Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/02/2008 G Issue 12922
الخميس 07 صفر 1429   العدد  12922
مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن للأطفال المعوقين تدخل دورتها الـ12
المتسابقون.. ينطقون ويتحركون ويتنفسون بصعوبة ويتنافسون في حفظ وتجويد الآيات القرآنية

الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح

تتفرد جمعية الأطفال المعوقين في تبنيها لبرامج غير مسبوقة في مجال دمج المعوقين في المجتمع، وذلك بعد اكتمال خطط التأهيل والرعاية والعلاج والتعليم، وتوفير البيئة المواتية لذلك الدمج.

وفي هذا الإطار تبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، (مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين) وذلك منذ عام 1417هـ ، ويرعى سموه الكريم كل فعاليات المسابقة ويتحمل شخصياً كافة تكاليفها، وقد خصص سموه وقفا للإنفاق من ريعه على المسابقة.وتعتبر (مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين) التي تستعد لانطلاق دورتها الثانية عشرة في المدينة المنورة بمشاركة أكثر من (120) مشاركاً في كافة مناطق المملكة من أبرز المسابقات في حفظ القرآن الكريم نظرا لتفردها في العناية بهذه الفئة الغالية من الأطفال المعوقين. وفي هذا الإطار تعد المسابقة من الفعاليات المهمة التي تنظمها الجمعية، والتي تعتبر امتدادا لبرامج الرعاية والتأهيل للأطفال المعوقين بالجمعية؛ فقد لا يعرف الكثيرون من الناس التأثيرات العميقة التي تتركها ثلاثة أيام في نفس وذاكرة طفل معوق، يتحرك وينطق ويتنفس بصعوبة، ورغم ذلك يحرص على المشاركة في فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين.. حيث يشعر خلالها بفرحة الفوز وسعادة التميز وسرور الثقة بالنفس.. فماذا يكون حال أكثر من 1100 طفل وطفلة من المعوقين شاركوا وتنافسوا في خير القرآن الكريم في كنف هذه المسابقة الرائدة والمتفردة، على امتداد دوراتها الإحدى عشر السابقة منذ انطلاقها عام 1417هـ. وبعد هذه السنوات من انطلاق المسابقة ما زالت كلمات راعيها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح دورتها الأولى تؤكد تفردها وريادتها حيث قال: (إذا كان الغرب يعتمد على الموسيقى كمنهج تربوي وعلاجي للمعوق.. فإن لدينا نحن المسلمين ما هو أجل وأعظم وأسمى من أن يقارن بالموسيقى؛ إنه القرآن الكريم، ففيه هدى ورحمة وشفاء واطمئنان وحياة وفيه تثبيت للعقيدة وغرس للقيم والأخلاق وتقويم للسان وحفز للذاكرة وفيه إشاعة للاطمئنان النفسي لدى المعوق).ومواكبة لأهداف ورسالة جمعية الأطفال المعوقين تستنير المسابقة بالقرآن الكريم أسلوبا علاجيا وتعليميا وتربويا زاخرا بكل القيم والفضائل التي تهدف إليها التربية القويمة والسليمة في إعداد المواطن الصالح المتفاعل مع بيئته ومحيطه ومجتمعه وأمته.

العمق الإقليمي

يشارك في فعاليات المسابقة العشرات من الأطفال المعوقين من خارج المملكة حيث كان قد وجه سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز -راعي المسابقة- بتطوير المسابقة قبل أكثر من ثلاث سنوات لاستيعاب الأطفال المعوقين من دول مجلس التعاون الخليجي؛ وهو ما أعطى للمسابقة عمقا إقليميا؛ ولذا تحرص الكثير من الجهات والمراكز بدول مجلس التعاون الخليجي على ترشيح عدد من منسوبيها من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في الفعاليات؛ مما وسع من دائرة الاستفادة من المسابقة، إضافة إلى مساهمتها في تعزيز وتوثيق العلاقات الأخوية بين المراكز والجمعيات الخيرية الإقليمية.

إعزاز وتقدير

نظرا لنبل أهداف المسابقة ومساعيها الحميدة لتنشئة هذه الفئة الغالية من الأبناء على أخلاق القرآن الكريم... تحظى المسابقة وراعيها بكل إعزاز وتقدير من نخبة هذا الوطن وشخصياته العامة... وفي هذا الإطار أكد العديد من النخبة في مناسبات مختلفة بتصريحات حول المسابقة.

