Al Jazirah NewsPaper Friday  15/02/2008 G Issue 12923
الجمعة 08 صفر 1429   العدد  12923
جامعة الملك عبدالعزيز و«الجزيرة».. فكر ريادي ورؤية حضارية
د. عبدالإله ساعاتي

اللقاء الذي جمع معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز وقياداتها.. ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ومديرها العام ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة يوم الأحد الماضي.. يجسد بلا شك فكراً واعياً بنّاء ورؤية حضارية وضّاءة لدى الجانبين.

فالمؤسستان تمثلان صورة مضيئة لمعالم النهضة في بلادنا من خلال دورهما التنموي الفاعل.. فجامعة الملك عبدالعزيز صرح علمي عملاق أسهم بفعالية في مسيرة التنمية الوطنية من خلال تأهيل أجيال متعاقبة من الكفاءات البشرية الوطنية منذ انطلاقتها في عام 1967م حتى اليوم، أي على مدى نيف وأربعة عقود من عمر الزمن.. هذا إلى جانب العديد من العطاءات العلمية والبحثية في شتى مجالات العلم والمعرفة والتنمية.

وصحيفة الجزيرة ساهمت بدور مؤثر ومشهود على امتداد تاريخها الحافل بالعطاءات والمنجزات في مسيرة التنمية الوطنية منذ تأسيسها.

وجامعة الملك عبدالعزيز التي يقود مسيرتها باقتدار ونجاح معالي الدكتور أسامة بن صادق طيب ضمنت استراتيجيتها انفتاحاً أشرع جسور التواصل البنّاء مع قطاعات المجتمع المختلفة.. فالجامعة - كما يردد دوماً مديرها - هي من المجتمع وللمجتمع وبالمجتمع.

والجزيرة.. بهذا الفعل الحضاري السباق تجسد عمق الوعي الفكري والحس الوطني الذي تتمتع به قياداتها.. وفي مقدمتهم الشيخ مطلق المطلق رئيس مجلس الإدارة والأستاذ عبدالرحمن الراشد مديرها العام والأستاذ خالد المالك رئيس التحرير.

وكما قال الأستاذ المالك.. لا أحد سبق الجزيرة من بين صحفنا المحلية في إيجاد شراكة وتعاون مع جامعاتنا من خلال الكراسي العلمية الصحفية، ولا أي من الصحف الزميلة تملك حضوراً يماثل حضور الجزيرة المتمثل في كراسي البحث في الجامعات السعودية.

وأقول: حقاً لا يقدم على مثل هذه الخطوة التي تقتطع من الميزان المالي سوى أصحاب رؤية استراتيجية تحمل في تضاعيفها منطلقات وطنية تنموية وأبعاداً إيجابية مثمرة.

إن اللقاء الذي أثمر معطيات خلاقة تجسدت في إنشاء كرسي علمي بجامعة الملك عبدالعزيز.. من شأنه أن يقود إلى تأسيس راسخ لعلاقة بناءة تنعكس -بإذن الله تعالى - على العمل الصحفي بمفهومه الشمولي.. وبما يخدم قُراء الجزيرة.. ويوفر في ذات الوقت المزيد من فرص العطاء لأساتذة الجامعة وباحثيها المختصين..

وكذلك المزيد من فرص التطوير لطلابنا في المجال الإعلامي والصحفي..

هذا التعاون البنّاء من شأنه أن يُسهم في خلق التلاقي بين النظرية والتطبيق على الصعيد الإعلامي؛ ما ينعكس ازدهاراً على مستوى مجمل العمل الإعلامي الوطني..

لقد أسعدني هذا المنجز الحضاري - على المستوى الشخصي - حيث جمع بين الجامعة التي أحب.. والصحيفة التي أحب.. مع اعتزازي وتقديري البالغين لسائر جامعاتنا وصحفنا..

تحية للجزيرة وقياداتها على هذه المبادرة الرائدة التي تسجل في صفحات تاريخنا الصحفي سبقاً وريادة.. وتحية لجامعة الملك عبدالعزيز التي حققت إنجازات سباقة في عهد مديرها المالي الدكتور أسامة طيب في مجالات عدة.. تحية لقيادات جامعة (المؤسس) الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على هذه الرؤية المشرقة.

آملاً أن تتحقق الآمال المرجوة - بمشيئة الله تعالى - بما ينعكس بالنفع على الجانبين.. ومن ثم على الوطن وإنسانه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد