ما يلي من أجمل الرسائل التي وردتني.. أضعها بكل حرف فيها ليس لي إلا تصويب بعض زلات الطباعة.. لما تعكسه من وعي وما تحمله من هموم وما تطرق به على أبواب مغلقة أو مواربة لحين ولوج... رمزت لاسمها بالطموحة... أضع هنا سطورها وأحيي طموحها.. تقول الرسالة:
(سأقف الآن وكلي ثقة بأنني عندما أتكلم فجميع مكبرات الإصغاء لديك ستكون مشنفة لصوتي لأنك قد فعلت ذلك يوما ما وأنت تدرسيننا في الجامعة وسأخرج من الكلام الآحادي بيني وبينك إلى الكلام الجماعي بيني وبين جميع قرائك ولك أنت أن تختاري الطريقة التي توصلين صوتي لهم...
أولا لأنني امرأة في المجتمع الذي انقض عليه ذئاب الطمع فقد وضعوني كبش الفداء ولكن زينوا الوسيلة لذبحي، جعلوني مسلوبة الحق فزينوا لي المطالبة بحقي، ووصفوني فريسة الرجل فأوعزوا لي برغبة المساواة، وطمروا أذني بشعارات كثيرة، وفتحوا لي نوافذ عديدة وقطروا في عيني بمواد ملونة تتسع بها حدقتاي وطلبوا مني الركض لحقي المسلوب ولمكانتي المهضومة وقد أصابوني بدهشة وقلق, وثانيا لأنني لست مراهقة ولا طفلة، كذلك أنا لست جاهلة ولا صماء، وأنا أيضا لست عمياء ولا عرجاء, تعلمت ولم يوقفني الرجل, وتزوجت ولم ينهبني الرجل، وأنجبت ولم يظلمني الرجل، وحصلت على منصب وظيفي مرموق ولم يحاربني الرجل, مرضت فعولجت وبكيت فواسوني وفرحت فآزروني... لماذا لا أفند ما تهب به علي ريح الذين يقفون لي بالمرصاد ليزعزعوني من مكاني؟ لماذا لا أرد أصوات دكات خيولهم في حلوقهم؟ لماذا لا أقف في قمة قدرتي على أعلى طاقة لي وأقول عودوا ببضاعتكم من حيث جئتم؟ فأنا وحدي أعرف ماذا أريد وماذا ينقصني وما الذي أحرص عليه؟
أكتب لك يا دكتورتي الغالية من غير أن أترك لك اسمي الصريح لأنني لست واحدة أنا بنت هذا المجتمع وامرأته..
هل تعلمين كم أشفق على القادم من أيام المرأة المسلمة,,,؟ وأقول بكل الثقة إن ما نخشاه أن نستيقظ وقد أكلتنا أنياب هؤلاء الذئاب وأصبحنا في جوفهم ممتزجات بطحالب وأوبئة بعد أن كنا في براح النقاء, فليس كل ما يقال عن المرأة صدقا وما تحتاج إليه هو فرص أكثر لإثبات الذات مع دعائي لله تعالى أن يحفظنا جميعنا.. واعذري طموحي وخوفي من كل ما يحيط بالمرأة المسلمة من الضغوط.. والسلام عليكم ورحمة الله).
تلك رسالة الطموحة بحروفها وجملها بل نقاطها وعلامات استفهامها...من غير زيادة أو إنقاص..