وقد قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ في تصريحات حول المسابقة: (إن إقامة هذه المسابقة لتحفيظ القرآن الكريم لهذه الشريحة الغالية من أبناء هذا الوطن العزيز وبناته، بمشاركة من أبناء دول الخليج العربية استمرار لهذه المسيرة المباركة في خدمة كتاب الله وحفظته من البنين والبنات)، مشيدا معاليه بالمسابقة وبأهميتها قائلا إنها تمثل بعدا دينيا وإنسانيا يترجم الرقي الحضاري والخلق الإسلامي الرفيع الذي يرسم معالمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ويحكم خطواته ويؤكد أصالة معدنه ونبل سجاياه بما يبذله من جهود متواصلة تسهم في دعم هذه الجمعية في مسيرتها الفذة التي بنيت على أساس تلبية أمر الله - جل وعلا - بالتعاون على البر والتقوى والرحمة بالخلق، حيث قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (الراحمون يرحمهم الرحمن).

الإنجازات مستمرة

أكد معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي أنّ استمرار تنظيم مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين على التوالي يُعد من الإنجازات الكبيرة التي حققتها جمعية الأطفال المعوقين خلال مسيرتها المتميزة، مشيرا إلى أنّ هذا النجاح ما كان له أن يتحقق إلاّ بفضل من الله ثم بدعم راعي المسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الذي لا يألو جهداً وفكراً ووقتاً لتحقيق المزيد من النجاحات لهذه الفئة الغالية من الأبناء.وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز؛ للإنجازات التي حققتها الجمعية، وقال: (لقد أنجز مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الكثير من المشروعات العظيمة التي تذكر فتشكر حتى غدت الجمعية إحدى السمات البارزة ليس في بلادنا العزيزة فحسب، بل على المستوى الدولي في مجال الاختصاص الذي تتواصل معه لتبادل المعلومات ولاكتساب الخبرة في هذا الجانب الإنساني المتميز).

العلم والعمل

ومن جهة أخرى ثمن معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية لمسابقة خاصة لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، ووصف معاليه المسابقة بأنها تجربة رائدة تعكس مدى الاهتمام بهذه الفئة، ومساندتها للاندماج في المجتمع.

وأعرب معالي وزير العدل عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على ما يبذله من جهود مباركة لتواصل هذه المسابقة وإيصال فكرتها إلى أكبر قطاع ممكن من المعوقين وأسرهم.وقال معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: (إنّ القرآن الكريم قد جاء من عليم حكيم ليكون مصدرا خالدا للتشريع، وليحقق لمن تمسك به الرفعة والسيادة والأمن في الدنيا والآخرة، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده: (عن ابن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا معناها ويعملوا بمقتضاها، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعاً).

الأبعاد الاجتماعية

ونوه معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس بالجهود البارزة والمتميزة للجمعية في تنظيمها لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين وقال معاليه: (إنّ مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين تُعد من البرامج الرائدة في دعم جهود تأهيل الأطفال المعوقين من خلال تشجيع هذه الفئة الغالية من أبنائنا على التمسك بكتاب الله وحفظ آياته، وتزيد من فرص التواصل الاجتماعي للأطفال المعوقين مع بقية أقرانهم من غير المعوقين)، وأضاف معاليه: (إنّ جمعية الأطفال المعوقين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان راعي هذه المسابقة لم تدخر جهدا في تقديم كل ما من شأنه الإسهام في جهود تأهيل الأطفال المعوقين، وتقديم كل ما يعينهم على تجاوز إعاقتهم أو التعايش معها، والعمل من أجل تقديم البرامج التي تحقق دمج هذه الفئة الغالية علينا مع أفراد المجتمع؛ وذلك للوصول للأهداف الإنسانية والاجتماعية التي تسعى الجمعية لتحقيقها وتحويلهم إلى أفراد منتجين قادرين على التفاعل والتكيف في المجتمع تكيفا اجتماعيا ونفسيا سليما يتيح لهم الاندماج والمشاركة وتأكيد الذات في محيطهم الأسري والاجتماعي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد