نيروبي - الوكالات
وقع الطرفان المتنازعان في كينيا أمس الخميس على اتفاق خلال المحادثات بينهما التي كانت تجري برعاية الأمين العام السابق للأمم المتحدة ووسيط الاتحاد الإفريقي كوفي عنان، وفق ما أعلن ناطق باسمه.
وجاء في بيان صادر عن ناصر آغا موسى الناطق باسم عنان أن هذا الأخير دعا إلى عقد مؤتمر صحافي اليوم الجمعة (لتحديد ما تم الاتفاق عليه خلال 48 ساعة من المناقشات في مكان خارج العاصمة) دون إعطاء تفاصيل. وأضاف البيان أن (عنان سيوزع نص الاتفاق الذي وقع أمس بين الطرفين).
وفي واشنطن قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس إنه طلب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التوجه إلى كينيا حاملة رسالة إلى الزعماء الكينيين مفادها أنه يتعين أن تكون هناك عودة كاملة إلى الديمقراطية.
وقال بوش في كلمة حول إفريقيا: نحن ندعم جهود الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان لوضع نهاية للأزمة، مضيفاً أنه طلب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس السفر إلى كينيا لدعم العمل الذي يقوم به الأمين العام السابق.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه طلب من رايس إبلاغ زعماء وشعب كينيا رسالة بشكل مباشر مفادها أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف، وأنه يجب أن يكون هناك إنصاف لضحايا الانتهاكات، ويجب أن تكون هناك عودة كاملة للديمقراطية.
من جهته قال مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي في مؤتمر صحفي تطرق فيه إلى جولة بوش الإفريقية المزمعة غداً، وتشمل بنين وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا: إن الرئيس الأمريكي يعتزم حث الدول الإفريقية، خصوصاً عند زيارته لتنزانيا المجاورة لكينيا، على المساعدة في وضع حدّ للمأزق السياسي الذي نجم عن الانتخابات الرئاسية الكينية التي جرت في 27 ديسمبر والتي أثارت نتائجها نزاعات عنيفة.
ودعا هادلي إلى وقف العنف يعقبه تقديم المساعدات الإنسانية الدولية. وناشد الرئيس الكيني مواي كيباكي وخصمه المهزوم في الانتخابات العمل على التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة ثم إجراء (انتخابات حرة ونزيهة). وتابع هادلي: (إن ما يحدث في كينيا هو خطوة إلى الوراء).
وتسعى واشنطن للضغط على القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال في كينيا لتحذير المشتبه بقيامهم بإثارة العنف منهم بأنهم لن يمنحوا تأشيرات دخول للولايات المتحدة. وقد أرسلت خطابات بالفعل إلى 13 من كبار القادة السياسيين ورجال الأعمال حذرتهم فيها من أنهم قد يمنعون من السفر إلى الولايات المتحدة.
ويلتقي بوش أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة قبل مغادرته إلى إفريقيا لمناقشة جهود الأمم المتحدة الرامية إلى نشر قوة حفظ سلام في دارفور لدعم مهمة غير فعالة للاتحاد الإفريقي.
الجدير بالذكر أن جولة بوش الإفريقية تستهدف تسليط الضوء على جهود إدارته لمحاربة مرض نقص المناعة الطبيعية المكتسب (الأيدز) وفيروس (إتش آي في) المسبب له ومرض الملاريا. وتأتي هذه الزيارة فيما يحث الرئيس الأمريكي الكونجرس على الموافقة على خطته بمضاعفة مخصصات الحرب ضد الأيدز وفيروس (إتش آي في) إلى 30 مليار دولار وتوفير العلاج لملايين الأفارقة الذين ألمَّ بهم هذا المرض.
وتعد جولة بوش التي ترافقه خلالها زوجته لورا، الثانية في القارة، والأولى منذ عام 2003 عندما دشن برنامجاً مدته خمس سنوات بتكلفة 15 مليار دولار لمحاربة الأيدز والملاريا في إفريقيا. ويقول بوش عن هذا البرنامج، وهو أكبر برنامج حكومي حتى الآن لمكافحة المرض: إن هذا الجهد وفر العلاج ل1.4 مليون شخص.