي كان واقفاً قرب الوالي، فوجدوه يشير إلى أصبع الرجل، ويقول بصوت عال إن آلهتهم (المزعومة) لن تقبل القربان البشري ما دام مبتور الأصبع، وأن تعاليمهم تقول إن القربان البشري لا بد أن يكون سليم الأعضاء وخصوصا أصابع اليدين. |
هنا سارع الحراس بإنزال الوالي من منصة القرابين، وفكوا وثاقه، ثم أطلقوا سراحه فوراً، وجميعهم يرددون: إنه مبتور الأصبع، إنه مبتور الأصبع!. |
وهكذا وجد الوالي نفسه طليقاً، حيث نجا من الموت بسبب بتر أصبعه، ليعرف كيف تكون الآلام والمصائب نعمة على أصحابها، وليدرك أن كثيراً من الأشياء التي نكرهها قد يكون فيها خلاصنا من مصائب جمة. |
عاد الوالي عقب ذلك إلى ولايته، فاستقبله ربعه استقبال الأبطال، وبعد دخوله القصر كان أول قرار له إطلاق سراح (خويه) الذي أصابه بالسهم، وكافأه مكافأة كبرى، وأعاد تقريبه إليه بأكثر مما كان من قبل. |
إنها قصة من الخيال الإنساني الذي لا يعرف حدوداً لفضاءاته، فما أكثر العبر والعظات فيها، وما أعظم الدروس المستفادة منها. |
|
بدر الفروسية أضاء (الجزيرة) بإشادته الوضاحة، وسكب نوره البهي كبدر 15 وهو يشيد بما كتبناه عقب فوز سويد وهو يطيح بعمالقة المستورد. |
وعندما تأتي الإشادة من رمز في قامة البدر، بدر بن عبدالعزيز، وتكون الجزيرة محوراً لتلك الإشادة، فإن ذلك سيكون الدافع الأكبر لبذل المزيد. |
لقد أوقدت فينا شمعة الحماسة أيها البدر، واضأت سماءنا بنورك الأخاذ، ونعدك بأننا سنهتدي دوما بتلك الإضاءة التي تكرمت بها علينا، وسنظل حريصين دوماً على مواصلة السير في دروب النجاح بكل عزم وإصرار. |
* يدهشني ما يتمتع به من صدق وعزم، وانظر بإعجاب كبير لما يتمتع به من قلب ناصع وفكر ثاقب وقدرة على استقراء الأحداث وتوقع تفاصيلها. |
إنه فيصل بن عبدالله بن محمد (مؤسس اتحاد الفروسية) ، ذلك الرجل الفارس الذي تعلمت منه الكثير في بداياتي الصحفية، والذي سيأتي يوم - إن شاء الله - لأتحدث عنه بكل فخر واعتزاز. |
* لكل من هنأني بسلامة الوالد وعلى رأسهم الفريق تواضع وحب متعب بن عبدالله أقول دائماً هم النبلاء كالمعدن الأصيل لا يتغيرون مع تسارع الأيام والسنين. |
|
ما نيب من يتبع المقفين وينادي |
يا عنك لا أقفيت ما عيني بملتفته |
|