الرياض - أحمد القرني
افتتح صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير الرئيس الفخري للجمعية السعودية للقلب أمس المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية السعودية للقلب والمؤتمر العالمي لمركز الملك عبدالعزيز لطب وجراحة القلب والاجتماع العلمي السابع للجمعية العربية لأمراض وجراحة قلب الأطفال الذي تنظمه الشؤون الصحية بالحرس الوطني وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
وقد بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى رئيس المؤتمر عضو الجمعية السعودية لأمراض القلب الدكتور هاني نجم كلمة أوضح فيها أن المؤتمر الذي يستمر لمدة أربعة أيام يشتمل على محاور منها علاج أمراض القلب الخلقية والمكتسبة ومنها أمراض الشرايين والصمامات القلبية وجراحة القلب للأطفال والكبار وبرنامج إخصائيي كهرباء القلب وبرنامج التصوير المقطعي والمغناطيسي للقلب وبرنامج التصوير الصوتي للقلب وبرنامج التمريض وبرنامج تروية القلب.
وبين أن المؤتمر يمتاز بوجود أكثر من 300 محاضرة وبحث علمي تم قبولها من قبل اللجنة العلمية ووصل عدد المتحدثين فيه محليا 150 متحدثا ودوليا إلى 90 متحدثا من 26 دولة إضافة الى إقامة سبع ورش عمل مقسمة على جدول البرنامج في كل يوم من أيام المحاضرات مفيدا أنه سيتم في آخر يوم في المؤتمر بث مباشر من مختبر قسطرة القلب للأطفال من مركز الملك عبدالعزيز لأمراض القلب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ومن مدينة تولوز في فرنسا من مختبر تداخلي عالمي متخصص إضافة إلى تسجيلات لعمليات جراحية للقلب من قبل بعض المحاضرين لغرض الشرح الإيضاحي والمعرفة.
وقدم الدكتور هاني نجم شكره للقائمين على الإعداد والتنظيم المميز القائم على نجاح هذا المؤتمر متمنيا لجميع المشاركين والعاملين بالمؤتمر التوفيق والسداد.
عقب ذلك ألقى رئيس الجمعية السعودية للقلب الدكتور محمد عرفة كلمة شدد فيها على أهمية الوقاية والعلاج لأمراض القلب التي تعتبر السبب الأول عالميا للوفيات.
وأشار إلى أن الجمعية تحرض على حشد كافة جهودها في إطار عمل متناسق بين القطاعات الصحية المختلفة في المملكة مستدلا على ذلك مشاركة جميع مراكز القلب في المملكة في هذا الاجتماع.
وبين أن الجمعية التقت مع ممثلين لكافة القطاعات الصحية حيث تم وضع برنامج مشترك للسنوات الثلاث القادمة في مدن المملكة الرئيسية مفيدا أن الاجتماع القادم سيعقد إن شاء الله في مدينة الدمام بالتعاون مع جميع المراكز وفي مقدمتها مركز سعود البابطين لأمراض القلب التابع لوزارة الصحة.
وأوضح الدكتور محمد عرفة أن الجمعية تسعى إلى إنشاء مركز تعليمي متكامل تقام فيه المحاضرات والندوات العلمية على مدار العام وورشات تدريب الإنعاش القلبي بمشاركة جميع العاملين في الجمعية كل حسب تخصصه مبينا أنه يوجد بالجمعية تسع مجموعات عمل كل حسب تخصصه مشيرا إلى أن بعض هذه المجموعات وصل إلى المشاركة العالمية بفضل الله ثم بجهد العاملين بها حيث قدمت مجموعة العلاج التداخلي مشاركات في عدة ندوات عالمية في المؤتمرات الأوروبية وفي كندا خلال العام السابق والتي انطلقت منها فكرة التعاون المشترك مع الجمعيات العلمية العالمية مثل جمعية القلب الكندية والتي وافقت على مشاركة سنوية لجمعية القلب السعودية في أثناء المؤتمرات العلمية الى جانب ما تم مع بداية هذا العام وهو الاتفاق مع جمعية القلب المصرية لوضع برنامج خاص بجمعية القلب السعودية أثناء الاجتماع السنوي القادم في نهاية الشهر الحالي.
