بيروت - توم بيري - رويترز
بعد ثلاثة أعوام من اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري تفتح الأزمة التي تفجرت بوفاته انقسامات أعمق في لبنان وتهدد البلد والمجتمع الذي حاول الزعيم الراحل إعادة بنائه بعد الحرب الأهلية.
وقد اكتظت ساحة الشهداء بأنصار الأكثرية النيابية التي تجمعت لإحياء ذكرى اغتيال الحريري.. وقال وزير الداخلية اللبناني إن عدد المشاركين في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق تجاوز المليون مشارك.. وقال السبع عضو الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة وتمثل الأكثرية النيابية: (نقدر أن نحو مليون شخص تجمعوا في ساحة الشهداء وأن أكثر من 500 ألف ما زالوا على الطرقات المؤدية إلى بيروت).
وأصبحت ذكرى اغتيال الحريري يوم 14 فبراير - شباط رمزاً للانقسام بين حاملي تراثه والمعارضين لهم الذين يخوضون صراعاً سياسياً أصاب الحكومة بالشلل وزاد من العداء الطائفي.. ويواجه الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا الذي يقوده سعد بن الحريري ووريثه السياسي فصائل المعارضة المدعومة من دمشق منذ 15 شهراً.
وفجرت المواجهة أعمال عنف في الشوارع أدت لسقوط قتلى ومصابين.. وفي الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء لإنهاء الأزمة أثار تصعيد الحرب الكلامية بين الفرقاء في الآونة الأخيرة والمناوشات التي تقع بين أنصار المعسكرين بشكل متكرر المخاوف من اتساع نطاق العنف حتى وإن كان كثيرون لا يتوقعون نشوب حرب أهلية كاملة.
وقال مصدر بارز في المعارضة: (الأمور تتفاقم.. أخشى أنه إذا لم يكن هناك مخرج من الأزمة السياسية قريباً فقد يتفجر الوضع).
ومثل العام الماضي أبرزت ذكرى اغتيال الحريري هذا العام مدى الانقسام بين الائتلاف الحاكم والمعارضة التي تقودها جماعة حزب الله.. وفي تطور جديد قبيل ذكرى اغتيال الحريري قتل عماد مغنية وهو قيادي بارز بحزب الله في دمشق يوم الثلاثاء بسبب قنبلة زرعت في سيارته.. وألقى حزب الله وإيران التي تدعمه المسؤولية على إسرائيل التي نفت أي صلة لها بالهجوم.. وقد ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي سيشارك في تشييع جنازة عماد مغنية المسؤول في حزب الله في لبنان، قبل أن يتوجه إلى العاصمة السورية.
وقال التلفزيون إن (وزير الخارجية يتوجه إلى لبنان للمشاركة في جنازة عماد مغنية وسيتوجه بعد ذلك إلى سوريا مساء الخميس أو صباح الجمعة).. وقد أعلن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في بيان الخميس الحداد ثلاثة أيام في مقاره في العراق بعد (اغتيال عماد مغنية) القيادي في حزب الله اللبناني.
وقال صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في النجف (160 كم جنوب بغداد) لوكالة فرانس برس، إن (السيد مقتدى الصدر أصدر بياناً أعلن فيه الحداد لمدة ثلاثة أيام في مكاتب التيار الصدري في العراق لاغتيال عماد مغنية).. وكثف الحريري وحلفاؤه الحرب الكلامية ضد حزب الله وحلفائه من المعارضة متهمين معارضيهم بالسعي لإعادة إرساء سيطرة سوريا على لبنان.
واضطرت دمشق لإنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاماً في لبنان بسبب الضغوط الدولية التي أعقبت اغتيال الحريري.. ولطالما نفت سوريا أي ضلوع لها في اغتيال حريري وكذلك في اغتيال عدد من الشخصيات المعارضة لدمشق إما بتفجير سياراتهم أو رميهم بالرصاص منذ أن قتل رئيس وزراء لبنان الأسبق في تفجير شاحنة إلى جانب 22 شخصا آخرين.