أن تصدق فتنجو؟... أو أن تكذب فتهلك...؟
فمن يكذب يدلس على الحقيقة ويمهد للغش ويعين على التجاوز ويبرر للظلم...
فالكذب مشرط يفصل بين النور والظلام... وبين العبور والحبس...
فالصادقون جادون...وجدية الصدق لا تُرضي الحاقدين...إذ إن الكذب إناء للحقد...
ومن يكذب لا يتورع عن ظلم الآخرين بدافع الحقد عليهم إذ هو بكذبه يسلبهم نجاحهم ويسنده لغيرهم، ففي مجال العمل يعيد نجاح الناجح إما لمجاملة رئيسه له أو لصفات سالبة يوسمه بها وهي ليست فيه...
ومن يكذب قياساً على هذا في جميع مجالات الحياة يفعل مع كُلِّ مَنْ يتميز عنه ولو كان أطول منه شبراً أو أزود منه شحماً...
أما الصادق فلا يدعي عملاً لم يؤده... ولا يتقبل ثمناً لا يستحقه... ولا يسعى لمقام لا يؤهله له قدره من المعرفة أو المواهب أو السمات... كما لا يضيره طول ولا شحم...
***
أن تحب فتعطي...أو أن تكره فتحجم...؟
والحب أمان من موبقات النفس وأمراضها... والحب ما بدأ بالله فإنه السكينة للقضاء والطمأنينة بالرزق ما وافق القضاء حاجة المرء أو خالفها, والطمأنينة ما قابل الأمر هوى النفس أو اختلف عنه...
والحب تكافل ما تفاوتت حاجات الناس, وتضحية ما زادت رغبات النفوس... وإيثار ما اختلفت قدرات البشر... الحب ألفة الفقير للغنى, والكبير للصغير... وكسر حواجز الرفعة والعلو والغنى والمرض...,
الحب عطاء حتى مع الحاجة, ومنح ولو مع الخصاصة... وتجاوز ولو مع التجاوز... وصفح مع الخطأ والظلم بل الاعتداء...
فما خلَّف الحب إلا ندماً في نفوس المرضى والمتجاوزين والظالمين والمعتدين والمؤثرين وذوي الأهواء...
فالمحب وضيء الروح... عبق النفس... حليم اللسان... نقي الجنان...
فما عمَّر حُبٌّ أجمل من حب الله قلباً إلا أضاءه بألفة شفيفة... ترى الآخرين ببصيرتها قبل بصرها....
فيما ما عمَّر الكرهُ قلباً إلا طمسه...وعثَّر بصر صاحبه فأهوى به في مدارك الزلات في حق ربه... فحق غيره....ومن ثمَّ في حق نفسه...
***
فأي التجارتين..؟
صدق وحب...؟
أم كذب وكره...؟
***
ما تريد ؟...
سلاماً تكون على الدنيا ومن فيها..؟
أم ناراً...؟
***
فاللهم اجعلنا برداً وسلاماً على الدنيا ومَنْ فيها...
كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم...
***
اللهم ونجنا بتجارة رابحة...