وعد البحث العلمي سبيلا وحيدا للرقي وإيجاد وسائل تشخيصية وعلاجية لمساعدة المرضى مفيدا بأن الجمعية تسعى إلى إيجاد قاعدة للمعلومات ودعم الأبحاث العلمية والذي يقتصر حاليا على الدعم المعنوي معربا عن أمله في القريب العاجل أن يكون لدى الجمعية القدرة على الدعم المادي للأبحاث لوجود الأشخاص المؤهلين علميا لديها ولديهم القدرة على إقامة الأبحاث العلمية مستدلا على ذلك بالبحث القائم حاليا على دراسة الحالات الحادة لأمراض القلب والشرايين ودراسة الحالات التي يجري لها القسطرة والعلاج التداخلي في المملكة.
وأفاد رئيس الجمعية السعودية للقلب بأنه تم مع بدء هذا العام العمل على وضع السجل الموحد لأمراض ضيق الشرايين الحادة في دول الخليج تحت إشراف جمعية القلب الخليجية مشيرا إلى أن الجمعية السعودية تسعى إلى إيجاد موقع مناسب يقام عليه المركز التعليمي للجمعية ومن ثم البدء في إقامة الندوات العلمية والدورات التدريبية مثمنا لسمو الأمير سلطان بن محمد تبرعه بإقامة هذا المركز.
بعد ذلك ألقى معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة أعرب فيها عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد على افتتاحه لهذا المؤتمر العلمي الهام واهتمام سموه بمشكلات القلب والأمراض المصاحبة له.
وأوضح أن المؤتمر جمع بين المحتوى العلمي والبعد الوطني والعربي وتبنى التصدي لمشكلات أمراض وجراحة القلب للبالغين والأطفال إضافة الى تركيزه على برنامج التوعية والوقاية الصحية.
وبين الدكتور الربيعة أن الشؤون الصحية بالحرص الوطني أولت أمراض القلب اهتماما كبيرا من خلال إنشاء مركز حديث لأمراض وجراحة القلب مفيدا أنه يتم حاليا توسعة هذا المركز لتتضاعف طاقته الاستيعابية قريبا إن شاء الله تعالى.
وأشار معاليه إلى أن إحدى الركائز الوطنية الهامة التي بنيت عليها خطط التنمية في هذه البلاد هي تنمية ورعاية الكوادر الوطنية وتطويرها ومنها الكوادر الصحية مبينا أن جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية والمتخصصة بالتعليم الصحي تمثل صورة واعدة للمنهج الحديث والتقنية الشاملة في هذا المجال الحيوي الهام.
كلمة الأمير سلطان بن محمد
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير كلمة أعرب فيها عن سعادته بانعقاد هذا الاجتماع في هذا اللقاء العلمي الهام الذي يشمل المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية السعودية للقلب والمؤتمر العالمي لمركز الملك عبدالعزيز لطب وجراحة القلب والاجتماع العلمي السابع للجمعية العربية لأمراض وجراحة قلب الأطفال.
وبين أن هذا المؤتمر العلمي يعتبر من أكبر اللقاءات الطبية على مستوى منطقة الشرق الأوسط نظرا لعدد المتحدثين والمشاركين والموضوعات المطروحة فيه معتبرا هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات العلمية وسيلة فاعلة لنقل أحدث ماوصل اليه العلم في هذا المجال الحيوي المتجدد.
وأعرب عن أمله بأن يساهم المؤتمر بإذن الله في رفع مستوى الرعاية الصحية في هذه البلاد الذي يؤكد ضرورة المشاركة في مثل هذه المؤتمرات ليس فقط للأطباء بل تشمل أفراد المجتمع عامة الذي تم تخصيص اليومين الأخيرين لهم.
وأوضح أن مثل هذه المؤتمرات تسهل على الباحث الوصول إلى الحدث في هذا العلم المتطور ليساهم بفاعلية في دفع المسيرة الصحية في المملكة التي تحظى بدعم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.
بعد ذلك قدم العضو وزميل الكلية الملكية للأطباء في لندن الدكتور محمد البار محاضرة بعنوان (القلب العضلي والقلب المعنوي) وفي ختام الحفل تسلم سموه هدية تذكارية من الدكتور عبدالله الربيعة وهدية مماثلة من رئيس الجمعية السعودية للقلب.
بعدها قام صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير الرئيس الفخري للجمعية السعودية للقلب بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.