أجرى اللقاء - محمد السياط
للغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الجوف تطلعات وآمال.. رؤى وطموحات وهي المعنية بشكل كبير بنشاط وارتقاء حركة الاستثمار بالمنطقة نظرا للأهمية الكبيرة لهذه الحركة التي ستسهم وبشكل بالغ الأثر في نهوض المنطقة من الناحية الاقتصادية مما يدفع بعجلة التنمية نحو تحقيق المزيد من الآمال والطموحات.
وحيث نشط الجانب الاقتصادي في منطقة الجوف في الآونة الأخيرة بشكل يدعو للتفاؤل بمستقبل اقتصادي أكثر إشراقا لذا كان لا بد لنا أن نستضيف مزيد بن سليمان المزيد أمين عام الغرفة التجارية بمنطقة الجوف في هذا اللقاء وقد أجاب على تساؤلاتنا بهذا الصدد على النحو الآتي:
*ما هي الموارد الطبيعية والمقومات الاستثمارية في منطقة الجوف؟
- تزخر الجوف بالعديد من الموارد الطبيعية والمقومات الاستثمارية وتتوفر بها كميات كبيرة من الخامات الطبيعية التي يمكن استخدامها كمواد أولية في عدد من الصناعامن الدول الغربية، وتعتبر بوابة المملكة على قارة أوروبا بالإضافة إلى أنها منطقة حدودية مما يسهل قنوات الاتصال والتسويق أيضا بها الكثير من المواقع الأثرية التاريخية المهمة. كما تعتبر منطقة الجوف من أهم المناطق الزراعية بالمملكة وذلك نظرا لتوفر مساحات واسعة من التربة الخصبة وتوافر المياه العذبة ومناخ مناسب لإنتاج المحاصيل المختلفة.
* وما هي رؤيتكم لمستقبل منطقة الجوف بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين؟
ننظر كما ينظر غيرنا من مواطني منطقة الجوف لزيارة مولاي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بالكثير من الثقة والأمل والتفاؤل.. فالجوف كما ذكرت آنفاً مشبعة بمواردها الطبيعية الهائلة التي لم تستغل بعد. ومعروف عنه -حفظه الله- أينما حل تسبقه أياديه البيضاء ولمساته الكريمة وتوجيهاته البناءة التي تنعكس بالخير على حياة المواطنين.. يضع حجر الزاوية للكثير من المشاريع، ويدشن غيرها.. يستنهض الهمم بسواعد أبنائه.. وفي يقيني أن هذه الزيارة قد جسدت الكثير من آمال وطموحات مواطني المنطقة إلى واقع ملموس الكريمة - يحفظه الله- برصد مبالغ لا يستهان بها لإنشاء مشروعات تنموية شملت كافة المرافق الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والتعليمية والصحية وغيرها.. كما غطت تلك المشاريع جميع أرجاء المنطقة، مدنها وقراها وهجرها، بهدف تحقيق التنمية المتوازنة وتعميم الفائدة وتوفير الخدمات الضرورية لكل مواطن في مكان إقامته أينما كانت.
* كيف تنظر لأهمية طريق الجوف - حائل وخط سكة الحديد؟
- من المعلوم أن أي نهضة اقتصادية تغفل الاهتمام بالبنية الأساسية وأهم عواملها الطرق والمواصلات، لن يحالفها التوفيق وسيكون مصيرها الفشل.. فالطرق هي القنوات الرئيسية للتسويق وهي الشريان الذي يغذي كافة المشاريع الاقتصادية والاجتماعية.. ونظرا لبعد الجوف جغرافيا عن بقية مناطق المملكة فسيكون لهذين المشروعين أثر بالغ في مسيرة التنمية بمنطقة الجوف.
