العلاج بالترفيه إحدى أجمل السبل العلاجية اليسيرة التي تجعل المريض يحقق ذاته ويشعر بإنسانيته فهو ككل البشر يحتاج إلى تغيير الروتين اليومي وأي روتين أقسى من معاناة المنومين والمنومات في المستشفيات حتى ولو كان المستشفى مؤهلا، ويقدم خدمات صحية واجتماعية راقية، تبقى نفسية هذا المريض وحاجته الى التواصل الإنساني والاختلاط بالآخرين والتغيير من روتين المستشفى والآلية العلاجية اليومية التي يحتاجها المرضى - خاصة - أصحاب الأمراض المزمنة او الطارئة أو المرضى النفسيين التي تتطلب حالتهم التنويم لفترات طويلة وربما إقامتهم بصفة دائمة - عافانا الله وإياهم - وعظم أجورهم.
ومن أنواع ومجالات العلاج بالترفيه الكثيرة والمنوعة الأنشطة الرياضية والعلاج باللعب أو إقامة الأنشطة الاجتماعية من قبل جهات: كاستقبال وتفعيل البرامج الانسانية الهادفة التي تقدمها مراكز الأحياء الاجتماعية، أو نوادي الأكاديمية الطبية، او المراكز الخيرية أو غيرهم، ممن يبذلون جهدهم لإدخال البهجة على الآخرين ومشاركتهم أوقاتهم خاصة في المناسبات كالأعياد، ووقت الإفطار في رمضان التي يشعر المريض فيها بحاجته إلى أسرته او الى جماعة تعوضه فقدهم.
ايضا أنشطة اجتماعية خارجية يقدمها المستشفى نفسه للمرضى فتضم لهم الرحلات الخلوية للتنزه والاستمتاع بالأجواء الطبيعية، او زيارات للمعارض او المناطق التاريخية او المتاحف أو حتى الأسواق.. كل هذا جميل ويسهم بشكل كبير في إنجاح العلاج وربما الشفاء بإذن الله، والأجمل الأجر الذي يناله بإذن الله من يقوم بخدمة الناس وإسعادهم والتخفيف من آلامهم ان احتسب عمله لوجه الله، والحمد لله المحتسبون كُثر في وطننا الحبيب لكن المؤسف أن تجد من يجتهد سواء من العاملين في المستشفيات او غيرهم اجتهادا قد يخل بتحقيق الهدف المنشود، سأبوح لكم عن سبب شعوري بالأسف، ففي أحد الأيام.. شاهدت صورة تصدرت إحدى الصحف المحلية لمرضى في رحلة خلوية، وقد كتب تحتها مرضى نفسانيون يستمتعون بأوقات ترفيهية على شاطئ.. ضمن برنامج العلاج بالترفيه الذي اعتمده مستشفى الصحة النفسية في.... ويهدف الى خروج المرضى المنومين الى مناطق خلوية والاختلاط بالآخرين. هل مازلتم متفقون معي أن هذا جميل أيضا ان المرضى والمرضى النفسيون خاصة بحاجة الى مثل ذلك.. إذا ما المؤسف في الأمر؟!! ان المؤسف ما حوته هذه الصورة المعبرة.. نعم تم اصطحاب المرضى في رحلة خلوية لكن هل من يخرج في رحلة للترفيه أو للتنزه يخرج بثيابه أم يغيرها بملابس مناسبة، لقد ظهر المرضى للأسف على شاطئ البحر وهم بلباس المستشفى الوردي أو الأزرق المعروف بأزراره الأمامية وأزرار من أعلى الكتف الى معصم الكتف، وربما قد تلف بعضها فلا يستطيع المريض ستر جسمه، هذا اللباس الذي لا يناسب سوى المستعدين - لا قدر الله - لعمليات جراحية أو حالتهم الصحية غير مستقرة تُخرجون به المرضى للتنزه على هذه الحال وظهر أحدهم يحاول ترتيب لباسه وخلفهم تماما سيارة يبدو أنها سيارة خاصة بالمستشفى، فهل سيتحقق الهدف من هذا العلاج وهل سيختلط بهم الآخرون وهم على هذا الوضع وهل.. وهل؟!!
إننا بحاجة إلى أساليب علاجية مبدعة بالترفيه وباللعب، وكذلك بالبرامج الايمانية التي تسهم في رفع إيمانيات المريض ومعنوياته فيتعلق قلبه بالمولى جل وعلا ويشعر بالرضا والراحة النفسية التي تجعله مستعداً لتقبل علاجه ونصائح وتوجيهات طبية، فنجد المريض قد انخرط في هذه البرامج والأساليب العلاجية الناجعة مع المختص دون أن يشعر أنه يتلقى نوعا من العلاج وإنما يجد نفسه مندمجاً مستمتعاً بما يقدم له من برامج علاجية غير مباشرة؟ فهل مازلتم متفقين معي..؟
haya.d.2007@gmail.com