Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/02/2008 G Issue 12922
الخميس 07 صفر 1429   العدد  12922
ورحل شيخ الأوفياء
منيرة بنت محمد الدبيان

لم يكن صباحاً كبقية الأيام فقد حملت لي التلفونات خبر انتقال الأخ صالح العلي العجروش إلى رحمة الله، وكانت صدمة ليست سهلة فهو بالإضافة لكونه ابن خالي وأخ زوجي فهو ابن اختي رضاع وهو السند لي ولكل العائلة بعد الله.. وحكايتي معه تطول، فمنذ انتقل زوجي للعمل بالرياض ونحن نسكن جميعاً في بيت واحد وكانت زوجته أم خالد هي الأخت التي لم تنجبها أمي عشنا معاً كأختين نتقاسم الحلوة والمرة وشاركتها تربية أبنائها، وكان خالد الابن البكر يطلق عليَّ (ماما ننه) الاسم الذي التصق بي منذ طفولته وأصبح الاسم المحبب والمعروف في أوساط العائلة والأقارب، وكانت الدنيا لا تسعني من الفرحة وأنا أراهم يكبرون أمام عيني ويدخلون المدارس ويتزوجون وينجبون ويظل أبو خالد -رحمه الله- الأخ والابن حتى توفي أخوه عبدالرحمن (زوجي) -رحمه الله- ساعتها اختلطت في خاطري مشاعر كثيرة مؤلمة، فقد شريك الحياة ليس بالأمر السهل حتى مع وجود الأبناء، فكيف إذا لم يريد الله أن يكون لي منهم نصيب، ورغم إحاطة أفراد عائلتي بي إلا أن أبا خالد وإخوانه جميعهم وأبناءهم أحاطوني برعاية واهتمام قلّ أن يوجد مثلها بين الأسر.. فقد رفض أن يباع شيء من ممتلكات زوجي وأنا على قيد الحياة، وكان يوافقه الرأي إخوانه وأخواته الذين يعتبرونني أمّاً لهم جميعاً، كان يستشيرني في أمور كثيرة يسأل عن المحتاجين يساهم في أعمال خير كثيرة، يسألني عن الكبار في العائلة وأسرهم وكيف هي أحوالهم. كان يسبقني في فترة الصيف إلى الطائف ليجهز بيتي هناك بما احتاجه وعندما أعود للرياض يكون قد سبقني لأجده قد أحضر لي احتياجاتي ثم يرسل لي العشاء أو الغداء ليشاركني فيه من يحضر من العائلة، كان يحث أبناءه وبناته على التواصل معي وتلمس احتياجاتي. لم استشره يوماً بشيء إلا وأجد عنده الرأي السديد المخلص الذي يريحني. أشعرني بقيمتي لديه ولدى إخوانه وأخواته من خلال وقوفهم معي والتفافهم حولي، وكنت أحمد الله سبحانه وتعالى أن سخرهم لي بجانب أفراد عائلتي. رحم الله أبا خالد وجعل ما فعل من خير في دنياه في موازين حسناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وبارك اللّهم في خالد وإخوانه وأخواته واجعلهم امتداد خيرٍ ومحبةٍ وتواصلٍ لوالديهم، وبارك اللهم في صحة والدتهم ومدّ في عمرها وبارك في عمر إخوانه: الدكتور عثمان والدكتور حمد والأستاذ عبدالله والأستاذ عبدالعزيز وأخواتهم، وجزاهم عني خير الجزاء، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكونوا امتداداً للخير والتواصل لأخ الجميع وفقيد الأسرة الشيخ صالح العلي العجروش إنه سميع مجيب الدعوات.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد