كانت أمنية أخي -رحمه الله- أن يشفى كي يقوم خطيباً ثم يموت وهو يخطب! وقد تحققت أمنيته ولكن كما جاء في هذه القصيدة: |
من عذري إذا كتمت شعوري |
في مصابي؟ وهل يلام ضميري؟ |
أيّ خطبٍ دهى (القصيم)؟ أجبني.. |
يا رفيقي.. وأيّ همّ كبيرِ؟ |
أي شيخٍ تحت التراب توارى |
بعدما كان كالسراج المنيرِ؟ |
لا تلمني إذا رأيت دموعي |
كالشظايا.. والحرفَ كالتنورِ |
لا تلمني إذا سكبت القوافي |
مثل دمعي.. إن القوافي سميري |
ليس (زيداً) من العباد تولى |
إنه الشيخ (صالح المنصورِ) |
عاش عمراً به (الصلاح) شعارٌ |
لم يخيِّبْ معنى اسمه كالنّورِ |
والمثاني شواهدٌ والثواني |
والليالي على صلاح الأمورِ |
إن من عاش (أربعين ونيفاً) |
وهو يدعو إلى الرحيم الغفورِ.. |
مخلصاً.. وواعظاً.. وإماماً |
وتقياً.. يرجو الرضا من قديرِ.. |
لجديرٌ بأن ينال مناه |
وحريٌّ بعفوه والحورِ |
كان يدعو إلى الإله بقلبٍ |
صادقٍ.. والصدق مثل العبيرِ |
كان في العلم آيةً وسراجاً |
للألى يبتغون درب الحبورِ |
كان للطيب والسخاء مثالاً |
ولساناً يضيء في الديجورِ |
كان في (الفقه) و(الأصول) خبيراً |
وحجة.. أنعمْ به من خبيرِ |
كان يدعو بهمةٍ وهو يذوي |
هل سمعتم بخطبة من (سريرِ)؟! |
يا خطيباً على (السرير) مسجى |
همّه النصح.. صادق التنويرِ |
يا خطيباً حققت أغلى الأماني |
أن يكون الختام في التحذيرِ |
يا نقياً به البياض يباهي |
كل لونٍ.. وعاطراً كالزهورِ |
يا تقياً يخاف من كل ذنبٍ |
فهو يخشى من عاقبات المصيرِ |
مثل عطرٍ أصوغ شعري؛ لأني |
بالأحاديث عنه كالمسحورِ |
إن أيام عمره مثل دوحٍ |
مورقاتٍ تفوح مثل العطورِ |
يا إلهي -وأنت للعفو أهل- |
فاعفُ عنه.. واغفر لحشدٍ غفيرِ |
|