الجزيرة - ياسر الجلاجل
اختارت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، إستراتيجية السلامة المرورية بمدينة الرياض كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال السلامة المرورية، وطلبت نشر وتعميم التجربة التي تقوم عليها الهيئة العليا لتطوير الرياض بالتعاون مع مرور منطقة الرياض والجهات الأخرى ذات العلاقة، على باقي الدول الأعضاء في منطقة الإسكوا، وذلك نظراً لما يمكن أن تحققه من رفع لمستوى السلامة المرورية في المنطقة، كما طلبت اللجنة وضع خطة عمل لتحقيق هذا الغرض بما يحقق لدول تلك المنطقة (غرب آسيا) تقدماً في هذا المجال مقارنة بدول العالم المتقدمة.
وأشادت اللجنة في خطاب وجهته إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالجهود الحثيثة التي تم انجازها في مجال تحسين وضع السلامة المرورية في منطقة الرياض والنتائج التي تحققت بفضل هذه الإستراتيجية، وذلك بعد اطلاعها على العرض الذي قدمته الهيئة في ورشة العمل التي عقدت في القاهرة في شهر ذي القعدة 1427 هـ الخاص بأسبوع الأمم المتحدة العالمي الأول للسلامة على الطرق، بإشراف اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ومنظمة الصحة العالمية والشراكة الدولية للسلامة على الطرق لمدينة الرياض، ومن ثم المشاركة في مداولات المؤتمر العالمي الثاني للسلامة على الطرق، الذي عقد في جنيف في شهر ربيع الآخر 1428هـ، خلال الاحتفال الختامي لأسبوع الأمم المتحدة العالمي الأول للسلامة على الطرق.
كما تم عرض الخطة التنفيذية للإستراتيجية في المؤتمر الآسيوي الاسترالي للسلامة على الطرق الذي عقد بمدينة ملبورن بأستراليا في شهر شوال 1428 هـ. وسوف يقوم فريق من المتخصصين بشعبة النقل والتكامل الإقليمي في الإسكوا، بزيارة مدينة الرياض للاطلاع على تجربة الرياض في تنفيذ إستراتيجية السلامة المرورية بالمدينة ومناقشة خطة العمل اللازمة لنشر التجربة على الدول الأعضاء في منظمة الإسكوا.
الجدير بالذكر أن تجربة مدينة الرياض في تنفيذ إستراتيجية السلامة المرورية، أصبحت تحظى باهتمام دولي كبير، وأصبح ينظر إليها كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال السلامة المرورية، حيث أشادت منظمة الصحة العالمية بها وطلبت عرض نتائجها في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، كما أن المنظمة العربية للسلامة المرورية اختارت إستراتيجية السلامة المرورية في مدينة الرياض كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال استراتيجيات السلامة المرورية للدول العربية، وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد بادرت بوضع إستراتيجية للسلامة المرورية في مدينة الرياض، انبثقت منها خطة تنفيذية من قبل جميع الجهات ذات العلاقة، وتتولى متابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية، لجنة عليا للسلامة المرورية، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة، وتضم في عضويتها 10 جهات حكومية ذات علاقة بالسلامة المرورية.
وتشمل الخطة التنفيذية على أهداف إستراتيجية لتقليل حالات الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق خلال العشر سنوات القادمة، وخطة وتنفيذية خمسية محدداً بها الفترة الزمنية لتنفيذ المهام من قبل جميع الجهات ذات العلاقة. وقد أظهرت نتائج تطبيق الإستراتيجية انخفاضاً في معدل الوفيات والإصابات الخطرة.حيث انخفضت أعداد الوفيات جراء الحوادث المرورية من 430 حالة وفاة في عام 1425هـ إلى 353 حالة وفاة في عام 1427هـ. كما انخفضت أعداد الإصابات الخطرة خلال السنوات الماضية.