* هل عملتم على استقطاب رجال أعمال من خارج المنطقة؟
- تقوم الغرفة من خلال كافة القنوات المتاحة بالتعريف بهذه المنطقة الحبيبة وما يتوفر بها من خامات ومقومات استثمارية بغرض جذب رؤوس الأموال والمستثمرين من خارج المنطقة.. وفي هذا الصدد فقد قدمنا دعوات مباشرة لأكثر من 200 جهة من رجال الأعمال المرموقين من خارج المنطقة لفتح نافذة على هذه المنطقة ونقل بعض نشاطاتهم إليها.. وقد تلقينا عدداً من الردود الإيجابية والواعدة.
* كيف ترى الدور الذي يقوم به رجال الأعمال بالمنطقة تجاه الجوف؟
- رجال منطقة الجوف معروفون بغيرتهم وحبهم لمنطقتهم.. وقد قدموا الكثير لهذه المنطقة وذلك في حدود إمكاناتهم.. فقط نأخذ عليهم أن أنشطتهم متشابهة في الكثير من الأحيان وتفتقر للجرأة على اقتحام أبواب جديدة.. ففي هذا العصر، عصر السرعة والمعلومة الجاهزة ليس هنالك مجهول..
* ما هي أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة لرجال الأعمال؟
- هناك الكثير من الفرص السانحة للاستثمار بالمنطقة ومن أهمها استغلال ثرواتها الزراعية الهائلة في التصنيع الغذائي.. فتكامل القطاعين الزراعي والصناعي ستنتج عنه الكثير من المشروعات التنموية كمصانع إنتاج زيت الزيتون، المخللات، تعليب الخضر والفواكه، صناعة سميد ودقيق البطاطس، خلطات الكيك الجافة والجاهزة، أصابع البطاطس، عليقة علف الحيوانات من مخلفات الزراعية، الأعلاف المركزة للحيوانات.. هذا فضلا عن الصناعات الأخرى كصناعة الملح، دباغة الجلود وتجهيزها لصناعة المنتجات الجلدية، خيوط وغزل الصوف الطبيعي والمخلوط، صناعة العبوات الزجاجية لتعبئة منتجات بعض السلع الغذائية والكثير غيرها.
* ماذا عن المشروع السياحي المرتقب لبحيرة دومة الجندل؟
- تعتبر بحيرة دومة الجندل من المواقع السياحية التي قل أن نجد مثيلا لها في المناطق الأخرى.. ومنطقة الجوف بشكل عام تفتقر للأماكن الترويحية والمنتزهات التي تحتاجها الأسر لقضاء أوقات فراغها.. وكان بالإمكان أن تكون البحيرة رئة ومتنفسا لتلك الأسر لو وجدت العناية الكافية.. وحسب علمي فإن القائمين على أمر السياحة بهذه المنطقة لم تفت على فطنتهم أهمية هذه البحيرة، وقد امتدت إليها يد الاستعداد بالفعل وبإذن الله لن تتوقف حتى يكتمل المشروع وسيرى النور قريبا.
* كيف تقيم تجربتكم كثالث غرفة تجارية بالمملكة تعمل بنظام التصديق الإلكتروني؟
- بعد توفيق الله عز وجل فقد أصبحت غرفة الجوف من أوائل غرف المملكة التي حصلت على امتياز التصديق الإلكتروني.. وهذه الخاصية تخدم رجل الأعمال كثيراً وتمكنه من التصديق على أي وثيقة من أي مكان في العالم وبطريقة آمنة يصعب معها التزوير أو التلاعب في الأوراق، مما يوفر على رجل الأعمال الكثير من الوقت والجهد.
وبمناسبة التصديق على الوثائق، قد يفوت على بعض رجال الأعمال تجديد اشتراكاتهم بالغرفة في الوقت المحدد إما لانشغالهم بتصريف أعمالهم التجارية أو لأي أسباب أخرى.. وقد تكون لديهم أوراق ومستندات عاجلة ولا بد من تصديقها من الغرفة، والتصديق يستلزم التجديد، مما يجعل البعض يتهمون الغرفة بالتشدد وعدم التعاون.. ولتوضيح هذا الأمر ولدفع ذلك الهجوم أود توضيح الآتي:
* ما هي الثوابت التي تحرصون عليها في الغرفة التجارية ولا تحيدون عنها؟
- هدفنا وغايتنا خدمة رجل الأعمال ورعاية مصالحه والعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجهه، وليس العكس.
- لا نستهدف ربحاً ولا نبحث عن جباية، وما يؤخذ من رجل الأعمال يرد إليه بطريقة أو بأخرى ويوظف لخدمته.. فرجل الأعمال هو الهدف والغاية، وهو في ذات الوقت الوسيلة لتحقيق ذلك الهدف وتلك الغاية.
- التعامل مع مراجعي الغرفة يتم وفق أسس حضارية راقية.. فموظفو الكاونتر الخاص باستقبال المراجعين تم اختيارهم بعناية، ولديهم تعليمات واضحة بحسن التعامل مع المراجع وإنهاء معاملته بالدقة والسرعة المطلوبة.. هذا فضلا عن تجهيز قاعة الانتظار بمقاعد وثيرة مع توفير خدمات الضيافة اللازمة للمراجع حتى يحين دوره.. وهذه الخدمات قل أن نجدها في أي مرفق آخر.
- أبوابنا مشرعة على الدوام.. نرحب بكل مقترح هادف وكل نقد بناء.
وعليه فإننا نضع مصلحة رجل الأعمال على قمة اهتماماتنا ونحاول بقدر المستطاع مساندته ومساعدته إلى أقصى حد.. وفيما يختص بالتصديق على المحررات فإن تعاملنا يتسم بالكثير من السهولة والمرونة.. والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، نذكر منها:
- مع بداية كل عام مالي لا نطالب المشترك بالتجديد من أول وهلة، بل نعطي كل مشترك فرصة كافية نقوم خلالها بإنهاء معاملاته من غير تعطيل وبدون تسديد الرسوم المقررة.
- تردنا الكثير من الحالات الاستثنائية العاجلة والتي نتعامل معها بالكثير من المرونة وفقا لأهمية المعاملة نفسها وسجل رجل الأعمال ومدى التزامه بالتسديد خلال السنوات الماضية.. وبناء على ذلك نطبق روح القانون وليس نصه، وننجز المعاملة وفقا لتلك الأسس، وليس غيرها، من غير محاباة ولا مجاملة لأحد دون سواه.
- عند بداية العام المالي الحالي صدر قرار من مجلس إدارة الغرفة الموقر بإعفاء كافة المؤسسات التي تعثرت عن تسديد رسوم السنوات الماضية من جميع تلك المستحقات تقديرا لظروفهم وتشجيعا لهم على مواصلة مسيرة الخير والعطاء.. وقد كان لذلك القرار أطيب الأثر في نفوس أصحاب تلك المؤسسات وبث فيها الروح من جديد.
- أود التأكيد مجدداً أننا في الغرفة التجارية بمنطقة الجوف لا نقف حجر عثرة في طريق أي منشأة نلتمس فيها الجد وصدق النوايا.. ونضطر مكرهين على عدم التعاون مع من تأكدنا من عدم تجاوبه ومراوغته وطول مماطلته.
* ما هي الآفاق المستقبلية لغرفة الجوف؟
- مرت غرفة الجوف منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر بعدة مراحل تطويرية جيدة ومميزة مما انعكس بالإيجاب على المنطقة اقتصادياً.. ونحن في الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الجوف لا ندخر جهدا في سبيل الارتقاء بخدماتنا تجاه منتسبي الغرفة ومواطني المنطقة.. نشارك في كل الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية التي تخص المنطقة، ونسعى إلى التطوير المستمر والنهوض بالغرفة لتكون واحدة من أهم الغرف التجارية بالمملكة، وتقوم الغرفة بتقديم الدعم الإداري والمالي لرجال الأعمال لتصبح الغرفة هي البيت الذي يؤويهم ويلم شملهم ويقدم لهم أفضل الخدمات التجارية.
