موسكو - سعيد طانيوس - واس

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره السنوي السابع والأخير في فترة توليه منصب الرئاسة تهديدات وتطمينات للأقربين والأبعدين في نفس الوقت, ودعا إلى سماع صوت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) أثناء مناقشة عملية التسوية في الشرق الأوسط, وأجرى كشف حساب شامل لنتائج ثماني سنوات من تربعه على عرش الكرملين مجدداً دعمه المطلق لمرشحه للرئاسة صديقه ديمتري ميدفيديف, ونافياً الإشاعات التي تحدثت حول تملكه ثروة فاحشة أثناء ولايتيه الرئاسيتين المتتاليتين.

وفي التطمينات المقترنة بالتهديدات أكد الرئيس بوتين أنه لن تحدث مواجهات عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة على الرغم من الخلافات العالقة بينهما. وأعرب عن أمله في ألا تقع مواجهات بين البلدين في المستقبل.

لكنه قال: إن موسكو ستجد نفسها مضطرة لتصويب جزء من صواريخها إلى مواقع المنطقة الثالثة للمنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ التي قد تظهر في أوروبا الشرقية.

وفي حديثه عن المناقشات التي أثارها الأوروبيون بشأن معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا دعا الرئيس بوتين إلى التعامل بنزاهة مع هذه المسألة.

وأعاد إلى الأذهان أن روسيا تحدثت خلال سنوات عديدة عن أنها لن تواصل تنفيذ الالتزامات في إطار هذه المعاهدة من جانب واحد.

وطمأن الرئيس بوتين اوروبا بشأن إمدادات الطاقة وقال: إن روسيا لا تعتزم خفض إمدادات الوقود لأوروبا، ولكنها تنطلق من ضرورة تنويع طرق هذه الإمدادات.

وفي ما يخص مسائل تسوية النزاع العربي الإسرائيلي أعلن الرئيس بوتين أن روسيا تؤيد جهود الولايات المتحدة لتحقيق التسوية في الشرق الأوسط. وقال (تؤيد روسيا ما يقوم به بوش في الفترة الأخيرة). إلا أنه أضاف أنه لا يود أن يقول: إن روسيا موافقة على كل شيء.

ودعا الرئيس بوتين إلى سماع صوت حماس في أثناء تسوية أزمة الشرق الأوسط ومعرفة بماذا تسترشد هذه الحركة، وأكد من جديد على ضرورة إيجاد أسس للتعاون والعمل المشترك.

وأضاف: (نحن ضد تفتيت الأراضي الفلسطينية، ويجب أن تكون الدولة الفلسطينية في المستقبل مكتفية ذاتيا ومحترمة ومستقلة).

وأكد الرئيس بوتين أنه إذا اعتبر جميع المشاركين في عملية التسوية أن المؤتمر القادم التي تعتزم روسيا تنظيمه سيكون مفيدا في إيجاد حل وسط فإن روسيا ستقدم على تنظيم هذا المؤتمر.وعلى الصعيد الداخلي ذكر الرئيس بوتين أنه عرف منذ اليوم الأول لتوليه منصب الرئاسة في روسيا أنه سيغادر هذا المنصب في عام 2008. وقال (لقد قررت منذ اليوم الأول لعملي رئيسا لروسيا ألا أخالف الدستور). وأكد أنه لم يشعر بالتبعية للسلطة أو لأي شيء آخر، كما يشعر البعض بالتبعية للتدخين أو الكحول أو النقود.وأكد بوتين أن روسيا وطدت وحدة أراضيها ووحدتها كدولة، وأكد أيضا أن روسيا استعادت دعائم الاقتصاد الأساسية لتصبح من الدول الرائدة اقتصاديا.

وجدد بوتين دعمه المطلق لميديفيديف وقال: إنه يثق بالنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي المرشح لخوض انتخابات الرئاسة في روسيا، وأبدى بوتين مجدداً استعداده لتولي منصب رئيس الوزراء طوال فترة رئاسة ميدفيديف (في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية).

وأخيراً وصف الرئيس بوتين الإشاعات التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية حول ثروته الشخصية بأنها ثرثرة وهراء.

من جانب آخر استقبل بوتين أمس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي وصل إلى موسكو في وقت سابق، ونقل سمو وزير الخارجية خلال اللقاء تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز للرئيس الروسي وتمنياتهما بدوام التقدم والازدهار للشعب الروسي الصديق. ونوه الرئيس بوتين بالعلاقات السعودية الروسية والدور الذي تضطلع به المملكة على المستوي الدولي والإقليمي مشيراً إلى مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين والاتفاقيات الثنائية التي جرى التوقيع عليها خلال زيارته للرياض العام الماضي.