فقر مدقع...، ظلام دامس..، هدير طائرات..، أزيز رصاص..، قتلى وجرحى..، أنين مرضى..، صرخات يتامى..، آهات ثكالى..،.. وغيرها من مآسي يعيشها قطاع غزة، في ظل تعجرف صهيوني مقيت.. دون أن يحرك العالم ساكنا..! وأتساءل: أين العدالة؟! أين الديموقراطية..؟! أين السلام..؟! إنها مزاعم كاذبة... فها هي أمريكا العدو اللدود للديموقراطية تخرج بكل قبح وتبجح لتقول: إن لإسرائيل -الراعي الأول للإرهاب العالمي- الحق في الدفاع عن النفس!! أي دفاع عن النفس؟! هل تجريف الأراضي وهدم المساكن دفاع عن النفس؟!! هل قتل الأطفال والنساء دفاع عن النفس؟!! ولماذا لا تكون مقاومة الفلسطينيين لصد عدوان الصهاينة دفاعا عن النفس..؟! أم أن الدفاع عن النفس هو حق لإسرائيل وإسرائيل وحدها فقط؟!! أين العالم كله عن هذه الجرائم البشعة في حق الإنسانية جمعاء؟! أم أنهم أصبحوا يكتفون بالتصريحات فقط -إن قاموا بذلك- دون اتخاذ مواقف جادة؟! أين الأمم المتحدة؟! أين مجلس الأمن؟! أين هيئات حقوق الإنسان وهل دور بان كي مون يتوقف على وصف الوضع في غزة بأنه أمر مقلق للغاية!!؟
أين الحكومات العربية والإسلامية؟! أين موقف علماء الأمة في ظل هذا الوضع المزري؟! بل أين المليار ونصف المليار مسلم؟!!
أسئلة كثيرة كانت تدور بخلدي منذ طفولتي ولا زالت.. لقد تعلمنا وحفظنا من الصغر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).. ولكن للأسف لا نراه يطبق في واقعنا..! لقد كتبت منذ أربع سنوات -أي عندما كنت في الصف الأول المتوسط-: (إن قضية فلسطين هي القضية الوحيدة التي وقف العالم فيها مع الباطل ضد الحق، ومع الظلم ضد العدل) ولازالت هذه العبارة تترسخ في ذهني وازداد اقتناعا بها مع مرور الزمن.. إن موقف العالم من قضية فلسطين سيكون وصمة عار عبر التاريخ.. لقد مللنا المفاوضات الفارغة، والوعود الكاذبة، فمتى نأخذ بزمام المبادرة؟!
أعلم -ولكن ليس يقينا- أني سأكتب وأقول وأصرخ ولكن كل هذا يغيب مع غياب شمس هذا اليوم كما هو في غالب القضايا التي تثار وتستثير المشاعر، ثم تغيب مع مرور الأيام..
ولكن أقول لأهل غزة حسبكم الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء... فسهام الليل لا تخطئ..
اللهم فك الحصار عن إخواننا في غزة..، اللهم ارفع ما بهم..، وانصرهم على عدوك وعدوهم.. يا رب.