Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/02/2008 G Issue 12922
الخميس 07 صفر 1429   العدد  12922
فلننقذ أبناءنا من الضياع
خلود صالح الحزيم - الجوف

دعونا نتأمل إلى بعض مخلوقات الله تعالى.. على سبيل المثال (النبتة) نجد أنها تنمو على مراحل من البذرة إلى الجذور إلى الأغصان إلى الأوراق، ثم نحصل أخيرا على الثمار والكل يستفيد من ثمارها وأن كل مرحلة لها عملها ووظائفها بقدرة الخالق سبحانه وتعالى.

ونشبه هذه النبتة بالجنين الذي ينمو على عدة مراحل بقدرة الله تعالى، ولكن أريد أن أصل إلى صلب ونواة موضوعي وهي كيف أصبحت تنشئة أبنائنا؟ فوالله إن أبناءنا لفي ضياع!!

فمنذ أن يكون رضيعا بين يدي الخادمة إلى أن يصل إلى الطفولة المبكرة بعدها يذهب إلى رياض الأطفال يأكل ويلعب ويحفظ بعضا من سور القرآنية وبعضا من الحروف الهجائية، ويكتب اسمه واسم أبيه ويعود إلى المنزل ويذهب في اليوم الآخر إلى الروضة، وهكذا يكون هذا الروتين طوال السنة، وهذا الطفل ينتظر من قبل الأب أو الأم سؤالا ماذا فعلت يا بني أو يا بنيتي؟ لا يجيب!!

الأب أو الأم فقط عليهم بدفع رسوم الروضة في كل مستوى.. يا آباءنا ويا أمهاتنا إن مرحلة الطفولة المبكرة هي أفضل المراحل لاكتشاف المواهب والمهارات، وهذه المواهب والمهارات مصحوبة معها طاقة زائدة فالأب والأم ما عليهم سوى التأفف وعدم تحمل المسؤولية وكل منهم يبرئ نفسه ويقول أنا وفرت لهم كذا وكذا هل سألتم أنفسكم يا آباءنا ويا أمهاتنا ماذا وفرتم لهم؟؟ هل وفرتم البلايستيشن أو الألعاب أو حمام السباحة أو الأكلات السريعة، أم الأدوات المدرسية المبالغ فيها التي لا يجيدون استخدامها؟ هذا كله لا يغني بمقابل أن تعطوا أبناءكم الحب والحنان وكيفية تكوين أفكارهم واكتشاف مواهبهم وتكسبونهم أصدقاء لكم، ولا يكون ذلك سوى بالثقة بالنفس وقوة الشخصية وعدم الانحراف ونحن الآن في عصر العولمة محاصرون من جميع الجهات.

أصبح الطفل الآن معه الجوال والبلوتوث ويجيد استخدامه بكل مهارة، فهل ترى أيها الأب وأيتها الأم ما هي المقاطع المحفوظة في جوالات أبنائكم؟

وإذا سألت هذا الطفل ما هي المقاطع التي في جوالك؟ يجهز إجابته يقول مقاطع توم جيري ومقاطع أهداف رياضية عالمية!! والمصيبة يضع رمز حماية والأب والأم في غفلة فهل يعقل ذلك؟

نحن نعلم أن كل شيء في هذه الحياة فيها الإيجابي والسلبي فلنحاول أن نقرب أبناءنا إلى الأفضل وليس إلى الأسوأ فلنسعَ لذلك ويا أسفاه.. ويا أسفاه.. أصبح الأب مشغولا والأم تتردد إلى صالونات التجميل والأسواق وإلى زيارة صديقاتها ويصبح الطفل ضحية الخادمات الحاصلات على شهادة خريجات مجون وضحية البلايستيشن والإنترنت والشوارع ليلعب كرة القدم ويغيب بالساعات ويا آباءنا ويا أمهاتنا: إنني أناشدكم عبر مقالي هذا لتحاسبوا أنفسكم، فأنتم والله المسؤولون وستحاسبون على ذلك يوم القيامة فوالله أكتب مقالي هذا وأنا متحسرة جدا على ما يحدث لأبنائنا من ضياع، وأنا لا أجرد نفسي من المسؤولية بل أنا واحدة من فئات المجتمع ولا سيما بأننا حاصلات على شهادات قليلة الرتبة وقادرات على إخراج أجيال صالحة منهجها القرآن والسنة لكن.. اليد الواحدة لا تصفق.. فلنتحد جميعا ونجعل شعارنا (فلننقذ أبناءنا من الضياع).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد